بعضهم وصفه بالشجاع والنزيه

خالد يوسف ndash; مدريد

نالت اللفتة التي قام بها المالي فريدريك كانوتيه مهاجم فريق سيفيليا الإٍسباني بكشفه عن قميص يساند فيه الشعب الفلسطيني عقب إحرازه هدفاً في مرمى ضيفه ديبورتيفو لاكرونيا في ثمن نهائي مسابقة كأس الملك اهتماماً ملحوظاً من وسائل الإعلام الإٍسبانية يوم الخميس.

وأفردت صحيفة إل موندو تقريراً مطولاً عن الواقعة وضعت له عنوان quot;انتفاضة كانوتيهquot;، مؤكدةً أن نجم المنتخب المالي كان يبحث عن سبب للتعبير عن مساندته لفلسطين منذ الأحد الماضي ، وتحديداً أمام أوساسونا في مسابقة الدوري المحلي ، إلا أن عجزه عن التهديف أجل المناسبة لمباراة ديورتيفو مساء الأربعاء، والتي انتهت بفوز أصحاب الأرض 2 ndash; 1.

وأشار كاتب التقرير إلى أن كانوتيه لم ينتظر كثيراً للتعبير عن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني عقب إحرازه الهدف الثاني لسيفيليا في الدقيقة 40، وهي اللفتة التي أجبرت ماتيو لاووز حكم اللقاء على إشهار البطاقة الصفراء لكانوتيه ، والذي لم يظهر اكتراثاً محلوظاً إزاء تلك البطاقة، مؤكداً تخطيطه المسبق لتقديم تلك اللفتة.

ويأتي تلقي كانوتيه لبطاقته الصفراء متسقاً مع لوائح الإتحادين الدولي والإسباني بمنع لاعبي الكرة من إظهار أية شعارات، أو رسوم في أثناء المباريات، أيًّا كان محتواها.

وكانت الهجمات الجوية والبرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على مدار الأيام العشرة الماضية داخل قطاع غزة قد أوقعت ما يزيد عن 800 شهيد وأكثر من 3800 مصاب، وهي الهجمات التي عرفت رفضاً شعبيا واسعا بالعديد من المدن الإسبانية -على مدار الأسبوع الماضي- وفي مقدمتها العاصمة مدريد، والتي من المنتظر أن تشهد مظاهرة واسعة أخرى يوم الأحد 11 يناير الحالي؛ احتجاجا على المجازر الإسرائيلية وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.

وأظهر تقرير إل موندو قصة كانوتيه -30 عاما- واعتناقه الإسلام في سن العشرين، إلى جانب اختياره العاطفي للعب مع منتخب مالي، وعرض للمشروعات الخيرية لرعاية النشء والشباب في بلده مالي، ودعمه مسجد الدعوى بمدينة سيفيليا، والذي يعد أهم مراكز تجمع الجالية المسلمة بالمدينة الأندلسية.

أما صحيفة ماركا فقد أبرزت الواقعة أيضا من خلال تقريرها، مشيرة إلى تضامن اللاعب المالي في الأوقات العصيبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حسب وصفها، وكان موقع الصحيفة واسعة الانتشار قد استقبل ما يزيد عن ستين تعليقا على ذلك الخبر، في مزيج بين التأييد الكامل للفتة كانوتيه، وبين المعارضة الشديدة لممارسة التعبير السياسي داخل المستطيل الأخضر.

وقد أفصح العديد من القراء المعترضين على لفتة اللاعب عن تفهمهم لموقفه السياسي، إلا أنهم كانوا يفضلون لجوء اللاعب لعقد مؤتمر صحفي للتعبير عن دعمه لفلسطين، بعيداً عن أرض الملعب، خاصة في ظل تعرض فريقه سيفيليا للضرر؛ بسبب البطاقة الصفراء التي تلقاها.

على الجانب الأخر، أظهر جانب من القراء تأييده الكامل لموقف كانوتيه، واضعاً لفتته في سياق رد الفعل التلقائي من لاعب إزاء أحداث مسته على المستو ى الشخصي، حيث أعرب أحدهم عن رغبته في رؤية أكثر من quot;كانوتيهquot; في ملاعب الكرة، فيما وصفه قاريء آخر باللاعب النزيه والشجاع، معتقداً أن تعرضه للعقوبة من قبل منظمي الليجا سيكون أمراً quot;مؤسفاquot;.

الموقع الإلكتروني لمحطة كوبيه الإذاعية الإسبانية أشار بدوره إلى الواقعة من خلال تقرير خاص، وكشف استطلاع للرأي قام به الموقع أن 55 % من المشاركين عن رغبتهم في رؤية لاعبي الكرة بعيداً عن مجال التعبير السياسي وتركيزهم التام في الكرة، معلنين عن موافقتهم على تغريم اللاعب، فيما أيد 25 % ما قام به المالي دفاعاً عن مبدأ حرية التعبير عن الرأي، رافضين مبدأ الغرامة.

وشدد 15 % على أن كانوتيه يمتلك الحق الكامل في ما فعله مساء الأربعاء بملعب سانشيز بيثخوان، فيما أعرب 5 % عن رفضهم التام لتسييس كرة القدم تحت أي مسمى.