القاهرة - سيد صالح

انتبهوا أيها السادةrlm;..rlm; فلم يعد هناك ما هو أخطر علي وحدتنا الوطنيةrlm;,rlm; من فضائيات تنفخ في النارrlm;,rlm; وتشيع روح التعصبrlm;,rlm; والحقدrlm;,rlm; والكراهيةrlm;,rlm; وتشعل الفتنةrlm;,rlm; وتغذي الطائفية الدينية ليل نهارrlm;!rlm;.

فمن الظلم بل من الجهل أيضا أن يتعامل البعض ممن امتلأت صدورهم بالغل والتعصب مع حوادث فردية كاغتصاب أو اعتداء علي انها ظاهرة عامة تنذر بالخطرrlm;,rlm; في حين ان مثل هذه الجرائم تقع في أي مجتمعrlm;,rlm; وبين طوائف الدين الواحدrlm;,rlm; أو الأديان المختلفةrlm;.rlm;
ومن الإنصافrlm;,rlm; أن نعترف أيضا بأن ما حدث في نجع حمادي لايعدو كونه حادثا فرديا يتحمله مرتكبوهrlm;,rlm; ولا يعكس حالة من العداء كما يروج المتعصبونrlm;.rlm;
ولكن الذي حدث أن بعض الفضائيات مازالت تنفخ في النار وتشعل الفتنةrlm;,rlm;و وتوقظ أمورا لا تخطر علي بال أحدrlm;,rlm; فساهمت بقدر كبير في ترسيخ العداء بين الأديانrlm;,rlm; وبث روح الفرقة بين أبناء الوطن الواحدrlm;,rlm; فهي تروج مرة لدعاوي زائفة مثل الاضطهاد الدينيrlm;,rlm; وتركز في مرة أخري علي قضايا شائكة بزعم أن الإعلام حر فيما يطرح من قضاياrlm;.rlm; ومع أن المشهد الإعلامي يضم قنوات متوازنة تهتم بنشر الوعي الديني الإسلامي أو المسيحي إلا أن قنوات أخري صارت مهمتها إثارة الفتنةrlm;,rlm; وإشعال نيران الخلافات في مجتمع لا يفرق بين مسلم ومسيحيrlm;,rlm; ويمنح الكل نفس الحقوقrlm;,rlm; ويفرض عليه نفس الواجباتrlm;.rlm;
علي القمر الصناعي الأوروبيrlm;,rlm; يأتينا سيل من البرامج المسيحية التي صار بعضها مهتما بالتشكيكrlm;,rlm; والتحريض المباشر علي الكراهيةrlm;..rlm; والمشهد الفضائي يحتوي علي قنوات دينية متشددةrlm;.rlm;
الحرية المسئولة
ما يحدث الآن علي الفضائيات من إساءة للأديانrlm;,rlm; ومن نشر لدعوات التشكيكrlm;,rlm; ومن بث للعداء والكراهيةrlm;,rlm; أمور يعتبرها الدكتور عدلي رضا أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة بمثابة كارثة تعكس سوء فهم أصحاب المحطات الفضائيةrlm;,rlm; والقائمين عليها لمهمة الفضائيات التي يجب أن تكون منبرا للتوعية والتثقيف الدينيrlm;,rlm; والضمير المهني يجب ان يكون حاضراrlm;,rlm; وإن كنت ضد تقييد الحرياتrlm;,rlm; لكني أؤيد الحرية المسئولةrlm;,rlm; والمسئولية المجتمعية يجب ان تكون في ضمير الإعلاميينrlm;,rlm; ومقدمي البرامجrlm;,rlm; ومعديهاrlm;,rlm; وضيوف البرامجrlm;.rlm;
وتأتي خطورة فضائيات الفتنة الطائفية من أن من يتعرضون لهاrlm;,rlm; ويتابعون برامجها ليس لديهم الوعي الكافيrlm;,rlm; لا سيما أن نسبة كبيرة منهم لاتستطيع ان تفرز الغث من السمينrlm;,rlm; كما أن كثيرا من المشاهدين أميونrlm;.rlm;
مزيد من التسامح
ومهمة القنوات يجب الا تكون إثارة الفتنrlm;,rlm; وبث الفكر المتطرفrlm;,rlm; فقد تربينا جميعا علي مبدأ أن الدين لله والوطن للجميع وعلاقات المسلمين والمسيحيين طيبة علي مر التاريخrlm;,rlm; يغلفها الحب والمودةrlm;,rlm; والاحترام المتبادلrlm;,rlm; بعكس ما تروج له الفضائيات المأجورة علي الفتنةrlm;,rlm; وعلي بث الخلافاتrlm;,rlm; مع انها يجب ان تقدم مزيدا من الوعي والتسامحrlm;,rlm; وشرح الأديانrlm;,rlm; وتعميق قيم احترام الاخرrlm;.rlm;
نحن ـ كما يقول الدكتور عدلي رضا ـ أمام خطر جديد يجب ان نستعد له بدءا من التنشئة الأسريةrlm;,rlm; ومؤسسات التعليمrlm;,rlm; لكي نخلق جيلا من المشاهدين قادرا علي تصنيف وتقييم البرامجrlm;,rlm; فيكون باستطاعته انتقاء الجيد من البرامجrlm;,rlm; والابتعاد عن السيئ منهاrlm;,rlm; ويجب التركيز علي بناء العقلrlm;,rlm; وتحقيق التوازن في مضمون الرسالة الإعلامية ونوعهاrlm;.rlm;
المتاجرة بالدين
الفضائيات في رأي أمين بسيوني الخبير الإعلامي ورئيس اللجنة الدائمة للإعلام في جامعة الدول العربية خلقت حالة من الاحتقانrlm;,rlm; والمتاجرة بالدين هدفها سياسي في النهايةrlm;,rlm; وأهلا بالفضائيات إذا كانت تهدف الي تعميق التدينrlm;,rlm; ونرفضها إذا كانت تهدف إلي إثارة الفتنrlm;,rlm;
وأضاف بسيونيrlm;..rlm; مبادئ الوثيقة كانت مثار خلاف بين الوفود الرسمية التي ناقشتها في الجامعة العربيةrlm;,rlm; وعندما اتفقوا قرروا الموافقة عليها من حيث المبدأrlm;,rlm; وتم تكليف اللجنة الدائمة باستكمال مهمتها في اختيار الآليات المناسبة لتفعيل هذه المبادئrlm;,rlm; لكن هذه المبادئ تظل في النهاية بمثابة ميثاق شرف كميثاق الشرف الإعلامي العربي المعتمد في عامrlm;1994,rlm; وجميعها تضع مبادئ لتكون المهنة محترمةrlm;,rlm; وهناك الإدارة العامة للاستماع والمشاهدة باتحاد الإذاعة والتليفزيونrlm;,rlm; ومهمتها رصد مخالفات البرامج لرفعها الي الجهات المعنيةrlm;.rlm;
وتبقي المشكلة في الأقمار الصناعية التي صارت خارج الرقابةrlm;,rlm; فإذا تم رفض الترخيص لبث قناة فضائية عبر النايل سات مثلا تلجأ القناة للبث من قمر آخر يغطي المنطقة العربيةrlm;,rlm; فهناك أكثر منrlm;5rlm; أوrlm;6rlm; أقمار تغطي منطقتناrlm;,rlm; والفضاء يسمح للجميع الهادف والمثير للفتن علي حد سواءrlm;,rlm; لكن أمين بسيوني يؤكد انه لاتوجد دولة عربية تتاجر بقنواتها لإذكاء الفتنة بين الأديانrlm;,rlm; لكن المشكلة تكمن في ان المواثيق لدي الآخرين تقول إنهم لا يتدخلون في الحريات الدينيةrlm;,rlm; ولذلك علينا أن نبدأ بالحوار مع الدول صاحبة الأقمار الأخريrlm;,rlm; وان تقر البرلمانات العربية تشريعات وقواعد قانونية تتفق عليها لتكون أساسا نبني عليه في تعميق الممارسة الإعلامية الفضائية واحترام الآخرrlm;,rlm; ومنع ما يسيء إلي الأديان المختلفةrlm;.rlm;
أين الضمير المهني؟
تتفق معه الدكتورة مني الحديدي استاذ الإعلام بجامعة القاهرةrlm;,rlm; حيث تري ان التحريض علي الآخر مرفوضrlm;,rlm; لأنه لا يتفق مع حقوق الإنسانrlm;,rlm; ولا مع تغيرات العصرrlm;,rlm; وتزداد المشكلة تعقيدا حينما يكون التعصب فكريا أو متخفيا تحت ستار الدينrlm;,rlm; وهذه القنوات تستعين بأشخاص بعضهم ليس لديه من العلم ما يكفيrlm;,rlm; وهم جهلاء بصحيح الأديانrlm;,rlm; وتعاليمها فيروجوا لأفكار من يدفع لهمrlm;,rlm; في المقابل لابد ان تتصدي القنوات المسئولة لمثل هذه الممارسات فتقدم إعلاما وقائياrlm;,rlm; لا دفاعياrlm;,rlm; وعليها أن تنشر الوعي الديني بين الناسrlm;,rlm; كما أنه لابد من زيادة جرعة القيم في ساعات البثrlm;,rlm; وتنشئة الناس علي احترام القيم الإنسانية والعقائدية لكافة الأديانrlm;,rlm; حتي لا يصبح المشاهد فريسة لفضائيات الفتنةrlm;.rlm;
ومن المفترض ان تتفق رسالة الفضائيات والكلام هنا للدكتور عاطف العبد وكيل كلية الإعلام للدراسات العليا والبحوث مع جوهر الأديان التي تدعو جميعا إلي المحبة والسلام والتآخي ومن الملاحظ ان بعض الفضائيات تسعي الي تأجيج الصراع بين الأديانrlm;,rlm; وبث الفتنة والتعصب الدينيrlm;,rlm; وشحذ النفوس مما يجعلها مستعدة للانفجار مع أبسط عارض يحدثrlm;,rlm; وهذه الأمور تتنافي مع رسالة الإعلام التي يجب ان تقوم علي الصدقrlm;,rlm; والموضوعية وحرية الآخر في العقيدة وتوحيد الصفوف وتمجيد الخير والدعوة إليهrlm;.rlm;