علي الزعبي

يعتبر الحسد إحدى وسائل الضعفاء والمبغضين والعاجزين، وهو حالة نفسية يترتب عليها فعل سيئ تجاه الآخرين، نتيجة للشعور بالنقص.. والحسد من رذائل النفس التي تقود إلى فساد الإيمان وزواله من النفس، حيث يبتلى الإنسان بالحسد الذي يأكل الإيمان، كما تأكل النار الحطب.. والحسد عبارة عن موجة من انفعالات النفس في الاتجاه الذي يلعب دورا مهما في سلب الإنسان راحته واستقراره النفسي. وعندما يكون الإنسان ضعيفا، لا يقدر على شيء، فإنه يلجأ إلى وسائل عدوانية كلامية (أو مؤامراتية)، يحاول فيها هذا الضعيف الحطّ من قيمة غيره والتشويش على نجاحاته، وإسقاط هيبته بين مؤيديه ومحبيه، وهو -أي الحسد- نار مستعرة تحرق الإيمان.. وطاقة سلبية فائضة ومدمرة تخلق عنفا وطغيانا، تجعل الحاسد يخرج عن حدود العقل والمنطق والإنسانية.
وفي هذا العصر، لعب الحسد دورا خطيرا في الحياة السياسية، فأصبح جميع السياسيين والمسيّسين والتائهين (خاصة ممن يسمون بالناشطين السياسيين واللي ما يدرون وين الله قاطهم)، يشكك بعضهم في البعض الآخر، ما يشكل خطورة بالغة على السياسة العامة للبلد، وعلى وضعه الأمني، ويترك المجال مفتوحا، لتعطيل كل دعوة لعمل أو إنجاز، وليشكل السبب الأول والرئيسي لتعطيل التنمية ووقف المشاريع والتقدم، وليبقى البلد يدور في حلقة الطعن في الذمم والتشكيك في المصداقيات، وإثبات النزاهة الذاتية والقذف في الطرف الآخر.. ولا عزاء للوطن والمواطنين!!
ومن هذا المنطلق، ينبغي على السياسي أن يتحلى بالصبر والمنافسة الشريفة، وأن يبتعد عن وسائل التشكيك ضد خصومه، وليعتمد على كفاءته ونشاطه، ويعمل على تحسين أدائه، وتطوير برامجه، فهو السبيل الأمثل لتحقيق النجاح.
علينا أن نكبح الحسد في نفوسنا، وأن نمارس الإيثار في جميع مجالات حياتنا اليومية، إن كانت خاصة أو عامة، وعلينا أن نرفع أيدينا للسماء ونردد (اللهم عافنا وأعفُ عنا.. وخلّص بلدنا من الحسد والحاسدين..) اللهم آمين.