النائب اللبناني اعتبر أن laquo;الثلث المعطل كان مطلب الأكثرية والفريق المسيحي في كل المرحلة التي تلت اتفاق الطائفraquo;

لا مشكلة كبرى مع بري... وlaquo;التحالف الرباعيraquo; غلطة ينبغي عدم تكرارها

بيروت - أحمد الموسوي

أعلن عضو laquo;تكتل الاصلاح والتغييرraquo; في لبنان (يتزعمه النائب العماد ميشال عون) النائب ابراهيم كنعان الموافقة على إلغاء مبدأ التوافقية الديموقراطية في الحكم، ولكن شرط تعديل دستور الطائف الذي ينص على ذلك، والعودة الى دستور العام 1934 وارجاع الصلاحيات لرئيس الجمهورية التي فقدها باتفاق الطائف.
وذكر في حديث الى laquo;الرايraquo; بأن مطلب الثلث المعطل كان مطلب الكنيسة والفريق المسيحي في كل المرحلة التي تلت اتفاق الطائف. ورأى ان طرح النسبية في الحكومة المقبلة هو تفسير او شرح للديموقراطية التوافقية، ولحكومة الوفاق الوطني التي يجب ان يتمثل فيها الاطراف كل بحسب حجمه في النظام السياسي وفي المجلس النيابي، مؤكداً ان اتفاق الدوحة لم يرتبط بالثلث المعطل داخل الحكومة ولكن بالتوافق بين اللبنانيين، وبعملية توافقية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية فوضع قانون للانتخاب فتشكيل حكومة وفاق وطني.
ونفى كنعان علمه بوجود اي وسطاء بين العماد ميشال عون والنائب مشال المر، وان يكون هناك شيء فعلي على صعيد اعادة التحالف بينهما، معتبراً ان من يهاجم نواب تكتل الاصلاح والتغيير يهاجم العماد ميشال عون، وان خيار الكتلة الوسطية سيصل بالبلاد الى افق مسدود. كما نفى وجود خلافات كبيرة داخل المعارضة وخصوصاً مع الرئيس نبيه بري، لافتاً الى ان البحث والنقاش معه يدوران حول كيفية الترجمة العملية للواقع الانتخابي والشعبي والسياسي وحتى الاصلاحي، مؤكداً ان الحلف الرباعي العام 5002 كان فضيحة يجب الا تتكرر مرة ثانية.
وفي ما يأتي نص الحوار:
bull; الخطاب السياسي في البلد خطاب تهدئة منذ فترة، باستثناء خطاب العماد ميشال عون الذي يتهمه خصومه بأنه خطاب توتر. لماذا؟
- اولاً، ليس هناك توتر. وخطاب العماد عون خطاب سياسي مشروع قبل الانتخابات النيابية، لان هناك نهجاً يجب تظهيره مقابل نهج آخر ليتمكن الناس من الاختيار، وفي لبنان هناك مدرسة تقليدية معتادة على ان تقوم بتسويات وتُغيّب الخيارات الاساسية لمصلحة المحاصصة وتقاسم الحصص والكراسي، وهذا لا يجوز، لان الرأي العام من حقه ان يختار بين نهجين او اكثر.
bull; اليوم ثمة تسويات؟
- هناك من يتحدث اليوم عن تقارب على المستوى السعودي - السوري وتقارب آخر على المستوى الدولي وثالث على المستوى الاقليمي. هذا عظيم ونحن نشجع ونؤيد التقارب، الا انه في قضايانا الداخلية يجب ان تكون الامور واضحة في كل المسائل المطروحة على صعيد كيفية بناء الوطن والدولة، لا ان نظهر كأننا نتقاتل على خلفيات خارجية، او نتفق على خلفية اتفاقات خارجية، والعماد عون احد العناصر الاساسية في المعادلة اللبنانية، وهو عنصر لبناني صرف، ولا يريد اي خلاف او توتر في الحقيقة، ولكنه في الوقت نفسه ضد اي تغييب للواقع اللبناني الحقيقي على مشارف الانتخابات النيابية من اجل فرض خيارات معينة على الناس من دون تمكينهم من اعطاء رأيهم في مضمون حركتنا السياسية وتقويم الاداء السياسي الذي تمت ممارسته طوال السنوات الاربع الماضية.
bull; ترفضون التسويات؟
- لا نرفض التسوية، شرط ان تكون تسوية سياسية، فما حصل في العام 2005 عبر التحالف الرباعي كان فضيحة، اذ جرت تسوية على تبادل المقاعد وتقاسمها من دون اي تفاهم سياسي حقيقي وهذا ما اوصل البلاد الى ما وصلت اليه، من نظام سياسي مشلول بدءاً برئاسة الجمهورية وصولاً الى المجلس النيابي.
bull; تقبلون الآن بتسوية كهذه قبل الانتخابات على اساس تفاهم سياسي؟
- اعتقد الان اننا تأخرنا.
bull; لكن هناك من يتحدث عن حكومة وفاق وطني؟
- اي حكومة وفاق وطني؟ تأخرنا كثيراً. اليوم المطلوب هو استفتاء الناس من دون اي خوف. ولماذا الخوف وممن؟ نلاحظ ان هناك فريقاً مربكاً يدعي مواجهة مشروع الطرف الآخر ومشروعه غير معروف، وحيناً تراه يريد الوسطية ثم لا يريدها بل يسعى الى كتلة مستقلة، ثم الى كتلة معتدلة، ويقول من جهة ان سلاح laquo;حزب اللهraquo; يشكل خطراً، ومن جهة اخرى يقول على لسان النائب وليد جنبلاط ان هذا السلاح لا يشكل خطراً... والآن يريدون الانفتاح على سورية، اما ما نقوله فمفاده انه لا يجوز في كل مرة قبل الاستحقاق النيابي ان تتحرك المصالح المستندة الى تقاسم الحصص والمحاصصة على حساب تهميش خيارات الناس.
bull; بعد الانتخابات، هل ستتمسكون بهذا الموقف، خصوصاً ان المعارضة تدعو الى حكومة وفاق، بينما الموالاة ترفض وتقول بوجوب احترام اختيار الناس وترجمة ذلك أن الاكثرية هي من يحكم والاقلية تبقى في المعارضة؟
- هذا موضوع آخر، فبعد الانتخابات النيابية يجب بطبيعة الحال تطبيق الدستور، واذا كان الخيار هو الديموقراطية التوافقية في لبنان، فنعم نحن مع هذا الخيار، ولسنا ضده، واذا كان هناك من يرى ان في laquo;الديموقراطية التوافقيةraquo; تعطيلاً فليطرح الامر للنقاش وليطرح التعديل الدستوري لذلك.
bull; العماد عون اعاد اخيراً احياء مبدأ النسبية داخل الحكومة بعد الانتخابات لماذا؟
- اذا كنا نتحدث عن حكومة وفاق وطني بعد الانتخابات، فيجب ان تأتي هذه الحكومة على اساس تمثيل الاطراف السياسيين في النظام السياسي وخصوصا في المجلس النيابي، وهذا ما يحصل في كل بلدان العالم التي تأخذ النسبة في الاعتبار في هذا الشأن، اذ ان كل طرف يتمثل بحسب حجمه وكتلته النيابية، فالعماد عون لم يطالب بشيء جديد، وانما يشرح لمضمون حكومة الوفاق الوطني.
bull; اتفاق الدوحة ارتبط بمسألة الثلث المعطل فهل ينتهي مفعول هذا الاتفاق بالانتخابات، وبالتالي يكون التمثيل النسبي بديلاً من laquo;الثلث المعطلraquo;؟
- لا اعتقد ان اتفاق الدوحة ارتبط بالثلث المعطل، ولا اوافق على هذا الرأي ان وُجد، وهذا شعار فارغ من المضمون، فاتفاق الدوحة ارتبط بالتوافق بين اللبنانيين، وباجراء عملية توافقية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ثم بوضع قانون للانتخاب، ثم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وهذا هو الشكل الذي ارتضاه اللبنانيون والذي يُعبّر بالحد الأدنى عن صيغة التشارك في الحكم، والمرحلة المقبلة ما بعد الانتخابات، هي مرحلة سيقرر اللبنانيون انفسهم كيفية التعاطي معها عبر الانتخابات نفسها، فاذا نال احد طرفي المعارضة او الموالاة اكثرية الثلثين من مقاعد النواب، فنعم يمكنه ان يحكم وحده، ولا يعود في حاجة الى الطرف الآخر، ولكن من دون ذلك قد تحتاج القدرة على الحكم الى مشاركة الاقلية، ومن يصف ذلك بأنه بدعة وغير ذلك اذكّره بأن هذا الامر كان مطلباً له ولفريق اساسي من اللبنانيين في الطائف وما بعد الطائف، وهو الفريق المسيحي، فبعد نزع صلاحيات رئيس الجمهورية، حصلت المطالبة بذلك من جانب الكنيسة ومن جانب المسيحيين تحديداً واذا نظرنا الى المادة 56 من الدستور فهي تقول: laquo;حالات محددة وأساسية منها المعاهدات وقانون الانتخاب وتعديل الدستور، تحتاج الى الثلثينraquo;، اذا لماذا اصر المشترع على اكثرية الثلثين لبت مثل تلك القضايا، لان هناك في خلفية المشترع ونيته ان يضبط عمل الاكثرية في كل النظام السياسي حتى لا يحصل ما نسميه في القانون laquo;التعسفraquo; اي حتى لا تتعسف الاكثرية في استعمال حقها، وبالمناسبة اقول لمن يجهل السياسة والدستور، وهو يعشق فقط الشعارات والعناوين الفارغة في مسيرته السياسية، اقول له اطلع على دستور الولايات المتحدة الاميركية، ليعرف انه حتى في النظام الرئاسي الذي هو اكثر الانظمة تعزيزاً لصلاحيات من يُنتخب من الشعب اي رئيس الجمهورية هناك اكثرية الثلثين في الكونغرس الاميركي التي يحتاج اليها الرئيس لاقرار بعض القضايا والمسائل، وايضاً انصح له بالاطلاع على الدستور الفرنسي والدستور الالماني ليرى ان هناك ضوابط دستورية موضوعة لحالات معينة لمنع تعسف الاكثرية، هذا الموضوع مكرس اذا في العلم السياسي وفي اكثر الانظمة ديموقراطية وتطوراً.
bull; الدكتور سمير جعجع لا يعرف ذلك...
- لا اقصد سمير جعجع فقط، هناك مجموعة من السياسيين تتكلم في السياسة من دون ان تعرف ماذا تقول، واذا ارادوا إلغاء هذه المسألة فنحن نؤيد ذلك، ولكن فلتُلغ دستورياً، ونحن مع الغائها ومع العودة الى دستور 3491.
bull; ماذا تقصد؟
- من ادخل مسألة التوافق او الديموقراطية التوافقية في الدستور؟ اتفاق الطائف من اتى بها، فلنرجع اذا الى دستور 3491 الذي يعطي الصلاحيات لرئيس الجمهورية ولا مانع لدينا وأهلاً وسهلاً بالغائها. يجب الا يلعبوا على عواطف الناس ولا يتحدثوا كلاما غير مستند الى واقع او دستور او قانون.
bull; قوى laquo;14 مارسraquo; عقدت مؤتمراً وشبكت ايديها وأعلنت برنامجاً موحداً للانتخابات. هل ستفعلون ذلك انتم في المعارضة ومتى؟
- قوى laquo;14 مارسraquo; او غيرها هذه تسميات صارت من الماضي، ولا اؤمن بأن هناك قوى شبكت ايديها، بدليل ما سمعناه امس من كلام سواء في موضوع المتن الشمالي او البترون، وما سمعناه من كلام في غير الشأن الانتخابي والمتعلق بالخيارات السياسية مثل الكلام الذي قاله النائب سعد الحريري وجاء فيه انه يرفض المشاركة في الحكم اذا ربحت المعارضة في الانتخابات، واذا لم يكن لديه هو الاكثرية، وكلام النائب وليد جنبلاط المخالف له والذي جاء فيه انه لا يمانع المشاركة في حكومة وحدة وطنية اذا ربحت المعارضة، فاين اذاً شبك الايدي؟ انه صورة فقط يُراد اعطاؤها للناس، وهذا لا يعنينا، ما يعنينا هو شبك الايدي بوضوح في السياسة وفي الانتخابات. اما في خصوص المعارضة، فطبعاً الوضع لديها افضل في شكل واضح، ولا تعاني اي ارباك كما الحال لدى الطرف الآخر، ولكن ذلك لا يعني انها ليست موضوعة تحت التحدي، والخروج من ذهنية laquo;السلطة فقطraquo; وهذا تحد كبير، تخطيناه نحن ولكن يبقى في بعض الامكنة محرك سلطوي احياناً، ويجب الخروج من ذلك الى ذهنية الحق والحقوق، وغلطة التحالف الرباعي العام 5002 لا يجوز ان نقع فيها مرة ثانية.
bull; في هذه النقطة تحديداً هل هناك مشكلة مع الرئيس نبيه بري؟
- لا اقول هناك مشكلة بمعنى المشكلة، لكن ثمة بحث ونقاش وهناك وجهات نظر معظمها متفق عليه وبعضها لا يزال حوله خلاف وعلينا الوصول الى حلول لها، وهذا الخلاف لا يرقى الى مستوى الخلافات الكبيرة.
bull; وبما يتعلق؟
- يتعلق بكيفية الترجمة العملية في بعض الاماكن للواقع الانتخابي والشعبي والسياسي، وفي بعض الاحيان للواقع الاصلاحي، وفي هذه الامور لا شك ان الرئيس بري لديه خبرة طويلة، والمطلوب ان نلتقي على ارضية مشتركة تحفظ حقوق الجميع، ونحن عندما نقول الجميع لا نعني الاشخاص او الاحزاب، ولكن نعني الحفاظ على مجتمع اصبح لديه الحد الادنى من الانصهار ولذلك يجب ترجمة ذلك الواقع وأعتقد اننا سنصل الى هذه النتيجة.
bull; العماد ميشال عون هاجم في خطابه الاخير النائب وليد جنبلاط بشدة. هل فعل ذلك ليُسمع الرئيس بري؟
- لا ابداً. وهذا ليس اسلوب العماد عون، ولماذا يفعل ذلك؟
bull; هل لديكم مخاوف او لنقل تقدير او استنتاج أن الرئيس بري من المعارضة والنائب جنبلاط من الموالاة يعملان ضمناً على خلق واقع جديد، لا تكون فيه الاكثرية النيابية لأي من الطرفين، وذلك بانشاء كتلة وسطية مستقلة؟
- ليس هذا هو الموقف الذي اعرفه عن الرئيس بري، ولكن اعرف تماماً منه انه متمسك بالتحالف ضمن المعارضة، ومتمسك باحترام الدستور وتطبيقه في شكل واضح، اما بالنسبة الى موضوع الكتلة الوسطية، فنحن نعتبر ان هذه المسألة اذا كانت الغاية منها غاية سلطوية للحصول على بعض المقاعد وتخرج عن اطار الموقف السياسي الواضح، فاننا نعتبرها خطأً كبيراً لانها سوف تصل بالبلاد الى افق مسدود، وحتى مثل هذا المشروع سينهار في اول اختبار فعلي كما حصل في التفاهم الرباعي وفي الكتلة الوزارية للرئيس اميل لحود في الحكومة الاخيرة في عهده. فاذا كانت الكتلة الوسطية ليست قائمة على ممارسة سياسية حقيقية واضحة ولها مشروع وبرنامج وجمهور، فانها لا تكون كتلة وسطية، تكون فقط اسلوبا للحصول على مقاعد نيابية، ولا يمكنها الاستمرار حتى الى ما قبل انتهاء المشوار الانتخابي، وهذا ما سمعناه امس في المتن، فأين التركيبة الوسطية او المستقلة، تكاد تنفرط قبل حصول الانتخابات فماذا ستفعل اذا بعد الانتخابات، فالنائب ميشال المر قال مثلاً ان لا خلاف سياسياً بينه وبين العماد عون، وان الخلاف هو على الاحجام، بينما يقول الاستاذ نسيب لحود: لا هناك خلاف سياسي ونحن لم نكلف او نوكل النائب المر... اذا هذا دليل على انه ليس هناك فعلاً حالة وسطية من دون الارتكاز الى رؤية سياسية مشتركة.
bull; ما السر في ان النائب ميشال المر يهاجمكم انتم نواب laquo;تكتل التغيير والاصلاحraquo; ولا يهاجم العماد عون؟
- لا اعتقد ذلك، وانا ارى ان من يهاجم كتلة العماد عون فهو يهاجم العماد عون.
bull; لكنه يرفض مهاجمته بالاسم، هل يحسب حساباً لامكان عودة التحالف معه؟
- لا اعرف. ولا استطيع ان احكم على النيات. وما اعرفه الآن ان هناك موقفاً للنائب ميشال المر يتعارض او يعارض موقفنا، وهذا يُترجم على الارض فكيف يمكننا تفسيره عكس ما هو عليه فعلاً.
bull; لكن هناك وسطاء بينكم؟
- ليس على علمي ان هناك شيئاً فعلياً في هذا المجال، فالنائب المر اعلن موقفاً صريحاً في هذا الخصوص وهو يتكلم بتحالفات مع اطراف اخرين. ونحن مازلنا في موقعنا ونؤمن بالتنافس السياسي الديموقراطي على ان نحافظ على اصول اللعبة الديموقراطية وقواعدها.
bull; هو يقول انه لن يترك لكم اي مقعد في المتن؟
- قال ذلك لك؟
bull; لا. قاله على التلفزيون.
- في اي حال لا احد يخوض الانتخابات وفي نيته ان يخسر، وبالنسبة الينا لدينا ثقة بقواعدنا وجمهورنا وخطنا السياسي ونحن نحترم ارادة الناس ولا نقبل ان نفرض عليهم انفسنا او نفرض عليهم واقعاً انتخابياً معيناً، ونتمنى ان نفوز بثقتهم مرة ثانية.