مؤكدا تقارير أفادت بأن الحرس الثوري خطف الـ5 الذين نجا منهم واحد أطلق الأربعاء

بغداد - لندن

فيما قللت بريطانيا أمس من أهمية تقارير أفادت بأن إيران دبرت عملية خطف المواطن البريطاني بيتر مور الذي احتجز لمدة عامين ونصف العام في العراق وأفرج عنه أول من أمس، أكد عنصر منشق عن الجماعة الخاطفة laquo;عصائب أهل الحقraquo; لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أن مور كان محتجزا في إيران.
وأكد المنشق عن laquo;عصائب أهل الحقraquo;، مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه، أنه laquo;لا يوجد مكان غير إيران لإبقاء مور خاصة أن إيران هي الملاذ الآمن لأغلب قياديي العصائب، وإيران هي طرف مستفيد كونها تحب الإبقاء على طرف ضاغط تحت تصرفهاraquo;، مشيرا إلى أن مور laquo;نقل بعد أيام قليلة من خطفهraquo;، مع حراسه الأربعة في 29 مايو (أيار) 2007 من قبل مجموعة قوامها نحو 40 مسلحا يرتدون زي الشرطة العراقية من مبنى وزارة المالية في بغداد، إلى إيران.

وقالت صحيفة laquo;الغارديانraquo; البريطانية إن خبير الكمبيوتر مور وحراسه الأربعة اختطفوا في عملية قادها الحرس الثوري الإيراني. وأضافت، حسب وكالة laquo;رويترزraquo;، أن تحقيقها الذي استغرق عاما خلص إلى أن مور نقل هو وحراسه الأربعة إلى إيران بعد يوم من اختطافهم على أيدي مسلحين في بغداد في مايو 2007. وقتل ثلاثة من حراس مور الشخصيين وسلمت رفاتهم إلى السفارة البريطانية في بغداد، كما رجحت الحكومة البريطانية احتمال مقتل الرابع. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار في العراق وإيران إن مور اختطف لأنه كان سيكشف أن مبالغ ضخمة من أموال المساعدات التي تنقل للعراق كانت تحول إلى جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران. ونقلت صحيفة laquo;الغارديانraquo; عن ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني قوله إن إيران دبرت عملية الخطف ونفذتها قوة القدس، وهي وحدة متخصصة في العمليات الخارجية. وقال الضابط للصحيفة laquo;كانت (عملية) خطف إيرانية بقيادة الحرس الثوري وتنفيذ قوة القدسraquo;. وأضاف laquo;يعمل مصدري في (قوة) القدس. لقد شارك في التخطيط لعملية الخطف وشاهدها وأخبرني بأنهم قضوا يومين في مخيم قصر شيرين (داخل الحدود الإيرانية مباشرة) وبعدها اقتادوهم إلى داخل إيرانraquo;.

وأيد وزير حالي في الحكومة العراقية لم تكشف الصحيفة عن اسمه له علاقات قوية بإيران هذه الرواية للأحداث. ونقلت عنه الصحيفة قوله laquo;لا يمكن أن تصدق للحظة أن تلك الجماعات المسلحة في مدينة الصدر تقدر على تنفيذ عملية خطف عالية المستوى كهذهraquo;.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحكومة الإيرانية، لكن التلفزيون الحكومي الإيراني قال إن laquo;زعْم تقرير (الغارديان) هو جزء من حرب نفسية ضد إيرانraquo;. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية laquo;بي بي سيraquo; أمس أنه عندما سأل مراسلها الأمني الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأميركية وأكبر قائد عسكري في المنطقة في وقت سابق هذا الشهر عن احتمال احتجاز الرهائن في إيران أجاب laquo;أنا متأكد تماما. إنني متأكد بنسبة 90 في المائةraquo;.

لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت أمس إنها ليس لديها ما يثبت ذلك. وقالت متحدثة باسم الوزارة laquo;نحن غير متأكدين بشكل قاطع أين كانوا في أي يوم خلال فترة احتجازهم طوال عامين ونصف العامraquo;. ومضت تقول laquo;لكننا واضحون تماما في أنه ليس لدينا دليل قاطع على وجود صلة مباشرة لإيران بالخطفraquo;. وتابعت laquo;كل الأدلة التي بحوزتنا والتي عملنا على جمعها طوال فترة طويلة لا تشير إلى تورط مباشرraquo;.

إلى ذلك، كشف متحدث باسم الجيش الأميركي أمس أن اسم قائد جماعة laquo;عصائب أهل الحقraquo; مدرج ضمن لائحة الذين يتم تسليمهم للسلطات العراقية. وقال المصدر laquo;وفقا لبنود الاتفاقية الأمنية مع العراق (...) ستسلم الولايات المتحدة عناصر (عصائب أهل الحق) وبينهم قيس الخزعلي إلى السلطات العراقيةraquo;، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد أفرجت الحكومة أواخر سبتمبر (أيلول) عن نحو مائتي معتقل من العصائب. وكانت القوات الأميركية أطلقت سراح ثلاثة من كبار قادة العصائب هم هادي الدراجي وحسن سالم وصالح الجيزاني وليث الخزعلي laquo;أبو سجادraquo; شقيق الأمين العام للتنظيم الشيخ قيس. والشقيقان الخزعلي، خاصة قيس، من الكوادر السابقة في laquo;جيش المهديraquo;، والأخير كان المتحدث باسم مقتدى الصدر خلال معارك النجف مع الأميركيين في أغسطس (آب) 2004.