البث الفضائي العربي والتدخّل الأجنبي: جدية في العنوان وتقصير في الطرح

بيروت - مايا الحاج

بعد احتضان قناة laquo;المنارraquo; اللبنانية المنتدى الإعلامي الرابع عشر للفضائيات العربية تحت عنوان laquo;الحيادية في الإعلام العربي، تغطية الحرب على غزّة مثالاًraquo; السنة الماضية، تبنّت قناة laquo;المنارraquo; هذه السنة أيضاً إقامة المنتدى العربي الخامس عشر تحت عنوان laquo;البث الفضائي العربي ومخاطر التدخّل الأجنبيraquo;، بالتعاون مع laquo;اتحاد إذاعات الدول العربيةraquo;، الجهة ذاتها التي شاركتها السنة الماضية.

وعشيّة افتتاح المنتدى، عقدت اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية اجتماعها الدوري الخامس عشر في فندق laquo;غولدن توليبraquo;- الحمرا، حيث أعيد انتخاب المدير العام لقناة laquo;المنارraquo; عبدالله قصير رئيساً للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية والدكتور عبدالله الزلب نائباً أول للرئيس وعمر شوتر نائباً ثانياً.

وتطرّق المشاركون في laquo;مؤتمر 3 حزيران (يونيو)raquo; والمتزامن مع الإعتداء الإسرائيلي على رحلة laquo;أسطول الحريّةraquo; تجاه غزّة، إلى laquo;ضرورة تكريس الدور الإعلامي في نقل الوقائع والحقائق بأمانة وموضوعية إلى العالم لكشف بشاعة الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسان وفضح تلك الممارسات اللاإنسانية وإيصال صوت المظلوم إلى العالم الغربي الذي يُمارس على شعوبه تعتيماً إعلامياً واضحاًraquo;. كما تحدث رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية صلاح الدين معاوي عن المشاكل التي تواجه اللجنة والانضمام إليها من قبل القنوات العربية الخاصة والرسمية. وطالب بنقلة نوعية للارتقاء بها بهدف تطوير عملها.

وفي افتتاح المنتدى الذي أُقيم أمس في فندق السفير- بيروت، توجّه قصير إلى وسائل الإعلام لملاحظة السياسة الإعلامية الأميركية المتبعة ضدّ laquo;إعلام المقاومةraquo; بوصفه إرهابياً، وأضاف: laquo;لعلّ الإسرائيلي هو المتضرّر الأكبر من وجود هذا التأثير النسبي للإعلام العربي، لذا كان هو أوّل المتحمسين لمحاربته، بالتالي كان وراء القضية التي فُبركت لقناة laquo;المنارraquo; في فرنسا إلى أن صدر قرار المنع عن الأقمار الأوروبية ثمّ الأميركية بحقهاraquo;.

ثمّ شرح معاوي الهدف من اختيار موضوع المنتدى لهذه السنة باعتباره احدى أبرز القضايا المطروحة اليوم. وأكد أنّ عنوان المنتدى يكتسي أهمية كبرى لكونه يمسّ في جانب منه علاقة الآخر بنا ومواقفه إزاء سيادة بلداننا وحريّة قرارهاraquo;.

وتحدث في الافتتاح ايضاً وزير الإعلام اللبناني طارق متري الذي أكدّ laquo;ضرورة هذا التلاقي بين القنوات الفضائية العربية والتنسيق في ما بينها من أجل تطوير لعبة الإعلام في عالمنا العربيraquo;.

وتناولت الجلسة الأولى موضوع laquo;تقييم الوضع الحالي للبث الفضائي العربيraquo; من خلال الإحصاءات والمضامين ورصد نسبة التأثير في المشاهد العربي والغربي. وتحدث فيها الرئيس التنفيذي لـlaquo;نور ساتraquo; عمر شوتر والمحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت نبيل دجّاني والإعلامي السعودي هاني نقشبندي الذي أثارت مداخلته جدالاً خصوصاً عندما قال انّ القنوات الدينية laquo;جريمة إنسانية كبيرةraquo;.

وأضاف: laquo;هذا التوصيف هو أقلّ ما يمكن قوله إزاء هذه المحطّات التي تسعى إلى تحطيم طموح الشباب العربي وأحلامه وأهدافه لما تُقدّمه من موضوعات تُقلّل من شأن هذه الدنيا والعمل فيها وتحريم بعض الحلال وتكفير الآخر، وأحياناً تصل بهم الجرأة الى تكفير بعضهم بعضاً... وهذا كلّه يعمل على تدمير الشباب العربي الذي يتأثّر بهذه الأمور التي لا تخدم الإعلام العربي ولا المتلقّي العربيraquo;. وعن المشاهد الأجنبي قال نقشبندي: laquo;إن كنّا نتحدّث عن المشاهد الأجنبي في بلاده، فهو يتأثّر كثيراً بالبث الفضائي وليس بسبب المعلومة التي يوفرها التلفزيون فقط، وإنما للثقة في المعلومة وعدم توافر بدائل كثيرةraquo;.

أمّا الجلستان الأخيرتان فتمحورتا حول laquo;خلفية التدخلاّت الأجنبية في البث الفضائي العربي وأثرها على حريّة التعبيرraquo;، وكذلك حول laquo;التعامل مع التدخلات الأجنبية في البث الفضائي العربي على المستوى الرسمي والمجتمع المدني ودور التشريعات الوطنية في الحدّ من التدخلات الأجنبية في البث الفضائيraquo;. إلاّ أنّ ضيق الوقت لم يسمح بمعالجة تلك النقاط المهمّة بإسهاب، فبدا كأنها سيقت على عجل. من هنا كان من المهم لو امتد المنتدى على يومين، لأهمية رصد العمل الإعلامي من إعلاميين وأكاديميين وصحافيين يعملون على التفاهم والاندماج والتنسيق في ما بينهم من أجل تحسين الاداء الإعلامي العربي وتطويره وتحصينه في وجه التدخلات سواء أتت من الخارج أو الداخل.