صالح الخريبي

لولا الحرب الهمجية التي تشنها ldquo;إسرائيلrdquo; على غزة لكان هذا اليوم من أسعد الأيام في التاريخ، ففيه يخرج جورج بوش من البيت الأبيض إلى غير رجعة، وتخرج معه شلة ال 44 مفترياً من المحافظين الجدد الذين لا يعرفون إلا القتل والتدمير وإغراق العالم بالدماء، ويتنفس العالم، ومعه الأمريكيون، الصعداء، كأنما انزاح كابوس ثقيل عن كاهل البشرية جمعاء.

ولكي نعرف ثقل الكابوس الذي كان يجثم على صدر العالم بأسره، يكفي أن نذكر أن العالم، للمرة الأولى في التاريخ، يحتفل بانتخاب رئيس أمريكي جديد، ويحس كل مواطن في كل دولة كأنه هو الذي انتخبه. وفي أوروبا استقبل أوباما استقبال الفاتحين لمجرد أنه أخرج بوش وجماعته من البيت الأبيض.

وبوش، الذي يوصف في غير محفل بأنه هولاكو القرن العشرين، مغرم بالألعاب النارية، ومن أجل إرضاء هذا الميل لديه صمم له المسؤولون في صناعة الأسلحة قنابل محرمة دوليا تنفجر في الجو لتشكل ما يشبه حزمة من الألعاب النارية، ولكنها ليست من النوع الذي يسر النفس ويبهج القلب، وإنما من النوع الذي يحرق الأرض ومن عليها ويملأ الجو بسحب كثيفة من الدخان الذي يكتم الأنفاس ويحجب الرؤيا، وجرت تجربتها للمرة الأولى في محرقة غزة. وقد بدأ حكمه بأحداث سبتمبر التي يعتقد العالم ومعه عدد كبير جدا من الأمريكيين أنها مفتعلة من الداخل، وما تلا هذه الأحداث من اضطهاد الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة، وتشويه صورة المسلمين في الخارج. وجاء بعد ذلك غزو أفغانستان والعراق وإعطاء الضوء الأخضر لrdquo;إسرئيلrdquo; بغزو لبنان، وافتعال أزمات مع خمس دول حضاراتها موغلة في التاريخ، والتهديد بمسحها عن خارطة العالم، وأنهى حكمه الذي امتد ثماني سنوات عجاف بإعطاء الضوء الأخضر لrdquo;إسرائيلrdquo; بتنظيم مذبحة في غزة تولى هو ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس تغطيتها دبلوماسياً.
وعلى الصعيد الداخلي زاد أغنياء أمريكا غنى وازداد الفقراء فقراً، وتحولت الولايات المتحدة بأسرها إلى دولة بوليسية تراقب الهواتف والاتصالات، وتتجسس على مواطنيها، وتلاحق معارضي النظام وتحرمهم من وظائفهم وتضعهم في السجون، واجتاحت أمريكا بأسرها أزمة اقتصادية فقد الملايين فيها منازلهم التي كانت تخضع للرهن العقاري، وامتدت آثار الأزمة إلى العالم بأسره، وكان نصيب دول الشرق الأوسط منها خسارة ما يعادل 2،3 تريليون دولار كما ذكرت الصحف.

بوش اعترف في أسبوعه الأخير في الحكم أنه أخطأ كثيراً، والاعتراف بالخطأ في هذه الحالة ليس فضيلة، لأنه عند وقوع الخطأ كان يعرف أنه يسير في طريق خاطئ.

ويا بوش، بماذا يذكرك العالم وأنت كثمرة السفرجل، كل مصة بغصة؟