علي سعد الموسى

قلت بالأمس لرأس هرمنا الإداري، الصديق حاتم مؤمنة، مازحا أو جادا، فهذا بيني وبينه، إنني، بالأمس تحديدا، أصبحت أرخص كاتب سعودي يومي وإنني معهم ndash; أتهاوى، للأسفل شهرا بعد الذي يليه تماما مثل شركات ndash; المواشي ndash; في سوق الأسهم التي فقدت ثلاثة أرباع قيمتها في ثلاثة أشهر من العام الأخير. ومع هذا التدهور المخيف في قيمتي التي تؤهلني بامتياز للمنافسة على لقب الكاتب الأول، ولكن في مطبوعات الغرف التجارية، لا على الورقة الثانية من هذه quot;الوطنquot;، أصبح لزاما أن أفحص ما أكتب فلربما كان السبب في هذا الانحدار المخيف في قيمتي المادية ليس إلا رخص الأفكار التي أكتب عنها، وهنا أطلب من القراء الكرام إعانتي للعودة إلى المسار الصحيح. تبرهن قيمتي المادية اليوم أنني عاجز تماما عن إثارة أو إدارة حرب الأفكار بمثل ما كان وللمفارقة المدهشة حتى مقال الأمس. ومرة أخرى أعدكم بالضرب تحت الحزام في بعض القضايا الجوهرية الملحة، عن الارتفاع المفاجئ في أسعار البطاطا بمحايل عسير أو اختفاء أسماك ndash; الهامور ndash; من سوق الأسماك في مدينة حقل الشمالية.
كنت أضحك وأنا أقول للصديق، مدير عام المؤسسة، إنه أمام خيارين للتعامل مع حالتي التي لم تعد تسر الكاتب ولا مسؤوليه: إما حفلة اعتزال ضخمة يدعى لها فريق quot;الوطنquot; من الكتاب الحاليين مطعمين ببعض المعتزلين أو المنتقلين لصحف أخرى، أسماء مثل عبدالله مناع وثامر الميمان. الخيار الثاني أن أعرض للبيع على الأقل كي تضمن الصحيفة نصيبها من مسطرة الاحتراف قبل أن يفقد الكاتب مزيدا من أدواته وقبل ألا يكون حتى مثل سهم ndash; المواشي ndash; أو حتى بقيمة شاة. والمهم أنني تعاملت مع هذه الأثيرة الغالية تماما مثل ndash; طبخة البيت ndash; حتى وأنا أتنقل من صفحة للأخرى ومن قسم إلى الذي يسبقه أو الذي يليه لأن الأماكن الثابتة على الأركان مطلب لا يحق لمن كان في سعري أن يساوم عليه. لعبت في كل المراكز التي تتطلبها قواعد اللعبة كواحد من أبناء الفريق القدامى بكل ما يحملون من الولاء الذي لن تمسحه على الإطلاق حفلة اعتزال أو وضع على لائحة انتقال أو تجميد. ومع الوقت نشأت بيني وبين أسرة هذه quot;الوطنquot; علاقة ارتباط عائلية دافئة رغم تغير الأسماء مثنى وثلاث ورباع على القائمة العليا لكوادر الإدارة والتحرير. أكلمهم غاضبا وينتهون معي بابتسامة، وأبدأ معهم جادا ثم أكتشف أننا انتهينا (بضحكة) مجلجلة، بكل ما بين القوسين من رسالة ما بين الأسطر التي أتركها لهذه العائلة الجميلة، أما أنتم أيها القراء فلا تأبهوا بسعر رأسي ولا بشعره، بل أن تحكموا على ما أكتب.