أحمد أبو دهمان

لم تكن quot;إسرائيلquot; في حاجة إلى أصابع إيرانية عبر تاريخها الدموي في المنطقة، ولا إلى أصابع إيرانية في غزة الآن وفي لبنان بالأمس، لأن أصابع quot;إسرائيلquot; أطول وأشرس مما يتصور بعض الكتاب العرب.
لقد استطاعت تلك الأصابع أن تقضي على ذاكرة الكثيرين.

وكان الأصبع التي أردت محمد الدرة مثلاً ليست إسرائيلية قلت محمد الدرة ونسيت ياسر عرفات، ونسيت أبا إياد وأباجهاد ونسيت صبرا وشاتيلا وقانا وديرياسين، نسيت تلك السلسلة من الأسماء والأماكن التي أبادتها الأصابع الإسرائيلية، نسيت الأصابع الأمريكية والغربية وبعض العربية والإسلامية.

كم يلزمنا من النسيان لكي نرى الأصابع الإيرانية، وأي استخفاف بما تبقى من الذاكرة تمارسه أصابع هؤلاء الصحفيين والكتاب.

كم يلزمنا من النسيان كي ننسى ذلك الشيخ المقعد أحمد ياسين الذي دمروه بقذيفة أو قنبلة لا تزن إلا القليل من دمويتهم ووحشيتهم.

كم يلزمنا من العمى حتى لا نرى أصابع quot;إسرائيلquot; في كل مكان من كراكاس إلى بكين إلى الكثير من أروقة الحكم العربية والإسلامية.

ليس أطول ولا أبشع ولا أعنف من الأصابع الإسرائيلية، التي تمتد إلى كل زاوية في هذا العالم بإعلامه وثقافته واقتصاده.

إن الحديث عن أصابع إيرانية إهانة لأصابع quot;إسرائيلquot; القابضة على أحلامنا وكرامتنا ومستقبلنا، القابضة على السلام من رقبته، وعلى المبادرة العربية من عنقها، وعلى أي محاولة رخيصة للعيش المشترك، أو بدولتين متجاورتين.

الأصابع الإسرائيلية لا تصافح ولو منحوها الذهب، وقد منحوها الذهب، الأصابع العبرية تسد السماء والمعابر والأقصى وتسد مجلس الأمن وتخترق كل عين تحاول أن ترى.

أول من أمس الأربعاء كانت جريدة الرياض تتحدث عن المحرقة على صفحتها الأولى، وهي الكلمة التي تصيب quot;إسرائيلquot; بالشلل.

فهل يعني هذا أن quot;الرياضquot; تدار من طهران؟!

أما أنا فأقسم بالله أنه لا إصبع إيرانية وراء هذه المقالة وإن كنت أحترم الكثير من أصابعهم المبدعة، وأدرك أن لبعضهم أصابع حارقة