الكويت - القبس

أشارت إلهام مانع -وهي يمنية سويسرية- في مقال لها بصيحفة الغارديان إلى السؤال الملح الذي تردده وسائل الإعلام الغربية laquo;هل سيصير اليمن بيئة تفريخ للإرهابيين؟raquo;، وقالت إن السؤال طرح بعد ادعاء النيجيري عمر فاروق عبد المطلب أن نشطاء القاعدة في اليمن دربوه وسلحوه وأوكلوا إليه مهمة تفجير طائرة أميركية.
وقالت إن صياغة السؤال بهذه الصيغة ليس جديدا لأن مجتمع المخابرات الغربية أثبت فعلا أن اليمن بيئة حقيقية لتفريخ الإرهابيين وتحديدا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وأوضحت أن ضعف الحكومة المركزية وعجزها عن التغلغل في المناطق القبلية والتضاريس الجبلية للبلد، بالإضافة إلى موقف القيادة اليمنية الغامض من laquo;الجهاديين المحليينraquo;، كل ذلك أسهم في انجذاب نشطاء القاعدة إلى اليمن. ولا عجب أن الكونغرس الأميركي صنف اليمن كـlaquo;دولة مواجهةraquo; في الحرب على الإرهاب.
لكنها نبهت إلى أن طرح السؤال بهذه الصيغة يقف قاصرا دون إدراك خطورة الموقف. وبدلا من ذلك ينبغي أن يكون السؤال: هل البلد سيكون الدولة الفاشلة التالية؟ فالسؤال بهذه الطريقة له تشعبات أمنية عالمية نظرا لقرب اليمن من السعودية ودول الخليج وتحكمه في مضيق باب المندب عند مصب البحر الأحمر الذي يمر عبره نحو 3.3 ملايين برميل نفط يوميا.
وأشارت الكاتبة إلى أن تاريخ البلد المعاصر كما هو معلوم مشوه بالحروب الأهلية والثورات،لكن الجديد في الأمر هو وجود علامات انقسامات داخل الدائرة الداخلية لسلطة أسرة الرئيس اليمني، وانه إذا استمرت هذه الانقسامات من دون تقييد فإنها يمكن أن تقوض كل النظام السياسي.
ونبهت إلى صراع السلطة بين الرئيس علي عبد الله صالح وأخيه غير الشقيق علي محسن الأحمر الذي يراه البعض عائقا أمام انتقال السلطة السلس إلى ابن صالح.
وختمت الكاتبة بأن على المجتمع الدولي أن يرصد باهتمام هذا الانقسام الداخلي لأنه إذا تحول إلى مواجهات علنية فستضعف قبضة الدولة على النظام. ومع تفاقم ضعف الدولة وثورة الحوثيين الغاضبين وآمال الانفصاليين الجنوبيين والأزمة الاقتصادية المتواصلة فمن الممكن أن يصير اليمن منطقة بلا قانون.