سعود عبدالعزيز العصفور

في كل مجتمع لابد من وجود غالبية وأقلية، الانصهار التام وانعدام التقسيمات أمر غير ممكن ولا حتى في الأحلام! هناك غالبية سنية وأقلية شيعية، وغالبية قبلية وأقلية غير قبلية، وغالبية محافظة وأقلية ليبرالية! أخطاء الغالبية دائماً ما تكون مغفورة ولو كانت عظيمة، والعكس صحيح لأخطاء الأقليات، فالخطأ الصغير كارثة والهفوة البسيطة مصيبة، وهذا الأمر من صميم طبائع البشر. ولنضرب مثلاً بالحزب النازي عندما أنفرد بالسلطة في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، والأمثلة تضرب ولا تقاس، عندما حمل اليهود الألمان مسؤولية الإضرار باقتصاد البلد وإركاعه، رغم أن كثيراً من الألمان غير اليهود كانوا أكثر ضرراً بذلك الاقتصاد، ولكنه منطق الغالبية والأقلية! وعندما قامت الحرب الأهلية في لبنان، كانت الأقلية الفلسطينية أول من دفع ثمنها! انه وزر الأقلية الذي لا يغتفر وخطأ الغالبية laquo;الممدوحraquo;!
لدينا هنا في الكويت حكومة امتهنت الفشل، وارتبطت في وجدان الشعب الكويتي بالتدهور وأصبح أسمها مرادفاً للضعف في كل شيء، حالها يشبه حال نهر النيل في أساطير الفراعنة، لا يستقر إلا بتقديم القرابين له! تحالفت مع جميع الكتل السياسية، واحدة تلو الأخرى وقدمتها laquo;قرابينraquo; لاستقرارها والدور الآن أتى على التيار السياسي الشيعي! اختطفت الشارع الشيعي، وجعلته في مواجهة المعارضة، تدخل إلى الإنترنت لتجد المدونات والمنتديات تزخر بهم مدافعين عن الحكومة ومهاجمين لمعارضيها، وتبحث في كتاب الموالاة والمعارضة لتجد كتاب الأقلية الشيعية في قائمة الموالاة، وتنظر إلى المواقف في قاعة عبدالله السالم، ولا تجد إلا الدكتور حسن جوهر وحيدا هناك في المعارضة الجادة، والبقية يمثلون خط الدفاع الأمامي للحكومة!
ارتبطتم يا أخواني رغماً عنكم بهذه الحكومة، وأنتم أقلية، وسترتبطون بأي فشل تقوم به هذه الحكومة الجديرة بالفشل، وعندما تحل الفوضى، وأنتم الأقلية، سوف يتناسى الجميع الخطايا الجسيمة والكارثية للغالبية، وسيتذكرون فقط أخطاءكم ومواقفكم ليضخموها! احذروا، فنحن جميعنا في خطر، وأنتم الآن على رأس قائمة الخطر!