الكويت - القبس

أعد مايكل سلاكمان تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان laquo;تيار الاشاعات ينهش قلب النظام الإيرانيraquo;، استهله بقوله إن الضرب والاعتقال والمحاكمات الصورية وحتى القتل لم تفلح جميعاً في إثناء الإيرانيين عن الخروج إلى الشارع للاعتراض والتظاهر. ولكن خبراء إيران يقولون إن هذه الأساليب أيضاً بدأت تؤثر في الحكومة نفسها وعلى شرعيتها، وأبلغ الدليل على ذلك هو الاشاعات التي باتت تحيطها.
ويوضح التقرير أن هذه الاشاعات بدأت في ديسمبر الماضي بشأن اجتماعات سرية بين الاستخبارات والحرس الثوري، ومذكرة من التلفزيون الحكومي حول كيفية تغطية المظاهرات، ومذكرة حول استعانة قوات الأمن بمجرمين للخروج في تظاهرات تأييد الحكومة. ورغم أنه لا يوجد وسيلة للتأكد من دقة هذه الاشاعات، يبدو أن الحكومة غاضبة للغاية مما وصفته بـ laquo;الحرب المرنةraquo; للإطاحة بالنظام، مما دفعها إلى تجريم التعامل مع العديد من وكالات الأنباء الأجنبية وعشرات المنظمات غير الحكومية ومواقع الإنترنت التابعة للمعارضة.
ويشير التقرير إلى أن إيران كانت مقسمة دوماً إلى فصائل، حتى ان الحرس الثوري القائم على أيديولوجية محددة أبعد ما يكون عن الوحدة، ما بات يتضح الآن، لاسيما منذ اندلاع الأزمة السياسية في أعقاب انتخابات الرئاسة يونيو الماضي. إذ توجد دلائل_ بين حتى الملتزمين فكرياً_ على اقتناع البعض بأن أسلوب القبضة الحديدية الذي تتبعه الحكومة لا يؤتي ثماره، بل وربما يأتي بآثار عكسية.
يقول عباس ميلاني، مدير دراسات إيران بجامعة ستانفورد، laquo;أعتقد أن المسؤولين غير الراضين هم مصدر هذه الاشاعات المتزايدة إلى الصحافة وإلى الحركة الخضراء بشأن أنشطة ومخططات قادة النظامraquo;. في الوقت نفسه، فإن هذه الاشاعات قد تكون دلالة على زوال الوهم، وقد تكون دلالة على قرار المرشد الأعلى تهميش الجميع ما عدا الموالين له. ورغم أن هذه الاشاعات المسربة توحي بالانقسام، فهي لا تستطيع تحديد عمق هذا الانقسام أو مسار الأزمة أو مدى استقرار الحكومة. إذ لم يتنبأ سوى قلة من الخبراء حتى الآن باحتمال سقوط الحكومة.
من جهتها، ترى فريدة فرحي، خبير شؤون إيران بجامعة هاواي، أن laquo;هناك التزاما كافيا بين قوى الحكومة والمجتمع لبقاء الجمهورية الإسلامية..ولكن عدم فعالية الوسائل المستخدمة في السيطرة على الحشود، بالإضافة إلى بعض الجهود الفاشلة من جانب المتشددين لتطهير النظام السياسي الإيراني من كل المنافسين، قد يقنع بعض القادة بتغيير رأيهم وموقفهم في النهايةraquo;.
ويوضح خبراء شؤون إيران أن المرشد الأعلى لم يُبد أي استعداد حتى الآن للوصول إلى تسوية مع المعارضة، في الوقت الذي يسيطر فيه على أغلب فروع السلطة الممثلة في الحرس الثوري والاستخبارات وميليشيات الباسيج والقوات المسلحة والقضاء. ولكن من الممكن أن تؤدي الضغوط الداخلية في وقت ما إلى حتمية التوصل إلى تسوية سياسية.