القاهرة - محمد الأنور

وسط تطورات سياسية وعسكرية كثيرةrlm;,rlm; وخطيرة وبعد أقل من يومين من اعلان الائتلاف الشيعي العراقي الجديد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعليrlm;(rlm; المجلس الاعلي للثورة الإسلامية في العراق سابقاrlm;)rlm; في احد مستشفيات العاصمة الايرانية طهران بعد صراع مع مرض السرطانrlm;.rlm;

كان الرجل الذي التقيته في بغداد واجريت معه ثلاثة لقاءات صحفية للاهرام صاحب مشروع فيما يسمي بالعراق الجديدrlm;,rlm; وهو احد ابرز مديري العراق في السنوات الست العجاف الماضيةrlm;,rlm; كان السيد الحكيم ومن خلال لقاءاتي معه شخصا هادئا يعرف إجادة الحوار داخل اطار مشروعه الذي لن يخفيه او يجمله امام الإعلام او امام الخصوم داخل العراقrlm;,rlm; وكانت لديه اجندة وادوات واضحة ومحددة للعراق تقوم علي ما يسمي بالفيدرالية المناطقية والمذهبيةrlm;,rlm;

وهو ما فتح الباب امام أنهار من الدماء التي سالت وتسيل داخل عراق اليوم المضطرب والمتهاوي المجهولrlm;,rlm; المستقبل ولم يخف الحكيم علاقاته الوثيقة مع ايران بل كان يقول انها لم تكن لو كانت الدول العربية احتضنت المعارضة العراقية محاولا اخفاء الطابع المذهبي في الاحتضان الايراني للمجلس الذي اسس ابان الحرب الايرانية العراقيةrlm;,rlm; وقاتلت قواته الجيش العراقي اثناء هذه الحرب التي استمرت ثماني سنوات وساهمت الكثير من عناصره في استجواب اسري عراقيين معظمهم من العرب الشيعة الذين قاتلوا القوات الايرانية في جنوب العراق وفراته الاوسطrlm;.rlm;

ولد الحكيم في مدينة النجف الاشرف عامrlm;1949rlm; ووالده المرجع الشيعي الكبير ايه الله العظمي السيد محسن الحكيم ولهrlm;10rlm; اشقاء واربع اخوات ولم يتبق منهم سوي اخت واحدةrlm;.rlm;

وقتلrlm;7rlm; من اشقائه علي يد النظام العراقي السابقrlm;,rlm; وجميعهم كانوا من علماء الدين والبعض منهم حاصل علي درجة الاجتهادrlm;.rlm;

والحكيم هو الابن الاصغر للسيد محسن الحيم انتخب رئيسا للمجلس الاعلي الاسلامي العراقي في عامrlm;2003rlm; بعد مقتل السيد محمد باقر الحيم رئيس المجلس الاعلي الاسلامي العراقي في النجف الاشرفrlm;.rlm;

وتتلمذ السيد عبد العزيز الحكيم في اوائل السبعينيات علي يد السيد محمود الهاشمي وشقيقه السيد عبد الصاحب الحكيم واية الله محمد باقر الحكيم بتلقي العلوم الدينيةrlm;.rlm;

وتلقي عبد العزيز الحكيم بعد انتهاء دروس السطحrlm;(rlm; مرحلة من الدراسة في الحوزة العلميةrlm;)rlm; في الفقه والاصول ودروس بحث في الخارج علي يد بعض الاساتذة مثل الشهيد السيد محمد باقر الصدرrlm;,rlm; واية الله الخوئي وقام بتابة تقارير الدروس للشهيد الصدر ودخل عبد العزيز الحكيم المعترك السياسي بعد مقتل السيد محمد باقر الصدر وخروجه الي ايرانrlm;.rlm;

واختار عبد العزيز الحكيم بعد وجوده في ايران نهج القتال ضد نظام صدام وكان له دور مهم في تشكيل قواتrlm;'rlm; بدرrlm;'rlm; الجناح العسري للمجلس الاعلي الاسلامي العراقيrlm;.rlm;

وعاد عبد العزيز الحكيم الي العراق بعد احتلال العراق من قبل القوات الامريكية وتولي لفترة رئاسة مجلس الحكم الانتقالي في العراق وشل قائمة الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم اكثر منrlm;130rlm; نائبا في المجلس بالتعاون مع الاحزاب الاسلامية العراقية خلال انتخابات الدورة الاولي للمجلس الوطني العراقي بعد الاطاحة بنظام صدامrlm;.rlm;

كانت علاقات الحكيم بايران علاقات وثيقة قائمة علي الكثير من الوشائج والعلاقات سواء بالمصاهرةاو المصالحrlm;,rlm; حيث عد الحكيم من اعمدة السياسة الايرانية في العراقrlm;,rlm; بل وكان في الكثير من الاحيان يقوم بدور الوسيط بين الولايات المتحدة وايران بشأن الكثير من الملفات عراقية كانت او غير عراقيةrlm;...rlm; كان الرجل لايخفي علاقاته بايران علي المستويات كافةrlm;,rlm; ويعرف الجميع من العراقيين وغيرهم من المهتمين بالشأن العراقي الايراني لذلك ليس مستغربا ان تعلن ايران انها فقدت بموت رئيس المجلس الأعليrlm;(rlm; قياديا بارزا ومخلصاrlm;)rlm;

وأشارت في بيانها إلي أنها تقدر الدور الكبير الذي لعبه في سبيل تعزيز العلاقات بينrlm;(rlm; العراق الجديدrlm;)rlm; وطهرانrlm;,rlm; وأنه أدي الأمانة ومات علي العهدrlm;.rlm;

لم تتعرض علاقات الحكيم مع ايران لاي ازمة الا عقب اعلان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اثناء محاكمته انه رفض تسليم عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية الي ايران مقابل ان تسلم ايران العراق جميع المعارضين له بما فيهم آل الحكيمrlm;,rlm; وهو ما أثار ازمة مكتومة سرعان ماتم تجاوزهاrlm;...rlm;

رحل الحكيمrlm;,rlm; والعراق علي ابواب انتخابات وتحالفات جديدة ومع تفجيرات وأزمات تحاول ابعاد ايران عن الوقوف وراء مأساة العراق ودورهاrlm;,rlm; وبموت الحكيم فقدت ايران حليفا مهما ورمزا من رموز مرحلة مأساوية في حياة العراقيين جميعا شيعة وسنةrlm;,rlm; وسط اتهامات لحزبه ومنظمة بدر بالمسئولية عن الكثيرمن الجرائم التي ارتكبت بحق الابرياء من العراقيين كافة دون تفرقةrlm;,rlm; والامر الذي لاجدال فيه هو ان المرحلة القادمة ستشهد الكثير من الامور التي سيكشف عنها حول الدور الايراني في العراق الذي نفذته الكثير من الاحزاب والشخصيات المحسوبة علي طهران خاصة بعد التفجيرات الاخيرةrlm;.rlm;
rlm;
...rlm; غاب الحكيم وسط تطورات دراماتيكية في العراق وفي التحالف الشيعي الذي شكل علي أسس مذهبية وبرغم ان جميع المؤشرات تؤكد احتفاظ نجله عمار برئاسة المجلس علي الاقل ظاهرياrlm;,rlm; الا ان المؤسسات الفاعلة فيهrlm;(rlm; بدر وغيرهاrlm;)rlm; ستكون بامرة اشخاص اخرين مثل هادي العامري وعادل عبد المهدي وغيرهما وهو ما سيضعف المجلس الذي ليس امامه الا التوجه الي العراقيين جميعاrlm;,rlm; والعمل علي تنويع علاقاته واصلاح العلاقات مع الدول العربية التي كانت ومازالت محط حملات اعلامية من وسائل الاعلام التابعة للمجلسrlm;,rlm; مع الابتعاد عن المشروعات والخطط التي يتخوف منها الجميعrlm;,rlm; وعلي رأسها الفيدرالية والاتجاه الي بناء فكري جديد يقوم علي المواطنة العراقية بدلا من المذهبية التي لم تجلب للعراق الا الدمار والفتنrlm;.rlm;