احمد عمرابي

تحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشأن الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واضح ومحدد وقاطع.. متخذاً خطاً مستقيماً.

منذ اليوم الأول للحرب أعلن الرئيس جورج بوش أن إسرائيل تمارس دفاعاً عن النفس. ومن ثم توالى القادة الغربيون الآخرون في تبرير العدوان الإسرائيلي بعبارات متنوعة تتطابق تماماً مع موقف واشنطن.

منذ اللحظة الأولى للعدوان دخلت الدبلوماسية العربية في سلسلة من الاتصالات السرية والعلنية مع القيادات الغربية على المستوى الثنائي ومشاورات على المستوى الدولي في مجلس الأمن بلغت ذروتها في بلورة قرار المجلس رقم 1860. وهو قرار له ظاهر وباطن.

ظاهرياً يبدو القرار الدولي وكأنه دعوة نبيلة إلى وقف الحرب فوراً. لكن النقطة الجوهرية في صنيعة القرار هي تلك التي تدعو إلى إرسال laquo;قوات دوليةraquo;. فالمهمة التي أريدت لهذه القوات هي تصفية المقاومة المسلحة في القطاع وفق خطة من جزأين: أولاً تدمير كامل وشامل لشبكة الأنفاق الحدودية التي يجري عبرها تهريب أسلحة إلى فصائل المقاومة. وثانياً فرض رقابة حدودية على معبر رفح لمنع وصول إمدادات أسلحة إلى المقاومة مستقبلاً. وبذلك يتلاشى نشاط المقاومة تدريجياً إلى أن تموت موتاً طبيعياً.هذا هو هدف اللعبة الدبلوماسية التي تمارسها الولايات المتحدة وحكومات دول الاتحاد الأوروبي.

إن من المفهوم أن تسعى دول الغرب في توجيه مسار الأحداث في اتجاه حماية أمن إسرائيل على حساب المصير الفلسطيني لكن من غير المفهوم ألا يكون للدول العربية لعبة دبلوماسية مضادة. ولكي يتسنى رسم اللعبة الدبلوماسية المضادة فإن على الدول العربية أن تستحضر لنفسها إجابات عن أسئلة مبدئية في مقدمتها ما يلي: هل يؤمن العرب بأن لب القضية هو احتلال ينبغي التصدي له؟ هل يؤمن العرب بأن المقاومة المسلحة نهج شرعي لمجابهة الاحتلال؟ إن اللعبة الدبلوماسية الغربية تنطلق أولاً من تجاهل حقيقة الاحتلال.. وثانياً اعتبار laquo;حماسraquo; منظمة إرهابية.

وعندما يشارك البعض في التجاوب مع اللعبة الدبلوماسية الغربية وتدعيمها فكأنه يعتبر العدوان الإسرائيلي حرباً مشروعة على laquo;الإرهابraquo;.