سمر المقرن

الذي لا شك فيه أن هناك نمواً عظيماً جداً في الدعوة إلى الله في أكثر الدول محافظة على الإسلام، وهي دول الخليج، وهذا النمو جميل جداً، ولكن حتى يتم توجيه هذا الرقم الكبير من الدعاة والوعاظ التوجيه السليم، وحتى يتواصلوا مع الناس بطريقة عملية، من هذه الرؤية أقترح إنشاء رابطة للدعاة في الخليج، تتم من خلالها معرفة عدد الدعاة وأماكن أنشطتهم وقائمة في أعمالهم، وأن يتم تجنب الدخلاء غير الأعضاء في هذه الرابطة للدخول فيها؛ لأن عضوية هذه الرابطة يجب أن تخضع لشروط، على رأسها العلم الشرعي والمواصفات الصحيحة التي يتحلى بها الداعية، في الوقت ذاته تكون هذه الجهة قادرة على وضع الأساسيات لأعضائها الذين يخرجون بها إلى الناس، ويكون لها الحق في حرمان الخارجين عن مواصفات الدعوة من عضويتها. كذلك لا يسمح لهم بالفتوى والعبث في عقول الناس، وعلى كل شخص يعتلي منبر الدعوة إلى الله أن يكون مرخصا له من قبل الرابطة المنتمي إليها، وألا يكون خالف أبسط شروطها، فأي إنسان يستخدم الميكروفون في خلال جمع كبير يجب أن يخضع لرخصة تسمح له بذلك، بحيث يكون مؤهلا للحديث والفتوى والخروج في القنوات الفضائية وتعاطي الأمور الدينية، وبناء عليه تكون لكل شخص وسيلة اتصال رسمية، بحيث تصله كل المراسلات ما بينه وبين الرابطة وشروطها وضوابطها ومستجداتها، ويحق لأية جهة قانونية أن تسأل أي شخص في حال تصدر الميكروفون عن انتمائه لهذه الرابطة، فإن نفى فهذا يعني أنه مخالف للشروط، ومن رأيي أن تتوسع الرابطة في ضم كل خريج جامعة أو مجاز من أحد كبار العلماء والمشايخ؛ وذلك من أجل أن يكون الأصل في كل واحد أنه مؤهل حتى يثبت العكس.
وبهذه الطريقة يمكن التواصل مع كل أعضاء هذه الرابطة، والتحقق من هويتهم ومن أفكارهم، والوصول إليهم سريعاً، ولا تكون المجمعات وسيلة لتجاوزها، وأن لا تكون أيضاً القنوات الفضائية والإذاعية مسرحاً لكل من هب ودب أن يفتي وينشر أفكاره المتشددة بلا حسيب ولا رقيب، بل ويمكن لهذه الهيئة أو الرابطة أن تتعاون مع السلك القضائي؛ لتجريم التطرف والتشدد والتغرير بالأطفال والمراهقين واعتباره مخالفا للشريعة؛ وذلك للحماية من دفع الناس للانضمام لفكر الخوارج والمروق من الإسلام بالتشدد، وسن القوانين التي تضع حداً لهذه التجاوزات الدينية، بل ويعرف هؤلاء ما لهم وما عليهم وحدودهم بموجب لوائح مكتوبة، وتعتبر مخالفتها مخالفة لميثاقها. الحقيقة الأصيلة، أننا نحتاج لمعرفة وحصر من يقومون بالدعوة إلى الله؛ حتى لا يندس من بينهم المغررون الذين يخطفون أبناءنا من بيوتنا دون أن نشعر، من باب الجهاد والدعوة إلى الله، وهم بريئون من هذه المصطلحات الإيمانية الشريفة التي يتشدقون بها؛ لتمرير أهدافهم. حمانا الله وإياكم من التطرف والمتطرفين، وعام سعيد مليء بالروعة والجمال.