الاردن: دعوات للكشف عن التعاون الإستخباري مع أمريكا

عمان ـ لندن

اعربت مصادر في المعارضة الاردنية عن قلقها من حجم العلاقة بين المخابرات الاردنية والامريكية التي تسلطت عليها الاضواء بعد عملية خوست.
وطالب الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد في تصريح صحافي الحكومة بالكشف عن طبيعة العلاقة الاستخبارية مع المخابرات الأمريكية.
وتساءل بني ارشيد عن مصلحة الأردن من وراء هذا التنسيق، كما طالب بالكشف عن طبيعة الوجود العسكري الأردني في أفغانستان، معتبرا ان هذا الوجود غير معلن ولا يرضى عنه الشعب الأردني.
وأكدت مصادر من عائلة الطبيب الاردني همام خليل البلوي (33 عاما) أن المخابرات الأردنية كانت تتابع تحركاته عندما كان طالبا، وذلك بسبب نشاطه على الشبكة العنكبوتية ومتابعته لمواقع تنظيم القاعدة واهتمامه الخاص بها.
وذكرت هذه المصادر لـ'القدس العربي' ان المخابرات طلبت عدة مرات من همام العمل معها، لكنه رفض هذا العرض في البداية، وعندما سافر إلى تركيا للدراسة تم إستدعاؤه وتجديد مطالبته بالتعاون فأبلغ باستعداده للتعاون وقدم فعلا بعض المعلومات لاحقا عندما زار باكستان.
ولا تزال السلطات الأردنية تتحفظ على شقيق منفذ العملية المهندس أسعد خليل البلوي (29 عاما) في دائرة المخابرات العامة منذ عدة أيام، حيث جاء اعتقاله بعد أن توجه مع والده إلى مقر المخابرات، بناء على طلب منها في نفس اليوم الذي حصل فيه تفجير خوست. وتشير مصادر في عائلته إلى أنها سمحت لهم بزيارته الجمعة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وعبرت عائلة البلوي عن غضبها من استمرار اعتقال ابنها المهندس أسعد البلوي، ومنعهم من اقامة بيت عزاء لابنهم همام، فيما أكد افراد العائلة لـ'القدس العربي' أنهم مضطرون للإلتزام بتعليمات المؤسسة الأمنية الأردنية حتى يتم الإفراج عن المهندس أسعد، وبسبب حراجة الموقف وحتى لا يتعرض آخرون في العائلة للتوقيف والإعتقال.
ويعتقد على نطاق العائلة التي التقت 'القدس العربي' بعض أفرادها أن السبب الوحيد لاعتقال المهندس أسعد هو إدلاؤه بتصريحات وتوضيحات في يوم الإعلان عن حادثة خوست وإجراؤه اتصالات مع ممثلي الصحافة الأجنبية في عمان.
وتقول العائلة ان الإتصالات الحكومية والأمنية التي أجريت مع خمسة أفراد منها ركزت كثيرا على التحذير من التصريحات الإعلامية وحذرت من تجاهل هذه التعليمات الخاصة بتجنب وسائل الإعلام والإمتناع عن إقامة بيت عزاء.
وتشير إلى ان العائلة تحاول لليوم الرابع على التوالي إجراء اتصالات ووساطات مع الحاكم الإداري للعاصمة عمان أملا في السماح لها بإقامة بيت عزاء وفقا للتقاليد والأعراف الإجتماعية والشرعية. ونقل مقربون عن الشيخ أيمن البلوي وهو شقيق الطبيب همام قوله بان إقامة مقر عزاء مسألة ليست سياسية ولا تعني إقرار ما فعله همام من جانب العائلة، مشيرا الى ان تقاليد العزاء منصوص عليها في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وملمحا الى ان شباناً أردنيين آخرين تورطوا في نشاطات القاعدة وقتلوا وسمحت السلطات بإقامة بيوت عزاء لهم من بينهم أبو مصعب الزرقاوي ورائد عربيات وحتى شاكر العبسي الذي قتل في لبنان.
وهمام من مواليد الكويت عام 1977، وحاز في الثانوية العامة على معدل 97' ودرس الطب في تركيا على نفقة الحكومة الأردنية لتفوقه.
وعمل بعد عودته إلى الأردن في مستشفى الأمير فيصل بن الحسين في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء، كما عمل لفترة قصيرة في المستشفى الإسلامي بالعاصمة عمان، ثم انتقل للعمل في وكالة الغوث الدولية (أونروا) قبل اعتقاله من قبل المخابرات لنشاطه على شبكة الحسبة الجهادية.