في حلقة لم تكن على قدر التوقعات...

بيروت - ربيع عواد

انتظرنا طويلاً حلول نجوى كرم ضيفة على برنامج laquo;كلمة فصلraquo; مع الإعلامية جومانا أبو عيد على laquo;روتانا موسيقىraquo;، بعد الحملة الدعائية الكبيرة التي سبقت بثّ الحلقة الأسبوع المنصرم، فنجوى لم تظهر في الإعلام منذ فترة طويلة واشتاق الناس إليها.

توقعنا أن تحمل إلينا الضيفة صاحبة التاريخ الفني العريق الأخبار الجديدة والمتميزة، كعادتها، وأن تمتعنا بحوارها الموزون الملفت، خصوصا أن الإعلامية أبو عيد استطاعت أن تكشف، بفضل حنكتها، وجوهاً جديدة لضيوفها الذين حلّوا معها سابقاً في البرنامج، إلا أنها أخفقت مع كرم التي أطربتنا بصوتها الجبلي الأصيل، فيما خذلتنا بحديثها الذي جاء مصطنعاً وروتينياً وبعيداً عن الواقعية.

لم تطلّ نجوى على غرار زملائها الذين سبق أن حلّوا ضيوفاً على البرنامج، عادة تكتفي أبو عيد بالتعريف عن الضيف بكلمات جميلة ومنمّقة تاركة مهمة إعلان الإسم للـ{كونترولraquo;، إلا انها استلمت هذه المهمة في هذه الحلقة الإستثنائية التي وصفتها في مقدمتها بالـ{الورطة الكبيرةraquo; وهكذا كانت.

خلافا لحلقات البرنامج السابقة، اعتلت المسرح فرقة من الراقصين حاملين أعلاماً بيضاء ولم تنتظر عدسة المخرج باسم كريستو صعود كرم إلى المسرح لتصويرها، بل رافقتها وراء الكواليس إلى حين اعتلائها الخشبة على إيقاع أغنيتها laquo;طلّة ملكraquo;، كانت كرم تتمايل في مشيتها وتلوّح بيدها للحضور، كأنها في مسابقة لملكات الجمال. فهل إن أهمية كرم تفوق أهمية زملائها الذين حلّوا سابقاً على البرنامج ولم يتمتعوا بالإمتيازات نفسها على غرار عاصي الحلاني ولطيفة وكاظم الساهر...؟ وهل تؤكد البهرجة التي رافقت الحلقة أن كرم الفنانة الأكثر دلالاً في laquo;روتاناraquo; ويحق لها ما لا يحقّ لغيرها؟

طرح أحد الأشخاص، في التقرير المصور الذي عرض أثناء الحلقة، سؤالا على كرم مفاده: laquo;من هي نجمة روتانا الأولى؟raquo; فردّت بالقول إن نسبة مبيعات الألبومات والمهرجانات والحضور على الساحة الفنية هي التي تحدد ذلك. نسأل في حال اعتمدت هذه النقاط معياراً، هل ستكون كرم فعلا نجمة laquo;روتاناraquo; الأولى؟

رتابة

لم يحمل الحوار جديداً، بل جاء بأكمله عبارة عن غزل متبادل بين أبو عيد والضيفة، فلم تنفكّ كرم عن وصف أبو عيد بالليدي فيما كانت ترد عليها الأخيرة بوصفها بالشمس الشارقة. اعتدنا على أن يكون حوار أبو عيد لطيفاً وبعيداً عن التجريح، لكن جريئاً، في الوقت نفسه، وموضوعياً، إلا أن الحال تبدّلت خلال سير الحلقة، خصوصاً عندما انصاعت لرغبة كرم في عدم توجيه رسالة عتب إلى فنان معين وهو جزء لا يتجزأ من البرنامج، لطالما شددت على تنفيذه خلال الحلقات السابقة. اكتفت كرم بتوجيه رسالة محبة إلى الفنانين جميعاً.

لم يكن فصل الشتاء في الحلقة عاصفاً، كما توقعت أبو عيد، بل جاء غامضاً ومعتماً، كيف لا ولم ترد كرم الخوض في تفاصيل غالبية المواضيع التي حاولت أبو عيد عبثاً التطرق إليها. فالمسألة المهمة، التي مرّت على كرم خلال السنة الماضية وشغلت الإعلام والرأي العام، كانت فوزها بالدعوى ضد الإعلامية نضال الأحمدية، إلا ان نجوى رفضت الخوض في التفاصيل ورددت ما سبق أن تفوهت به مراراً، أنها كانت ترغب في حل المشاكل بينها وبين الأحمدية، وأنها ألقت السلام عليها في مناسبات عدّة، إلا أن الأخيرة لم تتجاوب. كذلك لم نفهم قصدها حين ربطت في الحديث نفسه بين البندقية والعدوّ وضرورة توجيه النار إليه وليس إلى أبناء البلد رافضة التطرق أكثر إلى موضوع الأحمدية.

تجنبت كرم التطرق إلى مشكلتها مع شقيقها نقولا كرم واكتفت بالقول: {نقولا أكثر شخص أحبّه ولكني لا أعرف إن كان يحبني بالدرجة نفسهاraquo;. كذلك تجنبت الدخول في تفاصيل زواجها السابق من المتعهد الفني يوسف حرب وطلاقها منه وقالت: laquo;انتهى زواجي برقي وبالحب نفسه لأن على الإنسان أن يبقى كبيراraquo;.

على الرغم من التكتم الكبير وردّ السؤال بسؤال مماثل، إلا أن أبو عيد استفزت كرم التي عبرت عن حبّها للفن أكثر من حبها للرجل وقالت: laquo; من الصعب أن أترك الفن من أجل رجل لأني بنيت مشواري الفني حجراً حجراً والرجل الذكيّ من يشارك الفنانة حياتها من دون أن يقيّدهاraquo;. كذلك اعترفت، ولو بشكل سريع، أنها تعيش حالة حب، لكن بقي الغموض مسيطراً على الأجواء، وحاولت الضيفة، قدر المستطاع، المحافظة على صورة المرأة القوية التي لا تهزّها الصعاب، مع تكرار مزعج لقيم الغفران والمسامحة والمحبة والضمير بمناسبة وبغير مناسبة.

كذلك لم يكن جوابها مقنعاً لدى سؤالها عن أسباب غنائها في حفلة مبايعة الرئيس السوري بشّار الأسد، فأشارت الى أن الفنان ملك لجميع الناس وحاولت التهرب من الموضوع بتوجيهها رسالة حب لوطنها وتشديدها على أن مصلحته فوق كلّ اعتبار.

لم يشكل عرض laquo;كليبraquo; أغنية laquo;تعا خبيكraquo; الجديد لكرم أي مفاجأة، لطالما تحدثت في مقابلات صحافية سابقة عن عرضه خلال حلقة laquo;كلمة فصلraquo; مع حلولها ضيفة عليها. لا يمكن الحكم عليه من المشاهدة الاولى، ولكن لنا أن نقول إنه لا يشبه صاحبته أبدا.

على الهامش

bull; تألقت نجوى كرم بفستان أحمر لمناسبة عيد الميلاد فيما سرقت منها أبو عيد الأضواء بثوبها الفضي الأنيق.

bull; لم يحتمل ميكروفون نجوى الغزل بينها وبين مقدمة البرنامج، فانقطع الصوت مرات عدة ما استوجب تغييره، إلا أن كرم كانت تأمر في هذه الأثناء قائلة laquo;اطلعوا بأي إعلانraquo;.

bull; لم نفهم استغراب نجوى حين طلبت منها أبو عيد أداء أغنية لأحد زملائها، فهذا الأمر جزء من البرنامج وكانت أصلا حضرت أغنية laquo;عم بحلمك يا حلم يا لبنانraquo; للفنانة ماجدة الرومي فما الداعي للاسغراب؟

bull; كان الجمهور الحاضر من نادي معجبي نجوى كرم، فقاطعها مراراً أثناء حديثها بكلمات الإطراء والتبجيل.