جهاد الخازن

كانت لي على امتداد السنة المنتهية اختياراتي الخاصة من الأخبار التي نادراً ما تجد طريقها الى الصفحة الأولى، واليوم أراجع مع القارئ هذه المختارات بعد أن كنت بدأت أمس بالشهر هذا، أي من النهاية.

ضم ملفي عن كانون الثاني (يناير) خبراً عن بدر أسامة بن لادن الذي يريد أن يعمل داعية سلام في أوروبا، ووجدت عبر الســـنة أنه عجز عن ايجاد بلد غربي يحتضنه. وكان هناك خبر عن شــــراء ايران صواريخ دفاع جوي من روسيا البيضاء عاد في شكل آخر في نهاية السنة وروسيا تعلن انها ستبيع ايران صواريخ متطورة. وثارت ضجة على امرأة من ولاية كارولينا الشمالية أجلست صورة لبوش في كرسي إعدام كهربائي احتجاجاً على غزو العراق.

أما شباط (فبراير) فعندي منه تحقيق طويل في مجلة السبت لصحيفة لندنية مع العالم الاقتصادي جوزف ستيغلتز، الفائز بجائزة نوبل، قدر فيه نفقات الحرب على العراق بستة تريليونات دولار، من دون الفائدة. وكما يعرف كل قارئ، فالسنة انتهت بأزمة اقتصادية عالمية رفعت عجز الموازنة الأميركية تريليونات أخرى، وإن كان من عزاء لي وللقارئ، فهو أنه laquo;كلهم يومينraquo;، أو ثلاثة أسابيع، وتنتهي ادارة جورج بوش.

وليعذرني القارئ اذا كانت مختاراتي من آذار (مارس) بسيطة للغاية، فقد كان هناك خبر عن مغامر بريطاني هو فيليب بيل الذي يريد إحياء رحلة أسطورية للفينيقيين من جزيرة أرواد الى أفريقيا، وخبر ظريف عن أن الممثلة المشهورة ديمي مور لجأت الى العَلَقَ لمص الدم الزائد أو الفاسد من جسدها، وهذا علاج قديم جداً، وأذكر من سنوات المراهقة الأولى في لبنان ان العَلَقَ كان يحفظ في إناء زجاجي في دكاكين الحلاقين.

نيسان (ابريل) حمل الينا تحـــقيقاً طويلاً عن الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر لم يكن سلبياً كله، إلا أنني وجدت العنوان يظلمه باعتباره من لوردات الحرب (Warlord)، وقرأت تحقيقاً ظريفاً عن الزحام والضجة في القاهرة، أو laquo;المدينة التي لا تسمع نفسك فيهاraquo;. شخصياً أفضّل للقاهرة صورة laquo;المدينة التي لا تنامraquo; مع ان هذه الصفة تطلق على نيويورك التي تنام باكراً.

وجدت في ايار (مايو) بضعة عشر خبراً للحفظ، إلا أنني أختار اثنين منها، فقرب نهاية الشهر أبرمت 111 دولة اتفاقاً يحرّم القنابل العنقودية، وكان المعارضون: الولايات المتحدة واسرائيل وروسيا والصين والهند وباكستان. وكلنا يعرف أن اسرائيل تركت في لبنان بعد حرب صيف 2006 حوالى مليون قنبلة صغيرة نشرتها القنابل العنقودية الأميركية الصنع. أما الخبر الآخر فكان عن توزيع علاوات قياسية بلغت 13 بليون جنيه على رجال المصارف في لندن الذين أسهموا في خراب الاقتصاد العالمي قبل نهاية السنة.

الخراب لم يبدأ، أو ينفجر في نهاية الصيف مع افلاس بنك laquo;ليمان براذرزraquo;، فقد كان هناك من حذر منه، ومجلة laquo;الصنداي تايمزraquo; بتاريخ أول حزيران (يونيو) ضمت مقابلة مع الخبير المالي نسيم نقولا طالب، قال حرفياً فيها ان الاقتصاد العالمي يسير نحو الكارثة. ويبدو ان الاخوان في قطر لم يقرأوا كلام السيد طالب، فهم دفعوا ثمناً قياسياً بلغ 72.8 مليون دولار للوحة للرسام مايك روتكو و52.7 مليون دولار للوحة للرسام فرانسيس بيكون. أما أنصار السلام في بريطانيا فتظاهروا ضد زيارة جورج بوش ورفعوا لافتات تقول انه مجرم حرب.

تموز (يوليو) صدم الإسرائيليين بمقابلة مع دعاة سلام من جنوب أفريقيا قالوا فيها بعد زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة إن ما يمارس هناك هو تمييز عنصري (ابارتيد) على طريقة بيض جنوب أفريقيا. وتكررت التهمة مرة بعد مرة منذ ذلك الحين. ثم كان العدوان على غزة في نهاية السنة ليؤكد نازية اسرائيل.

آب (أغسطس) ضم أخباراً كثيرة من النوع غير المهم، ووجدت ان أقلها أهمية ما جمعت عن سلمان رشدي الذي دافع عن كاتبة أساءت الى المسلمين بحجة حرية الكلام، ثم حاول منع كتاب ينتقد تصرفاته، وقد نسي حرية الكلام هذه. وقررت ألا أجعل منه موضوعاً في زاويتي لأن اهماله أفضل.

الصحافة الغربية تذكرت ادوارد سعيد لمرور خمس سنوات على وفاته في أيلول (سبتمبر)، وإن نسيه العرب. وبين الأخبار الأخرى عندي اعتقال نائب بريطاني في كولومبيا لأنه كان يحمل مسحوقاً أبيض للقهوة ظنته الشرطة كوكايين، وحَمل الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي.

واحتفظت من تشرين الأول (أكتوبر) بخبر عن زيادة السجناء من المسلمين في بريطانيا وتعرضهم للاضطهاد والتمييز داخل السجون. أما الشهر التالي، تشرين الثاني (نوفمبر)، فحمل خبراً مماثلاً عن العالِم النووي المصري عبدالمنعم علي الجنايتي الذي أرغم على العودة الى مصر بعد ملاحقته في شكل تعسفي لانتقاده الحرب على العراق.

وكنت بدأت بالشهر الأخير أمس، فأعفي القراء من العودة اليه.