جعفر رجب

قرر مدير بلدية في بالاردن، أن يسمي شارعا باسم صدام حسين، فقامت قيامة بعض نواب الأمة، وتدخل السفير والخارجية والسبب حتة laquo;شارعraquo;، مع انه يفترض ان نفرح بهذا الخبر، ونشد على أيدي القائمين عليه، ونرسل لهم الورد والرياحين، وعلى حسابنا نبني اللوحة باسم القائد... لماذا؟
اولا، لانه شارع في مدينة أردنية درجة ثالثة، اسمها كرك، وليس شارعا في باريس اسمه الشانزليزية، ولا شارعا في لندن اسمه اكسفورد!
ثانيا، وظيفة الشارع، هو موقع تدوس عليه السيارات باطاراتها، وتدوس عليه اقدام المشاة باحذيتها، فكعرب تعودنا ان نمشي في الشارع وتسير سيارتنا على الارصفة، ولا اعتقد انها وظيفة محترمة ان تكون ملاذا لاسفل الاحذية!
ثالثا، يعتبر المواطن العربي المحترم، الشارع عبارة عن مزبلة كبيرة، فهو من أجل تنظيف سيارته يرمي أوساخه في الشارع، واذا ضاق خلقه، وهو دائما في ضيقة خلق، اخرج رأسه من نافذة سيارته وبصق في الشارع بكل جلالة وعظمة!
رابعا، مسمى الشارع لا يحمل دلالة جميلة عند العرب، حاله كحال الكلب، فكما ان بوش استغرب عندما شتمه الصحافي وقال له laquo;يا كلبraquo;، فأنا استغرب من تسمية شارع باسم شخص نحترمه، فمصطلح laquo;تربية الشوارعraquo; وكلام laquo;شوارعيraquo; هي شتمية عظمى ما بعدها شتيمة، فإذا كان ابن الشارع شتيمة، فما بالكم بالشارع نفسه!
خامسا، الشارع مكون من الزفت، وعندما نسمي شارعا فهذا يعني اننا نسمي الزفت، فيصبح مسماه الزفت صدام حسين!
سادسا، الشارع العربي المتخلف يختلف عن الشارع في اي بلد متقدم، فالشارع هناك تاريخ، يحترمه الناس ويذكرونه، ويقدرونه، فهذا شارع مشى فيه الجيش عند تحرير البلاد، وذاك شارع وقفت الجماهير فيه مطالبة بحريتها، وهناك شارع مشت عليه فرقة البيتلز وصوروا صورة تاريخية... اي باختصار للشارع تاريخ تفتخر به شعوبهم! اما شوارعنا العربية فلا تحرير ولا افتخار ولا عزة ولا كرامة، فهذا شارع قتل فيه صحافي، وشارع فجر فيه سياسي، وشارع اعتقل واختطف فيه معارض واختفى، وشارع صدم فيه ابن وزير المارة وقتل عشرة، وارسل الى الخارج لعلاج حالته النفسية، وشارع اكبر مفاخره ان الرئيس يوما مر عليه وكان حصرانا، فـ laquo;شخraquo; عليه واقفا... وسمي الشارع باسمه!
*
اتصل العديد من الاصدقاء معزين، فشكرتهم، موضحا ان الامر ليس سوى تشابه في الاسماء، رحم الله المسلمين جميعا، ولا اراكم مكروها بعزيز!