عبد الله ربحي

لست من المتفائلين كثيرا بمستقبل الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب وان كنت من السعداء بحدوثها وبلوغها ذلك المدى الذي احرج اسرائيل وجعل دبلوماسيتها في العالم موضعا للتندر والسخرية بعد ما اقترفه نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون الذي لم يجد الشجاعة الكافية لتوجيه الكلام المهين للسفير التركي بالانجليزية فتحدث بالعبرية للصحفيين ولم يدر السفيرالتركي بسخافات مضيفة الإسرائيلي الا بعد ان نشرت في وسائل الاعلام.

قد تترك تلك الازمة اثرا سلبيا على العلاقات بين البلدين وسوف تزيد من جنوح الشعب التركي ضد رفض العلاقة مع اسرائيل وهو الشعب الذي اثبت انه شعب حي متمسك بروابطه مع الامتين العربية والاسلامية خلال الحرب العدوانية على غزة مطلع العام الماضي ومن خلال المظاهرات التي يقودها هذا الشعب ضد الحصار والجدار الفولاذي ولكن على المستوى السياسي فان يدي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صاحب المواقف التي ترفع لها القبعة في رؤيته للصراع العربي - الاسرائيلي مغلولتان لجهة العلاقة مع اسرئيل باتفاقيات سبق ان وقعت في العام 1998 خلال سيطرة القوميين المتشددين في تركيا على مقاليد الحكم كما انه مقيد لجهة العلاقة مع الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر العلاقة مع اسرائيل ورقة حسن سلوك مطلوبة لكل من يريد دخول هذا النادي الذي لم تيأس انقرة منه بعد .وهو ايضا مازال مرتهنا لعلاقاته مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.

الدرس الذي يجب ان تتعلمه اسرائيل من تلك الازمة هو ان عليها ألا تركن laquo;لديمقراطيتهاraquo; التي أوصلت حمقى ومتشددين بمستوى افيغدور ليبرمان الى منصب بحساسية منصب وزير الخارجية ومجرمين من طراز بنيامين نتانياهو الى منصب رئيس الوزراء لان تلك الديمقراطية بمفرزاتها المتشددة والعنصرية اعادت تل ابيب الى افكار ما قبل اوسلو وكامب ديفيد عندما ظنت ان بامكانها الحصول على كل شيء من خلال القوة العسكرية والاستهزاء بالاعراف والقوانين الدولية وقد دفعت ثمن تلك السياسة كما سيدفع الاسرائيليون الذي اختاروا الجناح المتشدد لحكمهم ثمن خيارهم عندما ينهار معسكر السلام الفلسطيني والعربي وتعود اسرائيل لتلقي الضربات من كل الجهات.