الرياض ndash; مصطفى الأنصاري Facebook

مثلما فزع سياسيون وناشطون مدنيون إلى التقنية الحديثة، بحثاً عن حلول وجماهير، فعل صحافيون سعوديون الأمر نفسه، وبحثوا عن مخرج من كساد يعانيه بعضهم، وتقدير يحلمون به من صحف لا تزال في نظرهم تقدّم مصالحها الشخصية على حساب تحسين ظروفهم. وفي خطوة عملية للثورة على الأوضاع الراهنة، أعلن مدرس العلوم في المدينة المنورة الصحافي السعودي تركي الصاعدي ميلاد ما سماه بورصة الصحافة السعودية عبر شبكة فيس بوك، رغبة منه في توفير المناخ أمام صحافيين يعتقد بأنهم لا يحظون بالتقدير من صحفهم ليعلنوا عن أنفسهم، بحثاً عن عروض أفضل.

ولا يتوقع الصاعدي، الذي وضع نفسه أولاً في المزاد، أن تحظى خطوته بترحيب واسع من المهتمين في أول أمرها، لكنه أمّل أن تنظر إليها الصحف على أنها laquo;فرصة تمكّنها من استقطاب كفاءات مميزة، تكون غائبة عن الأنظار أحياناً، ولا تعرف كيف تصل إليها، كما أنه فرصة لصحافيين يخجلون من عرض خدماتهم، أو آخرين مهضومة حقوقهم في صحفهم ويتحملون المضايقاتraquo;.

ويرى الإعلامي السعودي وجدي سندي أن الإعلامي مثل لاعب الكرة أو الفتاة الحسناء laquo;دائماً يحب أن يُخطب ودُّه وأن يتلقى العروض وليس العكس، فالذي يعرض خدماته في سوق الإعلام ينظر إليه على أن بضاعته مزجاةraquo;.

لكن سندي نظر إلى خطوة الصاعدي ومشجعيه باعتبارها laquo;احترافية محمودة، وطريقة لجمع معلومات الراغبين في العمل، على نحو أكثر تنظيماًraquo;. إلا أنه لا يرى مع ذلك خطراً يهدد الصحافيين المحترفين في بلاده، فثمة كما يقول laquo;مشاريع كبيرة في طريقها إلى الانطلاق، تحتاج كفاءات بشرية قادرة على صناعة النجاح، وهي قليلة وثمينةraquo;.

ويتقاطع مع هذا التوجّه رئيس هيئة الصحافيين السعوديين تركي السديري، الذي رأى خطوة المزاد laquo;غير موفقة، لأنها تسيء إلى واقع الصحافة السعودية، وتنقل صورة غير صحيحة، فربما فهم منها الآخرون أن لدينا فائضاً في الكفاءات الصحافية، وأن هناك عطالة بينهم، بينما الحق أن الصحافي وكاتب الرأي الجيدين تتسابق إليهما الصحف، بل إن صحفاً تحتفظ بزملاء أقل كفاءة مما يفترض بسبب حاجتها، وأملاً في تحسّن أدائهمraquo;.

وطمأن السديري الصاعدي والصحافيين كافة إلى أن سوق الصحافة السعودية تستوعب الكفاءات الموجودة، بل تحتاج إلى المزيد. وفي قضية الصحافة والصحافيين يدور لوم متجدد بين صحافيين يشعرون بأنهم لم يُقَدَّروا حق قدرهم، ومؤسسات تندب حظها شاكية من قلة الأكفاء بين كثر ينتمون إلى laquo;مهنة المتاعبraquo; كأسماء، وهم في امتحانها ميدانياً laquo;راسبونraquo;.