بترشحه أو بتسمية مرشحه ...

طهران -الحياة

وضع الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي حداً للجدل القائم في البلاد حول ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل.
وعلی رغم ان خاتمي لم يعلن رسمياً ترشحه، الا انه اعطی الامل للإصلاحيين ومناصريهم بإمكان دخوله السباق الانتخابي أمام الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، وإن كان ذلك بإشراك رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي.
وذكرت مصادر اصلاحية ان اجتماعين عقدهما خاتمي وموسوي الشهر الجاري، اعلن علی أثرهما الرئيس السابق ان مرشح التيار الاصلاحي سيكون إما هو او موسوي، غالقاً الباب امام الآخرين امثال نائبه السابق محمد رضا عارف.
وقالت المصادر ان خاتمي شرح في الاجتماع الاول، الاسباب التي تدعوه الى عدم الترشح للانتخابات، طالباً من موسوي الاستعداد لإعلان ترشحه.
ويبدو ان الشخصيتين اللتين حُصر فيهما الترشح كممثلين عن التيار الاصلاحي، يدرسان حالياً فرص الترشح، سواء تلك المتعلقة بتأييد الاحزاب الاصلاحية او بالوضع الشعبي والرسمي داخل ايران، خصوصاً ان تكهنات تشير الی ان الاعلان عن الترشح يجب ألا يتجاوز الاسبوع الثاني من شباط (فبراير) المقبل، كي يستكمل المرشح جهوده الانتخابية لمنازلة احمدي نجاد.
ورغبة منه في إبقاء الباب مفتوحاً امام إمكان ترشحه للانتخابات، دعا خاتمي الی إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وعدم استغلال الامكانات الحكومية، كشروط لتوفير مناخات يعتقد انها ضرورية للمشاركة فيها، في اشارة واضحة الى الإشاعات التي ترددت حول مشاركة قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) في الانتخابات السابقة لمصلحة احمدي نجاد.
وثمة اعتقاد بأن ترشح خاتمي للانتخابات، سينظم شكل الساحة الانتخابية الرئاسية، سواءً عند الاصلاحيين او المحافظين الذين يحبذون استخدام مصطلح الاصوليين.
ويری الاكاديمي صادق زيبا كلام ان ترشح خاتمي للانتخابات، سيدفع الاصوليين الی الاصطفاف خلف احمدي نجاد، وإلا فالساحة الاصولية مفتوحة أمام لاعبين آخرين يسعون الى دخول السباق الرئاسي.
وقال العضو البارز في حـــزب laquo;جهاد البنـــاءraquo; محمــد هاشمي (شقيق رفسنجاني) ان المحافظين لا يتحسسون من موسوي بقدر تحسسهم من خاتمي، وسيكــــون الرئيــــس السابق بالتالي خياراً صعباً أمــــام احمــدي نجاد، كما ان الانتخابات ستكون ممتعة وجدية، خلافاً لما شهدته الدورات الثانية من الانتخابات الرئاسية بالنسبة الى الرؤساء الايرانيين السابقين.
ولهذا السبب، يفضّل الاصلاحيون ترشح خاتمي لأسباب عدة، اولها ان الناخب الايراني لا يشكك في نزاهتة او إخلاصه، ولا تزال الذهنية الايرانية تحمل الكثير من الايجابيات عن خاتمي. وبذلك، فإن منافسته لمرشح الاصوليين - أياً كان - ستكون جدية وحادة في آن واحد.
اما موسوي، فانقطع عن الوسط السياسي طوال السنوات العشرين الماضية، وهذا يعني ان الجامعيين، او الطبقة الشابة في شكل عام، لم يعاصروا تجربته في الحكومة، وهذا ما سيصعّب تسويق اسمه بين هذه الطبقة التي يعود اليها الفضل في انتخاب الرئيس الايراني، كونها تشكل اكثر من نصف الشعب الايراني.
اما الاصوليون، فإن صورتهم الانتخابية لم تكتمل بعد، وربما أثرت فيها صورة خاتمي لاحقاً، الا ان ذلك لا يعني خلو معسكرهم من مشاكل.
فأحمدي نجاد يعمل علی تعزيز موقفه، من خلال زياراته الميدانية للمحافظات الايرانية والإجراءات الاصلاحية للاقتصاد الايراني، فيما تجهد الاحزاب الاصولية لتوحيد موقفها حول مرشح واحد، لأن بعضها يحاول القفز عن احمدي نجاد ودعم ترشيح شخصيات اخری، اعتقاداً منها بأن الرئيس الايراني لم يستطع ادارة البلاد، خصوصاً في المجال الاقتصادي.
وبرزت في هذا الاطار اسماء كل من علي اكبر ولايتي وزير الخارجية السابق ومحمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران وحسن روحاني الأمين العام السابق لمجلس الامن القومي، اضافة الی رئيس مجلس الشوری علي لاريجانی ومحسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام.
لكن الاكيد ان اعلان خاتمي عن ترشحه للانتخابات، سينظم الخريطة الانتخابية للاصوليين، ليكون امام مرشح واحد هو احمدي نجاد. وعندها يكون الحسم الرئاسي بين القطبين الرئيسين في الخريطة السياسية الايرانية.