إيمان حسين

تمر اليوم ذكرى سقوط نظام صدام حسين الدموي بعد حكم دام 35 عاماً عاشها العراق ما بين القتل والاعتقال والتهجير، وبينما عقدت الآمال عند دخول أول دبابة أميركية إلى الأراضي العراقية للإطاحة بذلك النظام، فإنه مع كل ما يعانيه الشعب العراقي اليوم، يبدو كأنه من غير المكتوب له أن يعيش حياة هانئة.

حققت القوات الاميركية بوصولها إلى وسط بغداد يوم التاسع من ابريل 2003 نصرا كبيرا بإسقاط أعتى نظام دكتاتوري عرفه العراق، منذ نشأت الدولة الحديثة في بلاد الرافدين، خلال ثلاثة اسابيع فقط، لكن هذا الانتصار تحول في ما بعد الى كابوس.

وقد تشتت الجيش العراقي السابق نظرا إلى معنوياته المنهارة والفوضى التي دبَّت في صفوفه، فحاولت تنظيمات شبه عسكرية وحدها التصدي للجيش الاميركي ولكن عبثا.

وتم تحطيم التمثال البرونزي للقائد laquo;الضرورةraquo; في ساحة الفردوس وسط بغداد الى عدة قطع، وتم سحب الرأس على الارض وضربه بالاحذية وسط صرخات هيستيرية.

واضطر قائد الدكتاتورية الهمام الذي كان يحلم بالسيطرة على الشرق الاوسط الى الفرار بعد ساعات من اختراق بغداد قبل القبض عليه في 13 ديسمبر من العام ذاته وإعدامه في 30 ديسمبر 2006.

أهازيج تتحول إلى عويل

يقول النائب المستقل نبيل العذاري laquo;فرح العراقيون أياما معدودات بسقوط الصنم وحلموا بأن العراق على الاقل سيكون كبقية دول الخليج الغنية بالنفط، ولكن المسلحين الارهابيين من العرب والميليشيات المتطرفة وفلول البعثيين عملوا على تحويل الانتصار الى معركة دائمة، يدفع ثمنها الشعب العراقي المسكينraquo;.

وقتل اكثر من أربعة الاف عسكري أميركي واصيب عشرات الالاف بجروح، وانفقت مئات المليارات من الدولارات لكن العنف لايزال يضرب العراق.

وخلال الاعوام الخمسة، لقي أكثر من 400 ألف عراقي مصرعهم واختار مئات الالاف الرحيل، في حين تعيش الأغلبية وسط ظروف سيئة للغاية من دون عمل وفي غياب الخدمات العامة الاساسية.

وتحولت الاهازيج العراقية التي سمعها الجنود الاميركيون لدى وصولهم الى صرخات من الألم والحسرة والعويل المستديم.

وتقول النائبة المستقلة صفية السهيل laquo;أرى أن ما قامت به القوات الاميركية وقوات التحالف من عمل في اسقاط نظام صدام حسين الدكتاتوري شيء رائع لا ينساه الشعب العراقي، ولكن هناك ثمة أخطاء فادحة وقعت يجب أن تحاسب عليها القوات الاميركية، إضافة الى أن تدخل بعض الدول الاقليمية من دول المنطقة laquo;زاد الطين بلةraquo; وأثر سلبا في العملية السياسية في العراقraquo;.

تفشي الجريمة

أما النائب بهاء الاعرجي عن الكتلة الصدرية فيقول laquo;للاسف بعدما فرحنا بسقوط صدام حسين، عدنا وصدمنا بحكومة هشة لا تستطيع أن تقدم شيئا إلى الشعب العراقي، بل هي مسيّرة من قبل قوات الاحتلال، والشعب العراقي لا يمكنه أن يرضى أو يقبل بأن يبقى محتلا بهذه الصورة السيئة، بل يريد أن يتخذ قراراته بنفسه من دون أن تمليه عليه جهات خارجيةraquo;.

وأكد الاعرجي laquo;أن الشعب العراقي لم ير مظهرا من مظاهر التقدم في الحياة، فمازالت مشكلة الكهرباء والبنزين والماء قائمة، إضافة الى تدهور الوضع الصحي في العراق، وتفشي الجريمة والسرقة والخطف والقتل والمخدرات، وكل ذلك حدث بعد دخول الاحتلال الى العراقraquo;.

ويرى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ laquo;أن هناك مشكلات

يعانيها العراق بعد سقوط صدام، منها تنظيم القاعدة وفلول النظام السابق، وصراعات سياسية بين الاحزابraquo;، لكنه يؤكد رغم كل ذلك أن هناك مظاهر جيدة في العراق بعد سقوط حزب البعث الدموي، ومن ضمن هذه المظاهر الحرية الاعلامية التي يتمتع بها العراق الآن، وكذلك المواطن الذي يستطيع ان يتظاهر حتى ضد الحكومة وقد حدث ذلك مرارا وتكراراً، إضافة الى أن هناك سياسيين ينتقدون بشدة الحكومة من دون اعتقال أو اغتيال، وهذا أهم مظهر من مظاهر الديموقراطية التي يعيشها العراق اليوم.