خلف الحربي


أنتم لا تعرفون محمد أحمد، ولا أنا طبعا !، محمد شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره يعمل في إحدى القطاعات العسكرية، أخذ قرضا لمساعدة أهله في بناء غرفة إضافية وشراء سيارة متهالكة ولديه أخ معاق. ..وقصة طويلة عريضة لايتسع المجال لذكرها ولكنها تؤكد المعدن الطيب لشبابنا في هذا الزمان الصعب. المهم أن محمد كتب رسالة يطلب مني فيها أن أعد له صيغة معروض يوزعه على فاعلي الخير كي يخرج من ورطته المالية التي دخل فيها بسبب ظروفه الصعبة، وقد أصر على طلب مساعدتي ( الكتابية ) رغم تأكيدات أهله بأنني سوف ( أطنش ) طلبه الغريب.
قد لا يعلم محمد أن طلبه هذا ليس الأول من نوعه منذ أن بدأت الكتابة في هذه الصحيفة !، ويحزنني حقا أن بعض القراء لا زالوا يعتقدون أن أهم مافي المعروض هو أسلوب الكتابة وليس الواسطة التي تجلب عبارة: ( ياغلام ..أعطه ألف دينار ! )، أنا لا أحب أن أخذل شخصا يظن بي الخير ولكنني رجل فاشل في كتابة المعاريض، لذلك طلبت من محمد أن يمنحني فرصة للتفكير في الأمر !.
بعد أسبوعين أرسل إلي محمد رسالة عجيبة مزودة بالصور، لم يكن لهذه الرسالة أدنى علاقة بالرسالة الأولى التي طلب مني فيها أن أتحول من كاتب صحافي إلى كاتب معاريض ( في بعض الأحيان لا يوجد فرق !)، حيث أكد لي في هذه الرسالة أنه عثر على مخلوقات غريبة ظهرت بعد سيول جدة في بيته في مدائن الفهد جنوب جدة.
هذه المخلوقات ليست ثعابين ولاديدان بل هي مخلوقات بين هذا وذاك، يمكن أن نسميها ثعابين ( مايعة ) أو ديدان ممطوطة !، لقد التقط محمد ثلاث صور لها، في الصورة الأولى تبدو فيها هذه المخلوقات متكومة فوق بعضها البعض، وفي الصورة الثانية قام محمد بالتفريق بينها كي يمكن مشاهدتها بوضوح، أما الصورة الثالثة فهي تحفة التحف حيث قام محمد بتنسيقها بطريقة تشكل فيها هذه المخلوقات كلمة ( جدة )!!.
محمد يطلب من الجهات المختصة مكافحة هذه المخلوقات الغريبة وكذلك البعوض الذي انتشر في جدة بعد كارثة السيول، ومطالبته في محلها خصوصا أن كارثة جدة كشفت عن الكثير من الكائنات المشوهة التي لم يكن من الممكن رؤيتها فيما مضى، ولن يكون غريبا لو عثر محمد بعد عدة أيام على ديناصورات لازالت على قيد الحياة أو طيور بمناقير طويلة تشفط الماء من بعيد ثم تحلق في الأعالي أو ذئاب ترتدي الغترة والعقال!.
يا عزيزي محمد: ما رأيك أن نبدأ في كتابة المعروض فهذا أسهل من التفكير في لغز المخلوقات الغريبة ؟!.