محمد كعوش

عندما تعبر بوابات الولايات المتحدة في الاتجاهين ستظهر على شاشة رجل الامن حافياً عارياً quot;كما خلقتني يا ربquot; حتى لو كنت مواطناً امريكياً صالحاً ... ورغم ذلك ستظل الولايات المتحدة قلقة من تجاوزات او اختراقات او مفاجآت امنية تهدد مجتمعها وكذلك مصالحها.. رغم التأهب والحذر...

ستلجأ واشنطن الى استخدام كل قدراتها التكنولوجية وقواتها الامنية والعسكرية لحماية أمنها في الداخل ومصالحها في الخارج, ولكنها لن تحقق الوضع الامني الأمثل, لأنها زرعت بيديها الخشنتين القاسيتين quot;تنظيم المجاهدينquot; في افغانستان الذي اصبح يحمل اسم quot;القاعدةquot; ومدته بالمال والسلاح لمقاتلة الجيش الأحمر والمد الشيوعي...

والولايات المتحدة غزت العراق واحتلت اراضيه وشردت شعبه ونهبت ثرواته. والولايات المتحدة انحازت ولا تزال الى جانب مصلحة اسرائيل سياسياً وعسكرياً وأيدت غزو لبنان وقطاع غزة, واغمضت عينيها عن كل جرائم الحرب الاسرائيلية, وهي مصدر الفوضى التي تعم المنطقة على امتداد الحزام الساخن من اقصى آسيا الى قلب افريقيا مروراً بافغانستان وباكستان... ولذلك ستظل قلقة على امنها في الداخل ومصالحها في الخارج.

الثابت حتى الآن ان اسرائيل اعتمدت خيار القوة العسكرية وجبروتها التدميري في حل مشكلاتها وفي الحوار الجبري مع الدول والامم والشعوب, واختارت ارادة السيطرة والهيمنة والحروب, ورغم ذلك لم تحقق الامن والاستقرار لا في الداخل وفي الخارج, رغم الخطابات الاوبامية وبلاغتها ولغتها التصالحية...

فقد إنتصر منطق اللوبي اليهودي ونهج المحافظين الجدد, وقد يندفع الرئيس اوباما الى الامام مجبراً على خوض حروب التحالف غير المقدس بين اللوبي اليهودي والمحافظين الجدد, ورغم ذلك ستظل واشنطن قلقة على امنها ومصالحها ... لأنها لن تحقق النصر أبداً!!

حتى الآن لم تجرب الادارات الامريكية المتعاقبة الحل الناجح الناجع السهل واعني السلاح الذي لم تكتشفه امريكا او تجربه وهو سلاح العدالة الذي يحقق السلم العالمي وليس الأمن والاستقرار في الولايات المتحدة. بشيء من العدل في تعاملها مع قضايا الشعوب تستطيع الولايات المتحدة التي قل شاكروها وكثر شاكوها واعداؤها, ان تحقق امنها واستقرارها...

نعم, تستطيع الولايات المتحدة أن توفر على نفسها الكثير من القلق والمعاناة والخسائر البشرية والمالية والعسكرية وأن تعيد للمنطقة استقرارها وللعالم المضطرب السلم والأمن, اذا توفرت لديها القناعة بتحقيق العدالة وعدم الانحياز الى جانب العدوان الاسرائيلي والكف عن استعباد الشعوب واحتلال الدول واسقاط انظمتها بالقوة, ونشر الفوضى في بلاد العباد, وفي المقدمة انهاء معاناة الشعب الفلسطيني بحل قضيته حلا عادلاً على قاعدة الشرعية الدولية.

هذا هو الحل الذي يجفف منابع العنف وينهي الصراع العربي - الاسرائيلي ويحقق السلام... وبغير ذلك ستظل الولايات المتحدة قلقة متوترة تخوض حروبها الفاشلة ضد الارهاب الذي سيتسلل اليها رغم تعرية الداخلين والخارجين عبر بواباتها...0