فاتح عبدالسلام

الحديث عن نزاهة الانتخابات هو أقرب حديث الي أفواه المسؤولين الحكوميين والمشرفين عن هيئة الانتخابات. وكأنّ نزاهة الانتخابات لها شكل واحد وهو احضار مراقبين عرب وأجانب الي بغداد يوم الاقتراع. وهذه الخطوة بحد ذاتها ثبت انها ستار لاضفاء الاستقامة علي الانتخابات في العراق، حيث يتم فرز الوفود المراقبة حسب تصنيفات القرب من الحكومة والبعد عنها ويرسلون بصحبة المرافقين الحكوميين الي مراكز انتخابية محددة ويجري الاعتذار لهم عن عدم الوصول الي مراكز اخري بعيدة حفاظاً علي حياتهم. وهم يعرفون ان اختطاف اي شخصية اجنبية في العراق قد يكون محتملاً ومبرراً وشرعياً ويجري التفاوض عليها في (اطار المصالحة الوطنية) ما دام هناك كتائب وعصائب ومصائب تشكل السند الواضح للعملية السياسية.
لا أحد يبحث عن الأموال التي تتجاوز المليارات الثلاثة التي جري ضخها في داخل العراق لخدمة (المتنافسين بشرف) من أين جاءت ومن حملها وكيف يجري صرفها. ولا أحد يتحدث عن علاقة النزاهة ولجانها خارج هيئة الانتخابات وداخلها بتوظيف الحكومة للمال العام لخدمة هدفها الانتخابي في اعادة الكرة المرة علي رؤوس العراقيين.
الملايين تصرف يومياً منذ أشهر صعوداً الي موعد الانتخابات من أجل وصول مجموعة من المرشحين للاستمرار بهذه العملية السياسية التي يقول بعضهم انهم سيجددونها، والأنكي من ذلك انّ رموز هذه العملية يدعون انهم مجدّدوها في المستقبل عند صعودهم مرة أخري الي سدة حكم الرقاب.
جميع المرشحين يدعون ان أموالهم الخاصّة تقف وراءهم في الانتخابات ولو حسبنا رواتبهم بالرغم من فحش بعضها فإنّها نقطة في بحر المصروف من أموال مخصصة لشراء أصوات وممارسة الخديعة، التي كانت لها أغطية (شرعية) دائماً منذ أيام حرب بوش منفذ شريعة الدم والذي لن ينساه أهالي ضحايا العراق.. وهم بالملايين.