لقاء نظمته هيئة الصحفيين واستمر أكثر من ساعتين

وزير الثقافة السعودي: الأبواق الغوغائية التي تسيء للمملكة أكل عليها الدهر وشرب ..وسنرد بمخاطبة العقل والوجدان

الرياض ndash; محمد الغـنيـم: تصوير ndash; بندر بخش، نايف الحربي

أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن المملكة لا يضيرها ما تطلقه الأبواق والمحطات الإعلامية الغوغائية في الخارج من إفتراءات ضدها مشيرا إلى أن تلك الأساليب أكل عليها الدهر وشرب وأن الجهات المختصة على علم بكل ما يثار ضد المملكة وترصده وهنالك آليات للرد عليه من خلال مخاطبة العقل والوجدان بطريقة صحيحة ومدروسة موضحا أن الصورة الجميلة للمملكة ستنعكس جميلة كما هي ولا يحتاج ذلك الى جهد كبير طالما كنا متماسكين ومتساعدين في الداخل لإيصالها كما هي.

وكشف معالي وزير الثقافة والإعلام للصحفيين والإعلاميين في اللقاء الشهري الذي نظمته هيئة الصحفيين بمقرها بحي الصحافة أمس الكثير من الخطط والبرامج التطويرية التي تعكف عليها وزارة الثقافة كما تناول معاليه الذي فتح قلبه للإعلاميين على مدى أكثر من ساعتين في لقاء إتسم بالصراحة والشفافية السياسات الإعلامية التطوير الذي يسعى إليه داخل الوزارة وعلاقة الوزارة بالصحف وهموم الصحفيين والكثير من القضايا التي تهم الوسط الإعلامي، وذلك بحضور رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الزميل الأستاذ تركي بن عبدالله السديري والزملاء أعضاء مجلس إدارة الهيئة وحشد كبير من الإعلاميين والإعلاميات.

وفي بداية اللقاء رحب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين بمعاليه في إفتتاح أول اللقاءات الشهرية للهيئة مؤكدا أن خطط التطوير في المجال الإعلامي تحتاج لمد جسور التفاهم لتحقيق النجاح.

ونوه السديري بالتطور المستمر والسريع الذي شهدته الصحافة السعودية مشيرا إلى أن من عمل فيها قبل 40 عاما يدرك ذلك جيدا، حيث كان اصدار الصحف في تلك الفترة لا يتجاوز 8 صفحات لتقفز الآن لما فوق ال 48 وال 60 صفحة تشتمل على العديد من الاخبار والتحقيقات والتحليل مع وجود مالايقل عن 200 صحفي متفرغ ومثلهم متعاون في الصحيفة الواحدة موضحا ان الإمكانيات المتاحة في صحافتنا السعودية هي الأفضل على مستوى الوطن العربي وكذلك المستوى الوظيفي الجيد للصحفيين السعوديين.

وأكد رئيس هيئة الصحفيين في كلمته على ضرورة ترتيب بعض الأوضاع التي تحتاج الى ترتيب في المهنة مشيرا الى ان ذلك ليس بالمهمة الصعبة خصوصا مع معالي الوزير د.خوجة الذي هو ليس جديدا على المهنة وهو الوزير المثقف والشاعر وكان قبل ذلك في الإعلام.

وقبل أن يفتح المجال لمداخلات الحضور من الإعلاميين والصحفيين ألقى وزير الثقافة كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذااللقاء والإلتقاء بالصحفيين والكتاب موضحا ان وزارة الثقافة شريك للصحافة وللعاملين فيها في كل ما يسعون لتحقيقه مؤكدا ان صحافتنا السعودية حققت مراكز متقدمة عالميا معربا عن فخره بإصداراتنا الصحفية وبهيئة الصحفيين كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني، حيث رأت أن يكون تشكيل مجلسها بالإنتخاب لافتا الى ان الوزارة الى جانب وقوفها مع الصحف والصحفيين تسعى لتطوير كافة قطاعاتها وقد تم إنشاء قنوات جديدة لاقت صدى طيبا ،مشددا على ان الوزارة لا تسعى لفرض أي قيود على ما يكتب في صحافتنا ولكن تسعى لتوسيع دائرة الحرية الصحافية.


وزير الثقافة يتحدث للإعلاميين


وفي سؤال لمعاليه حول دور الوزارة تجاه القنوات الفضائية التي تسئ للمملكة خصوصا التي تعود ملكيتها لسعوديين قال د.خوجة نحن على اتصال باصحاب تلك القنوات ولكننا نؤمن بالحس الوطني لاصحابه ولا نتدخل في أي عمل صحفي أو قناة فضائية بل نريد من المواطن أن تكون لديه رقابة ذاتية فيما يبث وان يكون الكل مسئولا عما يقدمه.

وتطرق معاليه في حديثه الى أهمية التدريب لكل من ينتمي للوسط الاعلامي مؤكدا كل صحفي يحتاج لتطوير مستمر حتى نواكب العصر.

وحول تضييق إدارة الرقابة على الكتب العربية أجاب معاليه أن الرقابة تكون فيما يمس الدين والسلطة فقط وأن الوزارة تدعم كل عمل إبداعي منوها بسقف الحرية الذي تتمتع به الصحافة السعودية إلا أنه أكد أن هنالك فرقا بين التعبير بحرية والانتقاد أو استغلال القلم او القناة للتجريح او لاهداف شخصية مشيرا الى انه لم يسبق ان هاتف أي صحفي ليطلب منه ان يكتب أمرا ما أو لا يكتبه إطلاقاً..

وفي سؤال حول توطين الاعلام السعودي الذي يمثل اكبر سوق اعلامي ويتوسع بين دبي والقاهرة وبيروت كشف وزير الثقافة أن هنالك تحركا جادا بهذا الشأن لإنشاء مدينة إعلامية مشيرا الى انه تم تحديد مكانها وانه ينظر لها ليس فقط إعلاميا بل حتى اقتصاديا.

وأكد الوزير خوجه أنه لا يفرق بين الصحفي والصحفية بل ان الكفاءة هي المعيار الحقيقي لأي إنسان. وتناول معاليه موضوع الصحافة الالكترونية مؤكدا عن وجود تنظيم لها يقضي على العشوائية هي الآن على وشك الانتهاء، حيث سيكفل التنظيم والضوابط الجديدة للجميع حقوقهم.

وشدد د.خوجة في إجابته على سؤال حول ضرورة إصدار نظام مطبوعات جديدة على أهمية ذلك مشيرا الى ان الوسائل والزمن تغير وظهرت أمور جديدة لذا يجب ان يكون لدينا رؤية جديدة وواضحة ونظام مطبوعات جديد وعن فضاء التحرك بالنسبة للتلفزيون والاذاعة.

وعما اذا كان سقف الحرية في التلفزيون مثل الصحافة قال معاليه ان تحرك التلفزيون والاذاعة أصبح معقولا، ولكن ماذا نقصد هنا بسقف الحرية ونحن نسعى لجعل التلفزيون السعودي تلفزيون كل مواطن يطمئن عليه امام أسرته ويجد فيه الحدث الاخباري والتحليلي والبرامج وان يواكب كل خبر ينشر وهذا ماهو موجود الآن.

وانتقد د.خوجة القنوات الفضائية التي تنطلق من منطلق مذهبي وعصبي موضحا ان ذلك أمر غير صحي ويجب ان تضبط العملية، ونفى في إجابته على سؤال حول إيقاف الوزارة لتصاريح صحف جديدة ذلك مؤكدا ان الوزارة لم توقف أي صحيفة ونوه في هذا الصدد بالاستثمار في الصحافة مؤكدا ان لدينا صحفا رائدة نجحت مثل quot;الرياضquot;والجزيرة وعكاظ وغيرها.

وقال خوجة في سؤال للمصورين حول معاناتهم من بعض الجهات خلال ادائهم لمهماتهم الرسمية ان وزارة الثقافة تشاركهم هذا الهم ولا ترغب أن يتعرض أي صحفي للمتاعب خلال أدائه لمهامه الميدانية مؤكدا ان كل صحفي هو واحد من افراد أسرته وهو على استعداد لعمل آلية لحمايته وان تحترم بطاقة الصحفي كما هي في دول العالم وان يشعر حاملها بالفخر أثناء تأديته لعمله.

وعاتب الزميل جمال خاشقجي رئيس تحرير الوطن في مداخلة له خلال اللقاء ان الصحافة الالكترونية التي تسمح بالتعليقات المسيئة مؤكدا ان الوطن تتحمل كل ما ينشر على صفحاتها او عبر موقعها الالكتروني من تعليقات ويفترض ان يكون كذلك الحال بالنسبة للصحافة الالكترونية، وعلق الوزير خوجة على ذلك قائلا: هذه أخلاقية مهنية ويجب ايجاد صيغة تنظيمية لذلك.

وتطرق خوجة في اجابته الى سؤال عن نشرات الاخبار بالقنوات السعودية الى تطورها مؤكدا انها اصبحت مهنية أكثر ولازالت في مرحلة التطوير.

وفي مداخلة للزميل ياسر المعارك حول قرار إيقافه عن العمل وعدم تبلغه بالقرار وطلبه بإعادة النظر في القرار وإعادة تشكيل لجنة النظر في المخالفات بوزارة الثقافة أكد معاليه ان أي شخص من حقه التظلم ونقض الحكم الا ان معاليه وعده بالنظر في موضوعه مجددا مشيرا الى ان لجنة النظر في المخالفات مكونة من عدة جهات للنظر في أي مخالفات إعلامية.