إيان بريمر


نادراً ما تتعدى أخبار الإكوادور نطاق أقرب جيرانها، إلا أن حدثاً مفاجئاً وقع هناك تعدى هذا النطاق؟ حيث واجه الرئيس الإكوادوري laquo;رافائيل كورياraquo; مشكلات متصاعدة في الميزانية، فأعلن عن تخفيضات حادة في رواتب ضباط الشرطة، أخيراً.

وردّ بعض رجال الشرطة في العاصمة الإكوادورية laquo;كيتوraquo; على ذلك بمحاولة اعتقاله. وعندما أُبلغ الرئيس الفنزويلي laquo;هوغو تشافيزraquo; بهذه الدراما التي كانت أحداثها تتوالى ساوره القلق وكتب على صفحته في موقع تويتر يقول: laquo;إنهم يحاولون الإطاحة بالرئيس laquo;كورياraquo;.

وذلك قبل أن تنقذه مجموعة من الضباط الأكثر ولاءً من خلال شق طريقهم بالرصاص إلى المستشفى الذي لاذ به. هذا ما يحدث في بعض الأحيان عندما يحاول قادة البلدان النامية غير المستقرة تحقيق التوازن في الميزانية على حساب الناس الذين يحصلون على البنادق والقنابل المسيلة للدموع.

وهي أيضاً جزء من تكلفة التخلف عن سداد الديون الإكوادورية قبل عامين. والغرباء لا يصطفون من أجل منح قروض لهذه الحكومة.

ويؤكد هذا الحادث مشكلة أوسع نطاقاً، تتمثل في أن الآثار المتبقية من التباطؤ الاقتصادي العالمي تجبر الحكومات الضعيفة في العالم النامي على اتخاذ إجراءات يمكن أن تثير اندلاعات من غضب الجمهور، لاسيما في البلدان التي كانت المتاعب فيها موجودة تحت السطح بالفعل.

وعلى الرغم من النمو البطيء على نحو مؤلم، فإن الاقتصادات الكبرى في العالم لا تواجه هذه الأنواع من التهديدات. لقد شهدنا معدلات التراجع في الشعبية والنتائج البشعة في الانتخابات بالولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان.

ومع ذلك، مع تنحية النكات وخطب الانتخابات جانباً، فإن هذه الحكومات لا تواجه خطر انهيار عنيف. وليس هناك الكثير الذي يخشى عليه في الأسواق الناشئة الرئيسية. فالصين والهند والبرازيل وإندونيسيا وتركيا تواصل تحقيق تعافٍ جيد من التباطؤ العالمي.

والبلدان المعرضة للخطر الحقيقي هي تلك التي عمقت الضائقة الاقتصادية الموسّعة من المخاوف والإحباطات التي تهدد الحكومات الضعيفة بالفعل والتي يحتمل أن تغدو ضعيفة. ولنبدأ هنا بالحديث عن نموذجين آخرين من أميركا اللاتينية.

ففي كوبا، أقنعت المعطيات المالية الرئيس راؤول كاسترو باتخاذ خطوة جذرية. وفي فنزويلا، فإن تشافيز وحزبه قدما على نحو مثير للدهشة أداءً متواضعاً في الانتخابات البرلمانية التي جرت أخيراً، ربما لأن فنزويلا هي الدولة الوحيدة في نصف الكرة الغربي بخلاف هاييتي، التي تعاني انكماشاً في اقتصادها هذا العام.

وفي آسيا، انقلبت تجربة في الإصلاح الاقتصادي في كوريا الشمالية رأساً على عقب، حيث هز انفجار الغضب العام للقيادة. وفي محاولة للتكفير عن الاضطرابات التي سببتها حكومته، قدم رئيس الوزراء الكوري اعتذاراً علنياً، وأعدم وزير المالية برصاص فرقة إعدام.

ويبدو أن الرئيس الكوري laquo;كيم يونغ إيلraquo; يستعد الآن لنقل السلطة إلى نجله المتحير البالغ من العمر 27 عاماً (أو ربما 28 عاماً)، أو قادة المؤسسة العسكرية في البلاد، أو شقيقته أو صهره، أو مزيج من كل هؤلاء وفقاً للمصدر الذي تصدقه.

الجيش الباكستاني لديه كل الحوافز التي تدعوه للتصرف كأكبر ضامن للاستقرار في ذلك البلد، ولكن الاستجابة الضعيفة من جهة الدولة لأزمة الفيضانات الكارثية مطلع هذا العام قوضت ما تبقى من المصداقية المدنية للحكومة.

ولا تزال التهديدات بحدوث اضطرابات قائمة حتى في أوروبا. اليونان سوف تستفيد من الدعم الذي التزم بتقديمه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ولكن إسبانيا، التي تعاني من أحد أبشع المشاهد الاقتصادية في القارة الأوروبية، ستواجه انتخابات وطنية ومحلية على مدى العام المقبل.

ورغم أن اسبانيا لا تواجه الأنواع نفسها من التهديدات التي تواجهها كوبا وكوريا الشمالية وباكستان، فقد عمت مظاهرات واسعة النطاق في المدن الإسبانية احتجاجاً على النمو البطيء المؤلم والبطالة التي بلغت 20% تقريباً والتي يمكن أن تقوّض أي توافق سياسي في البلاد لمصلحة التقشف الذي ستعتمد عليه الملاءة المالية طويلة الأجل في البلاد.

تمت استعادة النظام في الإكوادور، ومضى الرئيس laquo;كورياraquo; الأيام العديدة الماضية بحثاً عن كبش فداء. فهو يوجه الاتهام لـ laquo;اليمين المتطرفraquo; في الولايات المتحدة، وليس إدارة أوباما، بتمويل المحاولة التي يقوم بها البعض داخل المعارضة الكوبية للإطاحة بحكومته.

رئيس مجموعة يوراشيا للاستشارات السياسية