محمد بعيو: لدينا خطة طموحة لتطوير الصحافة

خالد محمود


فيما نفى محمد عمر بعيو رئيس المؤسسة الليبية العامة للصحافة تعرضه لتهديدات على خلفية ما نشرته صحيفة ليبية أول من أمس، بشأن قيام مسؤول أمني كبير بإجبار مسؤولين ليبيين وعرب على إخلاء مطعم محلي في مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية، لتناول وجبة الغداء مع أسرته، قال إن أي خلافات بين موظفين عموميين في الدولة يجب أن تحسمه الحكومة الليبية.
واعتبر بعيو أن ما تردد عن تعرضه لتهديدات من قبل هذا المسؤول الأمني مجرد تخمينات وحماس زائد ممن ضايقهم الأمر، وكشف النقاب لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; في حوار عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، أمس عن خطة طموحة لتطوير الصحافة الليبية خلال الفترة المقبلة بتكلفة تصل إلى 25 مليون دولار أميركي. وفيما يلي نص الحوار:

* ما حقيقة أنك طلبت حماية الدولة بعد تلقيك تهديدات؟

ـ الخبر يتعلق باستغلال ضابط أمني لنفوذه وحصل بعض الخلافات، لكن الأمر لم يصل إلى التهديد، يمكن بعض الناس تبالغ في تصوير الأمر.

* وما حقيقة ما حدث؟

ـ بأمانة، هذا ليس خلافا، ولا حدثا، وفي تقديري فإن أي خلاف بين مسؤولين عامين في الدولة تحسمه الحكومة عادة، نحن لسنا بصدد تهديد من الخارج أو تنظيم أو عصابة.

* لأول مرة صحافي يشتبك مع مسؤولين كبار في الدولة الليبية؟

ـ أولا، أنا لم أشتبك معه باعتباري صحافيا، وإنما باعتباري رئيس المؤسسة العامة للصحافة، وصحيفة الشمس التي نشرت الخبر تابعة لهذه المؤسسة، لست أنا من كتب هذا الكلام، لكني طرف في الموضوع بحكم منصبي.

* هل يعنى هذا أن الصحافة الليبية بدأت تتغير؟

ـ الصحافة الليبية مظلومة في الخارج، وبأمانة أقول إن سقفها أعلى كثيرا من دول عربية أخرى، وأتجرأ وأقول إن سقفها عال جدا، هذا لكن الصحافيين وبالأحرى رؤساء التحرير يترددون في استعمال حقهم في النقد، أنا أتيت رئيسا للهيئة، لكي أمنحها نفسا إضافيا في حرية الصحافة وهي موجودة على أي حال.

* أنت محسوب على التيار الإصلاحي؟

ـ لا، ليس هناك ما يسمى بالتيار الإصلاحي أو غيره، هذه تصنيفات إعلامية، أنا محسوب على (الزعيم الليبي) العقيد معمر القذافي، والدولة الليبية التي بها الناس حرة، لكنها لا تمارس حريتها أحيانا، وتتردد.

* لكن يبقى أن الصحافة الليبية فقيرة مهنيا؟

نعم صحيح، وهذا أمر لا ينكر، لكن الآن وللحقيقة فإن الدكتور البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الحكومة) اعتمد خطة تطوير هائلة للصحافة الليبية.

* وما أبرز ملامح هذه الخطة؟

ـ رفع السقف والتمتع بحرية كاملة في النقد والتطوير، وهذا أمر مهم جدا، طورنا الطباعة، لكنا سنزيد لاحقا من عدد الصحف وعدد صفحاتها أيضا، وسنعتمد مراسلين لنا في الخارج، وستكون هناك طبعات دولية بالإضافة إلى تطوير العناصر البشرية، لان العنصر الصحافي هو الأهم في هذه المنظومة، لدينا خطة طموحة لإعادة تطوير هذه المنظومة بالكامل خلال ما تبقى من هذه السنة، ولم يسبق أن وضعت في السابق خطة بهذا الحجم، وأعتقد أن هذا تعبير عن اهتمام القيادة بحرية الصحافة وتطويرها.

* كم وصل توزيع الصحف الليبية حاليا؟

ـ كل الصحف لا يزيد توزيعها على 10 آلاف نسخة لكل صحيفة، وهذا عيب ومشكلة في الطباعة نسعى لحلها، وكذلك أنت تعلم أن ليبيا دولة مترامية الأطراف وبين العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي أو سبها ألف كيلو متر، ونتجه للطباعة عبر الأقمار الصناعية. نحن في قارة اسمها ليبيا، وهذا ليس قاصرا فقط على صحيفة الشمس، وإنما يشمل كل الصحف الصادرة عن الهيئة العامة للصحافة وعن شركة الغد.

* كاتب لديه جرأتك، لماذا يهبط كما يقال بالمظلة على أكبر مؤسسة صحافية ليبية؟

ـ هناك توضيحان، أنا لم أهبط بالمظلة على المؤسسة، أنا صحافي قديم، وتوليت رئاسة تحرير صحيفة الشمس عام 1994، وكنت مشهورا بجرأتي آنذاك، وخرجت من الصحيفة في إطار رفضي لمراكز القوى وتصرفاتها. النقطة الثانية أن لا أحد يطلب من أحد أن يمجد، مع الأسف الصحافيون تحولوا إلى شعراء في البلاط بمفردهم، لم يطلب منهم أحد ذلك، هم تصرفوا طواعية وأساءوا للثورة وللنظام بشكل كبير، وهناك عينات كثيرة موجودة في كل نظام، إنهم يتبرعون ويحرجون النظام عن طريق ما يفعلونه.

* ألا تخشى فقد منصبك في هذا الخلاف؟

ـ ليس ادعاء للبطولة، لكني لا أحسب حسابا لأي منصب، وأعتبر نفسي وحالي أكبر من أي منصب دائما، أنا توليت المسؤولية لخدمة وطني، أنا حضرت لهذا وفي سبيل ذلك أضحي بأشياء كثيرة، منصبي يأخذوه لو أرادوه، وقبل أن يفعلوا ذلك سيجدونني برّه (في الخارج). النقطة الثانية انه في كل الدول العربية هناك نتوءات عرقية وقبلية وفئوية وحزبية وشللية تسمى مراكز قوى، وهو تعبير مجازي، لأنها مجرد شلل تحمي بعضها بعضا، لا توجد مراكز قوى، وإنما شلليات تتكون من بعض القوى التي نهبت وأثرت وسرقت واستفادت من بعض الظروف السابقة، وحاولت أن تعيق مشروع التقدم، لكن يبدو لي أن الاصطدام بها أمر مسموح به وميسور جدا.

* هل تحديداً هذه القوى في حركة اللجان الثورية المتشددة؟

ـ لا، ليست في الحركة، هي نتوءات على الحركة، يعني لا الحركة ولا السلطة تسمح بها، لكنها شلل تكونت في ظروف كالتي قلتها سابقا، مجرد تربيطات عندما تهاجمها تجد أنها ولا حاجة.

* يبدو أن العقيد القذافي غير راض عن مستوى الصحافة لديكم؟

ـ أستطيع أن أجزم لك أن الأخ العقيد يرى أن تكون ليبيا الأفضل في كل مجال.

* هل تتلقى الدعم الحكومي اللازم؟

ـ بكل أمانة، لم أرَ من الجميع سوى كل التشجيع والاحترام، وعلى رأسهم الدكتور البغدادي المحمودي رئيس الحكومة الحالي وأمين الإعلام السابق نوري الحميدي.