طلال عبدالكريم العرب

نشرت laquo;القبسraquo; مقابلة صحفية مع الرئيس العراقي جلال الطالباني، ومن ضمن ما قاله ردا على سؤال بأنه من المؤمنين بحق الشعب الكويتي في تقرير مصيره، وعلينا احترام ذلك، وقال: نحن من جهتنا وجميع القوى المؤمنة بالعملية الديموقراطية نؤمن بان الكويت كويت، لذا اتمنى على الاخوان المسؤولين في الكويت ان يعززوا هذه القناعة لدى غالبية الشعب العراقي، والا يستفزوهم.
الحقيقة كلام الرئيس العراقي في بدايته جميل، ولكن في نهاياته حوى أموراً لا تسر، فما هو المطلوب من الكويت، وكيف يعززون قناعة العراقيين، وألا يستفزوهم؟ هل مطلوب من الكويت تطمين العراقيين بأنها لا تطمع في بلدهم، وانها لن تحرق آبارهم، وانها لن تشرد ابناءهم؟ وانها ستعوضهم اذا ما دمرت منشآتهم؟ الحقيقة انه قول محيّر، فالميزان هنا مقلوب.
الا ان الحيرة ستختفي عندما يعلن الرئيس العراقي عن رغبته في اسقاط الديون الكويتية على العراق، وعندما يعلن عن وجود خلافات حدودية مع الكويت، وعندما يرفض أن هناك غزواً عراقياً للكويت، مستبدلاً اياه بغزو صدامي. فقد قال: نحن لدينا اختلافات حدودية مع ايران والاردن وlaquo;الكويتraquo; مع انها رسمت تحت اشراف مجلس الامن والامم المتحدة، ومع انها قبلت رسميا من العراق. وأيضاً عندما طلب من اعزائه الكويتيين أن يراعوا مشاعر العراقيين، فيبادرون بالتنازل عن ديونهم، مضيفا انه من حق الاخوّة العراقية ــ الكويتية ان تكون الكويت هي المبادر الى مثل هذه الخطوة، وهم يعلمون ان الشعب العراقي لا ذنب له في العدوان على الكويت، لذا فقد رفض الرئيس العراقي تسمية laquo;الغزو العراقيraquo;، لأنه في الواقع laquo;غزو صدامي لم يرغب فيه اغلب العراقيينraquo;، مع انه اعترف في بداية كلامه بأن الأكراد، وهم اصلاً اقلية، وبعض الشيعة وهم ايضاً اقلية، وحدهم الذين وقفوا ضد الغزو.
نتمنى أن يتوقف العراقيون عن استفزاز مشاعر أشقائهم الكويتيين، وليس بالعكس، ونتمنى ان يثور العراقيون على الاستفزازات الايرانية المتواصلة، بعد أن احتلت أراضيهم وانتهكت سيادتهم. وأن تتغلب عندهم الحمية العربية على النعرات الطائفية، التي طالما استفادت منها ايران على حسابهم.