محمد عبدالمحسن المقاطع

متابعات الفضائيات التلفزيونية من قبل عدد من المراقبين والمهتمين بالشأن العام الكويتي والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة وشائجه الاجتماعية ومؤسساته السياسية، رصدت ظاهرة خطيرة يقوم بها طابور خامس يتولى دور الفتنة والإثارة اللتين يستحق معهما أيضا أن يلقب بحمالة الحطب.
وإليكم ما أعني في هذا، فقد تمت ملاحظة ورصد عدد من الأشخاص الذين ليس لهم أي عمل في البرامج الحوارية السياسية أو الاجتماعية أو الرياضية إلا الاتصال لغرض إثارة الشحناء والتحريض بطريقة طرح الموضوع بين الأطراف المتحاورة لتحريضهم على بعضهم البعض أو تحريضهم على فئات اجتماعية أو طائفية أو مجاميع سياسية، أو على بعض أشخاص الأسرة الحاكمة أو العكس، حيث يبثون كلاما وأقوالا هي أقرب للتلفيق والتحريض لتأليب تلك المجاميع أو الفئات على المتحاورين، أي باختصار، هم مثيرو فتنة وحمالو حطب، يهدفون إلى إشعال نار الفتنة بين الناس أو زيادة النار حطبا، والأمر الخطير فيما تمت ملاحظته عن هذه المجموعة من الناس أنهم هم أنفسهم يتصلون مرات عديدة في كل حلقة من حلقات هذه البرامج وفي كل محطة من المحطات المختلفة، وديدنهم وهدفهم المتكرر هما فعلهم المشين للإثارة والفتنة وإشعال النار بين الناس، فلا يهمهم الموضوع ولا الحوار بشأنه ولا تصحيح الأوضاع ولا تحقيق الوئام والتوافق بين الناس، إنما هدفهم وغايتهم هما إذكاء روح الفرقة والنزاع والصراع واستخدام الألفاظ المشينة أو المهينة التي تكشف عن انحطاطهم ودناءتهم.
وإني أدعو اليوم، بعد أن كثر الحديث عن هؤلاء الأشخاص وعن أدوارهم المشبوهة وعن تحركاتهم المشؤومة ومقاصدهم الخبيثة، أن تتولى الأجهزة الحكومية والشعبية متابعتهم ورصدهم وتسجيل أسمائهم أو ألقابهم التي تتكرر مرات كثيرة وتتغير تحت أسماء أخرى مقاربة أو خفية ومتنكرين أحيانا بأسماء وهمية وألقاب غير حقيقية، فيتم تسجيل أصواتهم ومتابعة ومراقبة أسئلتهم وتحريضاتهم التي لا تهدف إلى الاستفادة أو الحصول على المعلومة أو معرفة الحقيقة بقدر ما يكون هدفهم إثارة الفتنة والنعرات وتحريض أبناء المجتمع على بعضهم البعض بالبدء بإشعال شرارة التنابز بالألقاب والدناءة بالألفاظ والتطاول والتجريح الخبيث، حتى يتم كشفهم وتقديمهم الى أجهزة الأمن وأجهزة العدالة حتى لا نسمح للطابور الخامس من فئة حمالة الحطب أن يعمل على هدم مجتمعنا وإثارة الفتنة بيننا، وهو ما نطالب بصورة مباشرة وزارة الإعلام وأمن الدولة برصده ومتابعته بصورة دقيقة.
أخيرا، أرجو أن أكون مخطئا في هذا الاستنتاج، فإنني أعتقد أن هؤلاء المحرضين ومثيري الفتنة وحمالي الحطب قد يكونون صنيعة غيرهم، فهم أدوات ودمى يتم تحريكها من أطراف متنفذة استدرجتها لعبة الصراع من أجل البقاء فأخذت تبث هؤلاء المأجورين وتغدق عليهم حتى تستخدمهم كأدوات لتحريض قطاعات من المجتمع على بعضها البعض أو لإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع تحقيقا لأغراض شخصية ضيقة وطموحات مريضة، وهي عدوى انتقلت الى مؤسسات في الدولة باندفاع رؤساء هذه الأجهزة والمؤسسات ورعايتهم، وأتمنى أن يتم كشف عمن يقوم بذلك ومن يقف وراءهم ويمارس هذا الدور خلف الكواليس، فهم حمالة الحطب الحقيقية والخ.
اللهم إني بلغت.