سمير عطا الله

تعرفت إلى بعض أشهر وجوه هوليوود بسبب صداقة العمر التي تربطني برجا الصيداوي منذ 1962. ولست أدري أي لقب أعطيه لأنه يرفض تسمية laquo;الثريraquo; رغم ماله، ويرفض لقب laquo;المفكرraquo; رغم الثروة الثقافية التي لا تحصى. ورغم الرفقة شبه اليومية طوال هذه العقود، تحاشيت الكتابة عن أشياء كثيرة، لأنه يرفض ذلك. وفي أي حال، تعرفت في منزله إلى روجر مور، جيمس بوند الأول، وإلى شون كونري وإلى أنوك ايميه، بطلة laquo;رجل وامرأةraquo; أشهر أفلام فرنسا، كما تحادثت طويلا مع غريغوري بك الذي لم أكن أعتقد في شبابي أنني سوف أراه خارج الشاشة.

لكن الصداقة مع روجر مور وزوجته كريستينا، توطدت، لأننا كنا نقابله في منزل رجا الصيفي باستمرار. ثم صرنا نلقاه مع عائلته عند رجا في باريس خلال الشتاء. وبالنسبة إليّ كان الحوار مع مور، أو السير روجر منذ سنوات، غذاء ثقافيا واستعادات للسينما كما بدأها نجما وكما بدأناها مشاهدين في الطوابير والجماهير. وفيما كان رجا يملأ اللقاءات إضاءات سياسية، كان روجر يملأها إضاءات فنية وشخصية على حياة أولئك الناس الذين كنا نعتقد أن لا وجود لهم في الواقع والحقيقة.

كان رجا يمثل، في كل اللقاءات، الرجل الشرقي بكل همومه ومشاعره ورؤيته لكل الأشياء. وكان روجر عندما يحضر، يمثل البريطاني العتيق، بكل تياراته وموروثاته الثقافية. وبسبب القربى الجغرافية والزمنية، رأى كل منهما نفسه ذات يوم في عرس واحد؛ ابنة رجا وابن روجر.

ومنذ أيام أصبح رجا جدا للمرة الأولى. وماذا عن روجر، الأكبر سنا، الذي تزوج أبناؤه منذ سنوات؟ إنه أيضا جد للمرة الأولى وفرحته لا توصف. ولكن كيف ذلك؟ ماذا عن حفيدات روجر؟ آه، هنا، يتخذ الرجل الغربي موقع الرجل الشرقي: الأب لا يصبح جدا حقا إلا عندما يرزق بحفيد ذكر.

ولكن ماذا عن العقلية الشرقية والانفتاح الغربي وماذا عن النظرة السمحة إلى المرأة والبنت والحفيدة؟ آه، هذا صحيح. لكن فقط في المسائل العامة، أما عندما تكون القضية شخصية، فما شاء الله رزقنا بحفيد ذكر سمي روجر رجا الثاني. وليس من الضروري أن تصدق كل ما يقال عن الإنجليز أو عن نجومهم. الصبي بركة البيت والبكر ابتسامة الأسرتين.