ماضي الخميس

وسط صخب القمة الاقتصادية التي تستضيفها الكويت جلست أفكر في الأيام الأخيرة التي سبقت عقد القمة، وحالة الفوضى التي اجتاحت المنطقة العربية بسبب حرب غزة وتداعياتها التي انشغل العرب خلالها بالتنافس في ما بينهم.. وأين ستعقد القمة؟.. وكأن القضية الفلسطينية كانت بانتظار قمة عربية لحلها.. ولو كان الأمر كذلك لحلت هذه القضية منذ أول قمة عربية عقدت من أجلها.

القمم لا تقدم الحلول.. ولا تمتلك وسائل تنفيذية، ولا يمكن أن يكون لها أثر إلا إذا كانت هناك رغبات صادقة في تفعيل المئات من القرارات والتوصيات التي يتخذها القادة في قممهم.. لا بد إذاً من وجود آلية حقيقية كي يشعر المواطن بالثقة والارتياح والتفاعل مع مثل هكذا قمم.

سبقت هذه القمة أحداث كثيرة مؤسفة، وأزمات طاحنة تعرض لها العالم، اقتصادية وسياسية.. أدت الى أن تتحول هذه القمة من اقتصادية متخصصة الى سياسية بحتة، بسبب التجريم الفادح الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

المطلوب من هذه القمة اليوم أن تبادر الى تفعيل كل ما يطرح من قضايا، وما يتخذ من قرارات بشكل جدي وفعال، وأن يكون هناك كادر تنفيذي يتابع قرارات القمة وتوصياتها ومراجعة الأبحاث التي قدمت خلال القمة، والتي كانت ثمرة لجهود كبيرة بذلها مقدمو تلك الأبحاث، التي يجب ألا تذهب هباء، خصوصا أن هناك أكثر من أربعمئة بحث قبلتها اللجنة المنظمة للقمة من بين آلاف الأبحاث التي قدمت.

ثمة جهود كبيرة يجب أن تبذل بعد انتهاء القمة للحفاظ على الوئام العربي، خصوصا أن الخلافات بين العرب قبل القمة وصلت الى اقصى مداها، وهو ما أسفر عن تنافس عربي ومزايدات في عقد قمم ولقاءات وخلافه.

الأمة العربية اليوم بحاجة ملحّة الى تجاوز خلافاتها.. والعمل بشكل جاد لما يقربنا من بعضنا من بعض بدلا من السير في طريق الخلافات والمنافسات السلبية التي لن تعود بالمنفعة على أي طرف عربي.. بل عكس ذلك بالتأكيد.. ودمتم سالمين.