جهاد الخازن

تشن اسرائيل حملة على الفاتيكان بعد أن قال الكاردينال ريناتو مارتينو إن قطاع غزة laquo;معسكر اعتقال كبيرraquo;.

منذ سنوات وأنا أقول إن اسرائيل حوّلت قطاع غزة الى معسكر اعتقال نازي، غير أنني في خندق أهل غزة. أما الآن فهناك رجل ديني مسيحي بارز يقول ما نعرف إنه حقيقة اسرائيل، فالكاردينال مارتينو هو المسؤول عن العدالة والسلام في الفاتيكان، وعمل قبل ذلك مبعوثاً للفاتيكان الى الأمم المتحدة.

قرأت أن اسرائيل أثارها تصريح الكاردينال وأن الزيارة المقررة للبابا بندكتوس المقررة الى الأراضي المقدسة في خطر.

أقول إنه لا يجوز للبابا أن يزور دولة نازية. نطالبه بألا يزورها.

- الكاردينال مارتينو ليس وحده، فمفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، وقال إن هناك حاجة الى laquo;تحقيق مستقل له صدقيةraquo; في احتمال انتهاك اسرائيل قوانين حقوق الإنسان في هجومها على حي الزيتون في غزة.

التفاصيل يعرفها القارئ العربي ويراها على التلفزيون كل يوم، وكنت الأسبوع الماضي كتبت زاوية عن غزة، ثم أخرّتها يوماً، ووجدت بين الصباح والمساء أن عدد القتلى ارتفع من 500 الى 600، واتصلت بالسكرتيرة في صباح اليوم التالي وطلبت منها أن تغيّر الرقم الى 700، ولم ينشر المقال حتى كان رقم الضحايا تجاوز 800، ولعل هذه السطور لا تنشر حتى يكون اقترب من الألف.

هي دولة نازية تقتل النساء والأطفال.

- عشية الهجوم الهمجي على غزة كنت مع مسؤول عربي كبير عندما اتصل به الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ليطمئن على وضع السكان في قطاع غزة.

وأتيحت لي فرصة نادرة لسماع حوار الرجلين، وسأل كارتر كثيراً عن الأوضاع الإنسانية في غزة، وسمع أفكاراً عن جهود تخفيف المعاناة هناك.

بعد الهجوم كتب كارتر مقالاً عنوانه laquo;حرب لا مبرر لهاraquo; انتقد فيه رفض اسرائيل وقف إطلاق النار، وقصفها ألف هدف داخل القطاع وإصابة مدارس ومناطق سكنية.

- أريد من القراء أن يتابعوا عمل رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، فاسرائيل وعصابتها حول العالم تريد رأسه بعد أن وصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه laquo;لطخة سوداء في التاريخ البشريraquo;.

أردوغان يتعرض لضغط من الشارع التركي لقطع العلاقات مع اسرائيل، إلا أن الضغط الأهم عليه هو في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث سيحاول اللوبي وجماعات الضغط الأخرى تهديد مصالح تركيا، مثل طلبها الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، للإضرار بمكانته داخل تركيا.

- الصحافي البريطاني روبرت فيسك كتب مقالاً مؤثراً معبراً في laquo;الاندبندنتraquo; الأسبوع الماضي، فقد أختار مقالات كتبها أنصار اسرائيل في صحف غربية، وسجل كيف أنها جميعاً تحاول استثارة عطف القارئ بأسلوب واحد، أو خدعة واحدة.

المقالات كلها تحدث القارئ عن وضع يتعرض فيه الحي الذي يقيم فيه من المدينة الى قصف بالصواريخ، وكيف سيكون شعوره.

فيسك لاحظ أن الكتّاب الموالين لإسرائيل لا يذكرون أن 20 اسرائيلياً قتلوا من هذه الصواريخ في عشر سنوات مقابل 600 فلسطيني في 12 يوماً (أصبحوا الآن حوالى 900 ضحية).

أضيف من عندي أنه إذا لم يستعمل أسلوب الصواريخ في الحي، فهناك دائماً المحرقة، ودانيال فنكلستين في laquo;التايمزraquo; كتب مقالاً عنوانه laquo;اسرائيل تصرفت لأن العالم لا يحميهاraquo; ولكن عندما حاولت قراءة المقال وجدته في فقرة بعد فقرة يتحدث عن آن فرانك ومذكراتها. ومثله دومنيك لوسون في laquo;الصنداي تايمزraquo; فهو كتب مقالاً بعنوان laquo;لا لسنا كلنا حماس الآنraquo;. وحاولت قراءة المقال ووجدت أنه يتحدث في فقرة بعد فقرة عن متحف ضحايا المحرقة، ياد فاشيم، في القدس، وأخيراً توقفت قبل أن أقرأ حجته.

لا أدري لماذا يعود أحد الى محرقة قبل 60 سنة، وهناك محرقة ترتكبها اسرائيل أمام عدسات التلفزيون كل يوم.

- عطفاً على ما سبق نشرت laquo;الأندبندتraquo; تحقيقاً من الضفة الغربية كتبه بن لينفيلد عنوانه laquo;كلنا حماس الآن، أنصار فتح يتحدون (مع حماس) ضد العدو المشتركraquo;.

أيضاً اسرائيل ترفض دخول الصحافة الأجنبية قطاع غزة لأن عندها ما تحاول أن تخفي من الجرائم.

أيضاً وأيضاً اسرائيل التي رفضت توقيع معاهدة منع استعمال القنابل العنقودية تستعمل الفوسفور الأبيض في غزة.

هي دولة نازية مجرمة لا مكان لها في الشرق الأوسط أو أي مكان.