جاسر الجاسر

ليس العراقيون وحدهم الذين استقبلوا إعلان تشكيل أسماء مرشحي الكتلة العراقية بالفرح، فكل محب للعراق ومحب للمنطقة والعرب جميعاً استقبل تشكيل هذه الكتل بفرح طاغ، وبتأييد من العراقيين الذين وجدوا في هذه الكتلة (سفينة إنقاذ العراق)، وهو ما أرعب أعداء العراق الذين يعملون على إبقائه في دائرة الإنعاش، فأخذوا يحركون عملاءهم ورؤوس الفتنة لإعادة العراق إلى المربع الأول من خلال تشغيل (اسطوانة الطائفية)؛ وذلك بالعودة إلى مضايقة واستبعاد رموز أهل السنة من الساسة والمفكرين والضباط؛ ما سيؤدي إلى إثارة أهل السنة ودفعهم إلى مقاطعة الانتخابات؛ وهو ما سيؤدي إن حصل إلى تقليص تمثيلهم، مما سيحرمهم من المشاركة في تقرير مصير العراق وتركه للغرباء وحفنة العملاء الذين تعاونوا مع المحتل، ومن تسلل مع قوات الاحتلال وتدثر بعباءتهم والذين تقاطعت أطماعهم مع مصالح المحتلين.

هؤلاء الذين يحاولون صياغة العراق من خلال إبقاء سيطرتهم على العملية السياسية، والذين أرعبهم عودة الوطنيين والمفكرين العراقيين الذين لا يؤمنون بالطائفية ويضعون مصلحة العراق فوق مصالح الطائفية، ولأول مرة ينظر العراقيون إلى أسماء مرشحي (الكتلة العراقية) دون أن يهتموا بالطائفة التي ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك، فهم يهمهم أن يكون حسن العلوي ابن النجف إلى جانب أسامة النجيفي ابن الموصل، وان يكون عبد الكريم ماهود المحمداوي (أمير الأهوار) في نفس قائمة (الكتلة العراقية) مع الدكتور صالح المطلق الذي يرفع شعار الوطن أولاً قبل الطائفة، وأن يكون اياد علاوي مع رافع العيسوي في قائمة واحدة ترفع شعار (العراق أولاً) والحفاظ على وحدة ترابه وشعبه، وتعمل بكل السبل لمنع تفككه واختزاله في تجمعات طائفية، كما يفعل الآخرون الذين دخلوا للعراق تحت عباءة المحتلين فأشاعوا الفتنة الطائفية ونثروا القتل (على الهوية) وصنفوا العراقيين طوائف شتى.

الآن تظهر في الأفق بشائر الإنقاذ من خلال تجمع شرفاء العراق من مثقفيه ومفكريه وسياسيه الذين لهم تاريخ مشهود في العمل الوطني. تجمع ما بين رجال العراق المخلصين ومن جميع طوائف العراق ومن كل محافظاته من العمارة والموصل والأنبار وبغداد، رجال لا يمكن أن تقف في طريق جهودهم لإنقاذ العراق تخرصات عملاء يعملون بتوجيه من خارج العراق.