سركيس نعوم

اجاب الناشط الاميركي من اصل عربي العامل على خط التسوية في الشرق الاوسط عن سؤالين: كيف عاد quot;الحل السويسريquot; الى طاولة البحث كما قلت، قال: quot;هاتف اسرائيلي قريب جداً من نتنياهو الاميركي السوري الاصل الدكتور ابرهيم سليمان العامل طويلاً على خط دمشق ndash; تل ابيب وابلغ اليه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يزال ملتزماً تحقيق السلام مع سوريا وانه مستعد للبحث في هذا الموضوع انطلاقاً مما سمي quot;اتفاق سويسراquot; والبناء عليه. ثم طلب منه ان يجس نبض القيادة السورية فاذا تجاوبت وايّدت مواقفه تبدأ المحادثات بين البلدين ولكن في اطار كامل من السرية. رد سليمان بانه لا يتحرك الا اذا كان هناك اقتراح خطي ورسمي بهذا المعنى من الاسرائيليين رغبة منه في quot;حماية رأسهquot;. فرد هؤلاء بان الاقتراح الرسمي والخطي يوجه ولكن بعد جس النبض السوري لا قبله، وطبعاً في حال كانت نتيجته ايجابية. لكن سليمان لم يقتنع متذرعاً بأنه quot;لُدغquot; اكثر من مرة من سوريا واسرائيل على السواءquot;. ما هو السبب الفعلي لرفض سليمان جس النبض السوري من خلال السفير السوري المعتمد لدى احدى الدول الغربية كما كان يفعل عادة؟ سألت. اجاب الناشط الاميركي من اصل عربي: quot;لا اعرف تماماً، لكنني متيقن ان سليمان يعرف ان الموضوع السلمي بين سوريا واسرائيل لم ينته بعد. فاميركا تحتاج الى سوريا. وسوريا تحتاج الى اميركا وذهبت سوريا في اتجاه تركيا لتحقيق السلام مع اسرائيل. ماذا كانت النتيجة؟ لا شيءquot;. ما هو سبب تردد سوريا في رأيك؟ هل يمكن ان يكون ناجماً عن تحالفها مع ايران وعن الموقع القوي للأخيرة في المنطقة وايضاً داخل لبنان وحتى داخل سوريا؟ سألت. اجاب: quot;ممكن، لكن ذلك لا يمنع سوريا من التوصل الى تسوية مع اسرائيل ولن يمنعها. كما لا يمنعها من الحوار الجدي والمجدي مع اميركا. وايران تريد ان تتحاور مع واشنطن ولديها quot;معتمدquot; غير رسمي اميركي من اصل ايراني يقوم بكل الاتصالات وان غير الرسمية بين واشنطن وطهران. في اي حال قد تخفف سوريا علاقاتها مع ايران في حال وقّعت تسوية سلمية مع اسرائيل واقامت علاقات صداقة مع اميركا. لكنها لن تقطعها. ولن تدير ظهرها لايران. ربما تمنع وصول السلاح عبر اراضيها الى quot;حزب اللهquot; في لبنان. فهي (اي سوريا) كانت صديقة لايران ولا تزال. وقد تأكدت هذه الصداقة وقت الضيق وايام الشدة. في النهاية اسرد لك قصة صغيرة تظهر كيف تفكر القيادة السورية وتتصرف. وجّه اربعة سفراء اجانب في سوريا، كل بمفرده طبعاً، الى الرئيس بشار الاسد سؤالاً واحداً من دون اي تنسيق بينهم هو الآتي: ما هي اسباب تردي الوضع الاقتصادي في سوريا ولماذا لا تعالجون ذلك وكيف ستعالجونه؟ اجابهم وكان جوابه واحداً للجميع: نعلّم ابناءنا في احسن الجامعات كي يعالجوا ذلكquot;.
ماذا عن افغانستان وباكستان وغيرهما في جعبة باحث ومتابع عن قرب في الوقت نفسه لكل ما يجري فيهما سواء من نشاطات عسكرية او امنية او سياسية؟
بدأ حديثه معي قائلاً: quot;هناك مدارس عدة في الادارة الاميركية حول الموضوع الافغاني وتحديداً حول زيادة عدد القوات الاميركية العاملة في اطار quot;ايسافquot; التي طلبها قائد القوات المذكورة في هذه البلاد الجنرال ستانلي ماكريستال الذي كان قائداً للقوات الخاصة. الرئيس باراك اوباما الزم نفسه مواصلة حرب افغانستان او بالأحرى الحرب على الارهاب فيها. لكنه لم يلزم نفسه الاشتراك في حرب اهلية بين الافغان. يبدو ان الاوضاع في افغانستان تتطور الآن نحو نوع من الحرب الاهلية. واميركا تبدو طرفاً مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي فيها، اي مع السلطة غير الموجودة والدولة المفككة والفاسدة. السؤال الذي طرحه اوباما في اجتماعاته مع اركان ادارته تحضيراً لقراره المتعلق بزيادة القوات في افغانستان كان: ان الحرب التي تخوضها quot;الطالبانquot; ليست فقط في افغانستان انما تجري ايضاً في باكستان. منها يأتي quot;الطالبانquot; الى افغانستان. انتم في افغانستان (القوات الاميركية وquot;ايسافquot;) مقيّدون بالمهمات الاساسية المعطاة لكم. ويعني ذلك انكم لا تستطيعون التدخل في باكستان. ما هو القرار الصائب اذاً؟ وكيف يمكن ان تحقق زيادة القوات في افغانستان اهدافها؟ طبعاً كانت الاجوبة عن سؤال او اسئلة الرئيس اوباما كثيرة، منها تدريب القوات الحكومية الافغانية وتزويدها الاسلحة التي تحتاج اليها. ومنها منع الفساد وممارسته. فكرزاي وعائلته كانا يملكان نحو مئة الف دولار اميركي عندما كانا في اميركا. الى ثلاثة مطاعم. وتُقدَّر ثروته وثروة عائلته الآن بنحو 700 مليون دولار علماً انه قد يكون الاقل فساداً سواء داخل عائلته او خارجهاquot;. هناك رؤساء كثر في منطقتنا ليسوا فاسدين شخصياً ولم يكونوا كذلك لكنهم يغضون النظر عن فساد عائلاتهم واقربائهم واصدقائهم والعاملين معهم كي يسهل عليهم التحكم بهم. علّقت. ضحك واضاف: quot;هناك مشكلة اساسية حالياً. تكلف حرب افغانستان مع زيادة القوات المقترحة بين 600 مليون وتريليون دولار اميركي وذلك خلال عشر سنين. هذا امر لا تتحمله اميركا. هناك اهداف واستراتيجية لاميركا في هذه البلاد او هذه المنطقة اهمها منع انتصار quot;الطالبانquot; واقامة دولة افغانية. لن تنكسر اميركا امام quot;الطالبانquot; مهما حصل. اي لن ننكسر نحن وquot;ايسافquot;. واذا حصل شيء آخر وكانت التطورات غير ما نشتهي فاننا قد ننسحب خلال خمس سنواتquot;. هذا الانسحاب الذي تتحدث عنه كيف سيكون؟ مثل الانسحاب المقرر من العراق سنة 2011 ام مثل الانسحاب الذي حصل من فيتنام قبل عقود؟ سألت. اجاب: quot;لا هذا ولا ذاك. اولا اذا فشل كل شيء فستنشب حرب اهلية في افغانستان. ونحن لن نخلي المنطقة كلها على الطريقة السوفياتية اي مثلما انسحب جيش موسكو من هذه البلاد. سنبقي قوات خاصة فيها وسنقدم الدعم بالسلاح والمال لاننا لا نستطيع ترك منطقة مهمة تتحول ملاذاً آمنا للارهاب مرة ثانيةquot;.
اخبرني عن باكستان؟ ماذا يجري فيها؟