مكرم محمد أحمد

إذا كان انفصال جنوب السودان عن شماله قد أصبح أمرا واقعا لا محالةrlm;,rlm; لأن الوحدة لم تعد عنصرا جاذبا لغالبية سكان جنوب السودانrlm;,rlm; ولأن الحرب الأهلية وتواطؤ الغربrlm;,rlm; وإصرار حزب المؤتمر بجناحيه علي تقديم تطبيق الشريعة علي وحدة الوطنrlm;,

rlm; دون حساب لضرورات التنوع التي كان ينبغي أن تفرض علي السودان نهجا آخرrlm;,rlm; وكلها عوامل سلبية سممت المناخ بين الشمال والجنوبrlm;,rlm; يصبح من الحكمة أن يتم الانفصال بالمعروف حرصا علي روابط المصلحة المشتركة العديدة التي لا تزال تربط بين الجنوب والشمالrlm;,rlm; واحتراما لعلاقات الجيرة الجغرافية بين دولتين تمثلان فرعين لشجرة واحدةrlm;,rlm; ويصبح من حسن التدبير أن تستوعب حكومة الخرطوم الموقف بعقلانية وحكمةrlm;,rlm; توفر علي شمال السودان المزيد من التدخل الخارجي في شئونهrlm;,rlm; وتقطع الطريق علي إمكانية تجدد الحرب الأهليةrlm;,rlm; وتترك مساحة من التفاهم المشترك مع الجنوبrlm;,rlm; تساعد علي حل القضايا العديدة العالقة بينهماrlm;,rlm; وتمكن حكومة الخرطوم من التفرغ لمعالجة مشكلة دارفور وباقي المناطق المهمشة بما يضمن تراضي واقتناع الدارفوريين بأنهم جزء من السودانrlm;,rlm; غاية مطلبهم احترام حقوقهم في المواطنة دون تمييزrlm;,rlm; تمكينهم من إدارة شئونهم في إطار حكم ذاتي يحافظ علي دارفور جزءا من نسيج السودان ووحدته الوطنيةrlm;.rlm;
ومع كل الاحترام لحكومة الخرطومrlm;,rlm; فإن المرحلة القادمة تتطلب قدرا أكبر من التسامح والديمقراطيةrlm;,rlm; وقدرا أكبر من المصالحة الحقيقية بين قوي الداخل في شمال السودانrlm;,rlm; بما يضمن تكتل الجميع في جبهة عريضة تحافظ علي وحدة الأراضي السودانية وتسعي إلي تحديث نظم حكم السوداني بما يضمن الحفاظ علي تنوعهrlm;.rlm;
وإذا كانت مصر تمكنت بمشقة نفسية بالغة من أن تحافظ علي علاقات طيبة مع جنوب السودان ومع شماله بعد أن استنفدت جهودا كبيرة في محاولة منع الانفصالrlm;,rlm; يصبح من مسئوليتها أن تتحمل العبء الأكبر في إيجاد مناخ تصالح بين شمال السودان وجنوبهrlm;,rlm; تساعد الجانبين علي حل المشكلات المتعلقة بقضايا الاستفتاء ومحاولة إتمامه في موعدهrlm;,rlm; وتمكنهما من مخاطبة المشكلات العالقة بينهماrlm;,rlm; بما يحفظ علاقة الأخوة بين دولة الشمال ودولة الجنوبrlm;.rlm;