أنيس منصور

في المجتمع الديموقراطى: الحق قوة. وفى المجتمع الشمولي: القوة حق. وفى الدنيا تتبادل القوة والحق المواقع - وآهي ماشية!

أميركا حاكمت رئيسها كلينتون بتهمة التحرش الجنسي.. أو الفعل الجنسي غير اللائق.

وإسرائيل حاكمت رئيسها بتهمة التحرش الجنسي..

وفرنسا حاكمت رئيسها شيراك بتهمة سوء استغلال النفوذ. وأميركا حاكمت رئيسها جرانت. فقد أسرع بحصانه أكثر مما يجب، وأدين ودفع الغرامة..

وكذلك حاكمت رئيسها فرانكلين بيبرس سنة 1853 لأنه قتل بحصانه سيدة وطفلها.. ثم أفرجوا عنه لعدم توافر الأدلة..

والصورة كما نراها إنها دول كبرى تحكم بالعدل بين الناس - الحاكم والشعب. ولقد ضحك العالم كله على محاكمة الرئيس كلينتون - وهو من أعظم رؤساء أميركا. ونشفوا دمه ساعتين والذي يقوله يعيده. وتجيء له الأوراق من زوجته ومن طاقم المحامين لتساعده على أن يفلت من قبضة الحزب المعارض. وأعلنت السيدة هيلاري كلينتون زوجة الرئيس بأن هذه المحاكمة هي مؤامرة - واستخدمت هذه الكلمة التي يعاب علينا أن نستخدمها!

وكان الهدف من محاكمة كلينتون أن يكذب ولو مرة واحدة.. فإذا كذب سقط. ولم يكذب عندما قال إنه كانت هناك علاقة جنسية ولكن (غير لائقة)..

أما رئيس إسرائيل فغرق في الخطأ والخطيئة. ولم يفلت من العقاب.

وفى بريطانيا أوقفوا الأميرة ديانا. فقد كانت تقود سيارتها بسرعة. وأدينت ودفعت الغرامة في الحال.. وزوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ركبت القطار وليست معها تذكرة.. فدفعت الغرامة والفضيحة!

ولكن يا ترى هذه الدول تعرف العدل خارج بلادها. فهل تعرف أميركا العدل في القارات الخمس.. في العراق مثلا؟ في فلسطين؟ في السودان؟.. إنها تمثيلية معظم الوقت، وركوب القانون بعض الوقت، وإعدام الضمير في كل الوقت!