جهاد الخازن

أختار من رسائل القراء ما وجدته جديداً أو مفيداً.

طالبت بقيادة فلسطينية جديدة وعرضت أسماء لم أرشح صاحب أي منها، وتلقيت ردوداً كثيرة تهاجم أبو مازن وأيضاً محمد دحلان وناصر القدوة، مع أنني توقعت أن يترك أبو مازن الرئاسة، وقلت ان أسهم دحلان تراجعت، وأن القدوة على قدرته لا يملك قاعدة فلسطينية، ورجحت مروان البرغوثي لأنه يستطيع لمّ شمل فتح وله علاقات جيدة مع حماس أساسها ثقة متبادلة.

لم أجد اعتراضاً من أي قارئ على مروان، حتى من غلاة أنصار حماس الذين هاجموا الآخرين بقسوة، وهذا مشجع، غير أن قراء آخرين رشحوا مصطفى البرغوثي وعاتبوني على إهمال اسمه، وها أنا أسجل الاسم، فأخونا مصطفى يجمع بين القدرة العالية والأخلاق.

المهندس محمد يترحم على أخينا أبو عمار ويتمنى للفلسطينيين زعيماً يجمعهم، ويعتبر مروان البرغوثي laquo;نلسون مانديلاraquo; فلسطين. وقارئ فلسطيني طالب برجب طيب أردوغان زعيماً لفلسطين. والقارئ حسام رأى أن المكان الأمثل لحماس هو في المعارضة laquo;لتكون الفزّاعة التي تستخدم ضد إسرائيلraquo;. ولخص القارئ إبراهيم الموضوع في شكل ذكي، فقال: laquo;إذا قلنا نميل الى حماس اتهمنا بعدم الموضوعية وقصر النظر، وإذا أيدنا الحكومات قالوا عنا إننا عملاء ومن الموالاة. وإذا أيدنا ايران قالوا أنت فارسي. وإذا أيدنا هذا الزعيم العربي أو ذاك قالوا أنت صهيوني. وإذا قلنا نحن لسنا مع أحد قالوا أنت جبانraquo;.

أقول للقارئ ابراهيم ان معه كل الحق laquo;ولا تشتكي لي حتى لا أبكي لكraquo;. وأزيد بموضوع أجمع القراء على تأييده، مع اعتراضات محدودة، وهو أمر نادر، فقد قلت إن إسرائيل دولة نازية لا حق لها بالوجود بيننا، وأصبت وتراً عند قراء كثيرين يرون همجية الهجمة الإسرائيلية على النساء والأطفال في القطاع.

وبما أنني اقترحت سحب المبادرة العربية، فقد تناول قراء الدعوة، وقال القارئ محمد إن سحب المبادرة سيترك فراغاً سياسياً، والأفضل أن تستبدل مبادرة للصراع بالمبادرة الموجودة لتنتهي بإحلال الحق. وفي المعنى نفسه قالت القارئة سحر إن البديل من سحب مبادرة السلام العربية هو التهيؤ للحرب، ذلك أن لا خيار بين حدّين، فإما مبادرة سلام أو مبادرة حرب.

القارئ مازن يقول إن إسرائيل أيضاً ضحية، ويسأل لماذا اختار الغرب هذه البقعة من الأرض لتكون موطناً لليهود ودولة إسرائيل، وهو متأكد أن من المستحيل تاريخياً وعقائدياً التعايش بين هذا الكيان وشعوب المنطقة. والقارئ يرفض حجة أرض الميعاد، ويقول إنها تعني أن يجتمع المسلمون في مكة، والمسيحيون في بيت لحم أو الفاتيكان، وهكذا.

وكنت أشرت الى أن سياسة حماس أدت الى قتل 500 فلسطيني (تجاوزوا 800 الآن) وعارض قراء كثيرون هذا الرأي، والقارئ وليد قال ان الاستعمار الاميركو ndash; إسرائيلي يريد أن يخمد أي شكل من أشكال المقاومة، والقارئة سلوى حمّلت السلطة الوطنية وأبو مازن المسؤولية عن موت الفلسطينيين في غزة، ولا أعرف أي طريق أوصلها الى هذا المنطق. أما القراء المعترضون الآخرون فتحدثوا من منطلق ديني.

وأعتقد أن هناك 110 رسائل عن مقالين أحدهما قلت فيه إن واجب القيادة في غزة أن تحفظ حياة الناس، والثاني إصراري على رغم الأخطاء على تأييد المقاومة ضد إسرائيل.

وجدت أن أكثر من 90 رسالة تناولت الموضوع من زاوية دينية، ومثل عنهم يكفي، فالقارئ بكري يقول: نحن أناس مؤمنون وأمرنا كله خير كما قال الصادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم، إن أصابنا خير شكرنا، وإن أصابنا شرّ صبرنا وحمدنا الله. أما سمعت قول الحق عزّ وجل: laquo;أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراءraquo;. أما سمعت: laquo;وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريبraquo;، أبشر سيجعل الله بعد عسر يسراً. ان نصر الله قريب.

وبالمعنى نفسه تلقيت رسالة من قارئ باسم فني هو laquo;جابر العثراتraquo; يهاجم الناس جميعاً، وهو مستعد للتضحية بالأم وبناتها الخمس والاثنتين الباقيتين، وبعد ذلك لا يسجل اسمه جبناً. أقول له، إذا كنت على هذا الإيمان laquo;روح موت انت وأرح البلاد منك والعبادraquo;.

أنا مؤمن إلا أن إيماني لا يصل الى درجة التضحية بأرواح الناس، من مكتبي في لندن. غير أن رضا الناس غاية لا تدرك، وقد تلقيت عن المقال نفسه قول القارئ خالد (بالإنكليزية) إن أمله بي خاب، وقول القارئ عبدالله (كل رسالته): مقال رائع ممتع.