عبدالله ربحي

قد لا يتمتع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشعبية كبيرة في العالم العربي وربما لم يعد يتمتع بأية شعبية عقب قضية تأجيل تقرير غولدستون ولكن رغم ما يقال عن هذا الرجل الذي كان لي شرف لقائه مع ممثلي الصحف المحلية في قطر خلال زيارته للدوحة فان هناك نقاطا هامة تسجل لصالح الرجل الذي تعتبر طريقة وصوله لأعلى هرم السلطة الفلسطينية طريقة ديمقراطية فريدة ونادرة في العالم العربي المعتاد على القائد الاوحد صاحب الكاريزما والتصريحات النارية بغض النظر عن قدرة هؤلاء الزعماء على التماهي مع ما يصرحون به.

البعض يشكك في نية الرئيس الفلسطيني عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن والعشرين من يونيو القادم وفقا لاتفاق المصالحة الذي وقعته فتح ولم توقعه حماس بعد ولكن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين اسر للصحفيين في قطر بالقول laquo;اننا مضطرون لوضع الصمغ يوميا على كرسي الرئيس كي يبقى متمسكا قليلا بالسلطةraquo; وشخصيا لا اعتقد أن للرئيس الفلسطيني طموحات في ولايات ثالثة ورابعة.

نحن نحب بوصفنا جماهير عربية كل زعيم يدغدغ مشاعرنا ويهدد اسرئيل واعداء الامة بالويل والثبور حتى لو كان زعيما دكتاتوريا مغتصبا للسلطة ويعتاش على تحالفه مع اصدقاء اسرائيل ولكننا لا نطيق أن نرى الرئيس عباس مهموما حزينا وربما عاجزا عندما تقتحم قوات الاحتلال نابلس وتقتل الفلسطينيين ونطالبه بتهديد اسرائيل وحل السلطة وادانة نهج التفاوض رغم يقيننا أننا أول من سيخذل الفلسطينيين كما خذلناهم في غزة وخلال عملية الجدار الواقي عام 2002 وفي بيروت عام 82 .

الكثيرون لا يؤمنون ولايريدون نهج التفاوض الذي تتبعه السلطة الفلسطينية والرئيس عباس ويؤيدون كما اؤيد انا شخصيا نهج المقاومة ولكن المراجع لتاريخ التفاوض الفلسطيني- الاسرائيلي يكتشف فعليا أننا نقاوم كي نفاوض وان جر الاسرائيليين الى طاولة المفاوضات هي عملية اصعب واكثر تعقيدا من سلسلة عمليات عسكرية حيث ان الخمس سنوات الماضية شهدت اقل من شهرين من المفاوضات واكثر من اربع سنوات من المصادمات بين الاسرائيليين والفلسطينيين المؤمنين وغير المؤمنين بنهج المفاوضات .