القاهرة - نجوى رجب


كشف محمود عزت أمين عام جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد عن أن الأميركيين يريدون إحداث الفوضى في مصر عبر الجماعة، لكنه أكد أن الإخوان لن ينقلبوا على النظام لصالح واشنطن، موضحاً أن الحوار مع الساسة الأميركيين يكون بمعرفة الحكومة المصرية.
وذهب إلى أن القوى العالمية هي التي تحدد من تريد في الرئاسة المصرية، وأبدى استعداد الجماعة للحوار مع نجل الرئيس المصري جمال مبارك والقوى السياسية، إلا أنه هاجم النظام المصري متهماً إياه بفقدان الشرعية والثقة والتبعية للغرب، ونفى وجود أي خلافات بمكتب الإرشاد.
وإلى نص الحوار:


كيف ستتعاملون مع منع القانون لاستخدام الشعارات الدينية في الانتخابات القادمة؟
أولاً كل ما ذكر في منع استخدام أي شعارات دينية في الانتخابات المقبلة المقصود به هو تحجيم دور الإخوان في المجتمع. من خلال منع استخدام شعارهم quot;الإسلام هو الحلquot;، والحزب الوطني (الحاكم) وأعضاؤه عندما يشرعون ذلك فهم يخالفون الدستور الذي يتبنى الشريعة الإسلامية مصدراً رئيسياً من مصادر التشريع وكذلك القانون. وثانياً أنه ثبت الآن أن كل القوانين التي يحتكم إليها العالم سواء في أميركا كبلد رائد للغرب أو في روسيا كبلد رائد للشرق فشلت في علاج المشاكل، وثبت أن الإسلام هو الحل، فعلى سبيل المثال روسيا أبطلت عملية الربا التي كانوا يسمونها بالفائدة لأنها أثبتت أنها عامل من عوامل انهيار الاقتصاد. لكن رفع شعار quot;الإسلام هو الحلquot; في الانتخابات القادمة مسألة لم تحسم بعد.

لكن هناك من يقول إنه شعار يحمل تمييزاً دينياً فخارجه المسيحيون مثلاً.. ما تعليقك؟
نحن حصلنا على حكم قضائي من المحكمة الإدارية العليا في الانتخابات الماضية بأن شعار الإسلام هو الحل ليس شعاراً دينياً، ولم يستطع النظام أن يقصي اسم الإسلام عن أن يكون هو الشعار العام الذي يجمع جمهور الناخبين تحت لوائه، فالإسلام لغير المسلم يعد حضارة وللمسلم دين. وليس في هذا الشعار ما يعارض فكرة الوحدة الوطنية حيث يقول الشعار إن الإسلام عنوان حضارة، ونحن لن نختلف مع إخواننا المسيحيين، وهم كمصريين يعيشون على أرض مصر مقدرين للإسلام هذا الدور الحضاري. فمعتقد الإنسان في قلبه ولا يمكن أن يكون المسيحي هو المقصود بأي شعارات يرفعها الإخوان.

ما علاقتكم بالأقباط؟
علاقتنا بالأقباط طيبة، وفيها مودة وتعاون لصالح الأمة، فكثيراً ما نجلس على طاولة واحدة نتفاهم على لغة مشتركة نعمل من خلالها، ولا أظن أن في ذلك شكا. فنحن نحترم إخواننا الأقباط وأصدق دليل علي ذلك دعمنا لترشيح أحد الأقباط في انتخابات مجلس نقابة الصحافيين وكذا دعمنا لمرشح قبطي في انتخابات مجلسي الشعب عام 87 حيث فاز بالعضوية، وكان ذلك تحت شعار الإسلام هو الحل فنحن والحمد لله تجمعنا بهم لا أقول علاقة وإنما تطبيق عملي لمفهوم المواطنة.

هل ستشاركون في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وما توقعاتكم؟
الإخوان عندما يتقدمون للانتخابات فإن غرضهم الأساسي هو خدمة الناس وتحقيق مصلحة الجماهير وأهدافهم، وإيجاد حل لمعظم المشاكل الموجودة في المجتمع، ومنها البطالة، فمعظم الكليات يتخرج منها كل عام نحو 35 ألف طالب يعمل منهم ألفان أو ثلاثة والباقي لا يجد وظيفة، وكذلك لترشيد السياسة الزراعية في مصر التي تسببت في بعد الفلاح عن الأرض والزراعة، وانتشار الأمراض وانهيار الحياة الاقتصادية، فكل ذلك يؤكد أن الإسلام هو الحل لكل المشاكل. أما عن توقعاتنا فالمسألة ليست مرتبطة بتوقعات، ولكنها مرتبطة بالظلم والاستبداد فإذا كانا هما المهيمنين على الانتخابات القادمة لن يكون هناك إخوان أو غير إخوان.
هاجمكم النائب أحمد عز في مؤتمر الحزب الوطني الأخير.. فهل ستتأثر صورتكم بهذا الهجوم؟
حتى لو تحدث أحمد عز أكثر من ذلك، الشعب المصري يعلم من الكاذب ومن الصادق وهو لديه من النضج ما يستطيع به أن يميز بين الكلام الصحيح والعلمي والمبني على حقائق والكلام الذي يقال عبثاً حتى يرضي به رؤساءه، والعمل يكذب القول. فعز لم يتمتع بأي حب أو مصداقية من جانب المصريين ويكفي أنه رفع أسعار الحديد حتى وصلت إلى 9 آلاف جنيه، وعندما سئل ما سر وصول الحديد إلى هذا السعر أجاب أنه لن يرد على هذا السؤال إلا عندما يصل السعر إلى 13 ألفاً. فهل هذا الرجل يتمتع بأية مصداقية؟

هل أنتم مستعدون للحوار مع جمال مبارك؟
الإخوان مستعدون للتحاور مع أي طرف، لكن الواضح أن هذا النظام يتحاور مع الإخوان بالسجون والأمن المركزي. فهم يتحاورون بالفعل ولكن بالطريقة التي يعرفونها. ونحن بالمقابل نتحاور معهم بالصبر والتضحية والدأب لمصلحة هذا الوطن ولم نغير طريقتنا مهما حدث وبأي ثمن.

على ذكر التعامل الأمني معكم.. ما حقيقة الاعتقالات الحالية لعناصركم؟
النظام يفتقد أي سند شعبي له ويعتمد فقط على القوة والمساندة الغربية له ووجود ارتباط وثيق بين الثروة والسلطة مما جعلهم يفتقدون أي ثقة بأنفسهم. ولا ننسى أن الإخوان المسلمين صمام أمان لمصر وأن اشتداد القبضة الأمنية عليهم وإلقاءهم بالسجون لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، والنظام جرب الإخوان كثيراً ولم يجد فائدة ونحن لن نتغير أبداً مهما حدث.. فلماذا يسجن رجال من ذوي المناصب المرموقة والعلماء والسياسيين والأطباء والفقهاء إلا إذا كان الدافع أقوى. وأكرر لا يمكن أن نتغير مهما كان الثمن.

وما موقفكم من المطروح حول قضية التوريث؟
الفيصل هو انتخابات حرة نظيفة وصناديق اقتراع غير مزورة، لكن من المعروف أن الفيصل في هذا أيضاً هو القوى العالمية ومن ستوافق عليه، ومن جهة أخرى جماعة الإخوان لها مشروع نهضوي مبني على روح الإسلام. ولن يحقق هذا المشروع إلا الشعب. والشعب قريب من الإخوان ويحبهم لمعرفته أن الإخوان هم الأقدر على حمل هم وعبء هذا الشعب وتحقيق طموحات الجماهير ويكفي أن الإخوان منهجهم مستمد من الكتاب والسنة. وقد لاحظنا في الانتخابات السابقة مدى حب الجمهور للإخوان ورغبته في أن يكونوا نوابه في مجلسي الشعب والشورى. ولا ننسى أن العالم كله يعرف أن الشرعية مع الإخوان، وأن النظام الآن لا يتمتع بأية شرعية، حتى العالم الغربي يعلم أن النظام يفتقد الشرعية، ومهما بلغت وعورة الطريق فستتحقق الوحدة والهدف في النهاية.

دائماً تشيرون إلى تحالف الآخرين مع الغرب. ألم يكن هناك تواصل بينكم والأميركيين؟
الأميركيون حالياً يحاولون تجميل وجههم القبيح وتخفيف حدة الكراهية والسخط الشعبي ضدهم، عبر الضغط على الحكام العرب لإفساح المجال للديمقراطية والحرية، ومن المؤكد أن أميركا ستتخلص من هؤلاء الحكام الخاضعين لها يوماًَ ما لأنهم سيصبحون عبئا عليها. أما الإخوان فهم ضد العولمة والكيان الصهيوني العربيد. فالحضارة الغربية أثبتت فشلها وأغرقت العالم وأميركا في أزمة اقتصادية عجزت عن التصدي لها مما يؤكد كذب مقولة إن أميركا والحضارة الغربية لا يمكن أن يقهرا وسيظلان مسيطرين على العالم بصفة مستمرة، وأن المستبدين سيظلون في مواقعهم إلى الأبد.
ومن جهة أخرى الإخوان أصحاب رسالة ودعوة نريد أن نوصلها إلى كل العالم بما فيها أميركا المتصلة بالكيان الصهيوني، ولكن بصدق ورجولة فنحن لا ننحني لأحد ولا نستطيع أن نحني الرؤوس، فمن حقي كإخواني أن أخاطب العالم كله لأن الإسلام أرسل للعالم ولكل الديانات والأفكار وأي حوار بين الإخوان وأي جهة أخرى يتم علناً في وضح النهار وبمعرفة الحكومة المصرية. ونحن نعلم جيداً أن أميركا لا تقوم بشيء إلا لصالح مصلحتها. وأن أميركا لن تسمح بوجود نظام حاكم في مصر يقوم بإحداث نهضة في مصر حتى ولو كان هذا النظام نظاما ليبراليا. لأن معنى قيام نظام حر قوي في مصر يعني القضاء على إسرائيل وأميركا. والغرب لن يسمح أبداً بالقضاء على الكيان الصهيوني فالأميركان حددوا خياراتهم وأهدافهم في المنطقة التي نعيش فيها وهي أن تظل إسرائيل متفوقة على جميع الدول المحيطة بها وأن تقود هي جميع دول المنطقة. والإخوان يعلمون جيدا أن أميركا تريد أن يحدث فوضى في مصر عن طريق الإخوان كما فعلوا في باكستان ولكن هذا لم يحدث أبداً مهما اختلفنا مع النظام فلا يمكن أن ننقلب على النظام لصالح الأميركان.

وما موقفكم من الداخل (الأحزاب والقوى السياسية) في معادلة الحوار؟
الإخوان يمدون أيديهم إلى كل من يرغب، ويسعون إلى استخدام كل وسيلة مشروعة، فقد تحالفنا مع أحزاب المعارضة منذ عام 1984، لكن النظام يحاول أن يضعف كل القوى السياسية.

ما حقيقة الخلافات الحالية في مكتب الإرشاد؟
نطلب من الإعلام أن يمحصوا مصادرهم. فلا أحد يعلم كيف يعامل الإخوان بعضهم بعضا، والتعامل بيننا بالمشورة والديمقراطية، والذي يريد أن يعرف الحقيقة يذهب لأمن الدولة ويطلب منهم التسجيل الأساسي ويرى كيف يتم التعامل بين الإخوان.

لكن هناك من يقول إن محاولة تصعيد عصام العريان لحرقه إعلاميا؟
الدكتور عصام نشر مقالة بعنوان quot;النقاط على الحروفquot;، وذكر فيها أنه لا يريد أن يكون عبد الخفاء ولا عبد الظهور. فالدكتور عصام لا يريد أن يصعّد ولا يريد أن يحرم الناس مما يستطيع أن يقدمه، وهو أيضا يقول إنه يخطئ ويصيب ويقبل بالمشورة. ومسألة الحرق إعلاميا غير موجودة في أعراف الإخوان.

هل تحبون أن تشيع أخبار الجماعة في الشارع المصري؟
بالقدر الذي يفيد الجماهير ولأن الجماعة جزء من هذا الشعب وحتى يكون كل ما لدينا واضح فالإخوان لا يعملون في الخفاء وما يفعلونه في القاعات المغلقة يفعلونه أمام الجماهير.

هل في مصلحة الإخوان أن يكون المرشد غير مصري؟
مكانة مصر في العالم الإسلامي هي التي تجعل الأقطار تختار مرشداً مصرياً لأن قيمة المرشد من حب الناس له ولذلك عندما يطرح ترشيح مرشد تفكر الأقطار في مصر. فمبدأ الإخوان هو الشورى والديمقراطية.