صالح الخريبي

قبل مدة قدمت فضائية ldquo;الجزيرةrdquo; مقابلة مع عضو الكونجرس السابق مارك ديلي سيلغاندر حول سوء الفهم وبناء الجسور بين الإسلام والغرب، وفي المقابلة تحدث سيلغاندر عن كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان ldquo;سوء تفاهم قاتلrdquo; .

وسيلغاندر من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، وهو نائب سابق في الكونجرس عن ولاية ميتشيجان، وسفير سابق للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وكان عضوا في لجنتين فرعيتين في الكونجرس معنيتين بالعلاقات مع الشرق الأوسط وإفريقيا، وقد وصفه ديبي شلاسيل، أحد المتدربين في مكتبه، بأنه كان من أكثر أعضاء الكونجرس عداء للإسلام وتأييداً لrdquo;إسرائيلrdquo;، ولكن نقطة التحول الكبيرة في حياته جرت عندما أقام البيت الأبيض إفطاراً رمضانياً لبعض ممثلي الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، بدأ بتلاوة القرآن الكريم، الأمر الذي أثار غضب سيلغاندر فكتب رسالة احتجاج إلى منظم الحفل يهاجم فيها الإسلام والقرآن، فسأله منظم الحفل: ldquo;هل قرأت القرآن؟rdquo; فأجاب بالنفي، فقال له: ldquo;كيف تحكم عليه إذا وأنت لم تقرأه؟rdquo; . ويقول سيلغاندر إنه شعر بالإحراج في ذلك الحين، وعكف ما يزيد على عقد كامل يقرأ القرآن بتمعن بمساعدة علماء وشيوخ عرب، ويقارن بينه وبين التوراة والإنجيل .

ويروي سيلغاندر في كتابه أنه في عام 2000 كان يتحدث إلى ما يزيد على 250 من المبشرين والقساوسة وكبار رجال الدين في الولايات المتحدة، فقال لهم: ldquo;أريد أن أقرأ لكم فقرة من الكتاب المقدسrdquo;، وبطبيعة الحال لم يعرفوا أي كتاب مقدس، ولكنهم افترضوا أنه يعني الانجيل، ثم قرأ لهم ترجمة للآيات (45) و (46) و (47) من سورة (آل عمران) التي تتحدث عن عيسى بن مريم، عليه السلام، وعندما كان يقرأ عليهم الآيات بأن خلق عيسى كان معجزة، وأنه يشفي المرضى ويحيي الموتى كانت حماستهم ترتفع، ويشكرون الله، وعندما قال لهم إن الآيات هي من القرآن الكريم خيم صمت رهيب على القاعة . فقال لهم: ldquo;إنكم تأخذون على المسلمين أنهم لا يؤمنون بأن المسيح حق وصراط مستقيم ونور، في حين أن هذه الصفات الثلاث مذكورة في القرآنrdquo; .

وفي كتابة يقول سيلغاندر إنه قرأ الانجيل باللغة الآرامية التي كانت سائدة في زمن المسيح، فوجد أنه كان يقدم نفسه لأتباعه، ويقدم الأنبياء الذين سبقوه بأنهم مسلمون . وفي محاضرة ألقاها في إحدى مدارس اللاهوت سأل الطلاب ldquo;كم مسلماً هنا؟rdquo; فاستغرب الطلاب سؤاله، واستنكروا بحثه عن مسلمين في مدرسة لاهوتية مسيحية، فقال لهم: ldquo;أتعرفون معنى كلمة مسلم؟rdquo; فرفع أحد الطلاب يده وقال: ldquo;هو من يسلم نفسه للهrdquo; فقال لهم: هل تعرفون أن القرآن الكريم ينعت المسيح بالمسلم، وكذلك موسى وإبراهيم ونوح وكافة الأنبياء، والآن، من منكم يريد أن يكون مسلماً؟rdquo; فرفع الجميع أيديهم . وسيلغاندر، في كتابه، يطالب اخوانه في العقيدة بدراسة الإسلام، من أجل إزالة سوء الفهم وبناء جسر متين بين الدين المسيحي والإسلام .