17-06-2009

كلنا في الأمثال عرب!

محمد صادق دياب


تعد الأمثال العامية السجل العفوي لمختلف المجتمعات الإنسانية، وبالنسبة للعالم العربي نجد الأمثال العامية متداخلة جدا بين أقطاره، تتطابق في نصوصها أحيانا، وتختلف في بعض مفرداتها، أو تتحد في معانيها أحيانا، ولو أخذنا المثل العامي الشهير laquo;يعطي الريش للي ما يطيرraquo;، نجد نفس المعني في مصر ولكن في صياغة أخرى هي: laquo;يعطي الحلق للي ما لوش ودانraquo;، وفي تونس: laquo;يعطي الفول للي ما عندوش ضروسraquo;، وفي العراق: laquo;ينطي الجوز للي ما عنده سنونraquo;، وثمة مثل آخر يمكن أن نورده كمثال: laquo;اتعشى واتمشى، واتغد واتمدraquo; نجده في الجزائر على هذا النحو: laquo;إذا اتغديت انعس نعيسة، وإذا اتعشيت اضرب أربعين خطوة ولو على الشوكraquo;، وفي تونس: laquo;تعشى واتمشى ولو يكونوا خطوتين، وتغدى وتهدى ولو يكون عليك الدينraquo;.

وفي كتاب صدر لي عام 1981 بعنوان laquo;الأمثال العاميةraquo;، حاولت أن أتبع فيه منهج التصنيف الموضوعي بدلا من الأبجدي الشائع، فحفل موضوع الزواج والحياة الزوجية بالنصيب الأكبر من الأمثال العامية، فحول تعدد الزوجات أطلقت الكثير من الأمثال ومنها: laquo;نار الطبينة تحرق ولو كانت في المشرقraquo;، وlaquo;جوز الاثنين عريس كل ليلةraquo;، وlaquo;جوز الاثنين يا قادر يا فاجرraquo;، وlaquo;اللي يعملهم تجارته يا خسارتهraquo;، ولهم فلسفتهم في اختيار العروس، ومن أقوالهم: laquo;اللي يتجوز أكبر منه يا كثر همهraquo;، وlaquo;اللي يتجوز من غير ملته يا كبر علتهraquo;، وlaquo;خذ من الغرايب ولا تأخذ من القرايبraquo;، وحول مواصفات العريس يأتي عامل القدرة على الإنفاق، ويقول المثل: laquo;لو بدي أصرف من كيسي ما قبلتك عريسيraquo;، وlaquo;يا آخذة القرد من أجل ماله، بكره يروح المال ويبقى القرد على حالهraquo;، وتحتار المرأة في مواجهة تعددية الرجل فتخترع مثلا: laquo;انزع ريش طيرك قبل ما يلوف بغيركraquo;، ولا يفارقها الشك رغم ذلك في الرجل فتفرغ شحنة غضبها في المثل: laquo;يا مآمنة للرجال يا مآمنة للموية في الغربالraquo;، وتؤثر المرأة الرجل العطوف على الرجل الحازم، فتقول: laquo;شايب يدلعك، ولا شباب يلوعكraquo;.

هذه الوحدة في الأمثال العامية في العالم العربي تعبر عن وحدة الهم، ووحدة التجربة، ووحدة الرؤى، فكلنا في laquo;الأمثالraquo; عرب.