صفا صالح مصطفى الآغا

إعلامي رياضي من نوع خاص، تألق في العديد من البرامج الرياضية منذ بدايته وحتى الآن، يتميز بصراحته المتناهية وحياديته مع المواقف الصعبة والأزمات الكروية، الأمر الذي أضفى على برنامجه الكثير وجعله قريبا إلى قلب جمهوره في المنازل، جمال ابتسامته يكمن في صدق شخصيته، على الرغم من عشقه وإيمانه بأن الرياضة نشاط إنساني مهم وجميل فانه لا يحب حكر نفسه فقط في هذا المجال ويتمنى طرق أبواب أخرى تناسب شهادته وبيئته وثقافته. هو الإعلامي والمحلل الرياضي مصطفى الآغا الذي يطل علينا يوميا من خلال برنامجه الشهير laquo;صدى الملاعبraquo; التقته القبس أخيرا في إحدى الفعاليات التي أقيمت على أرض الكويت.
bull; هل اكتملت ووضحت حاليا صورة إعلامنا العربي أم مازال ينقصه الكثير من الأمور؟
- مازالت تنقصه أمور عدة أهمها الحرية، بالتأكيد ليست هناك حرية مطلقة لكننا نفتقد حتى هوامشها، كذلك نعاني افتقارنا للحماية الإعلامية، فالكثير من العاملين في هذا المجال يعانون إهدار حقوقهم لأنه ليس لديهم أي جهة إعلامية أو نقابة تحميهم من أوضاع كثيرة كإنهاء خدماتهم فجأة أو ماشابه ذلك، نعم هناك اتحاد للإعلام العربي لكن ليس للعاملين في الفضائيات العربية، ناهيك عن أنه تنقصنا الحركة النظامية فالأمور داخل هذا الحقل تسير على البركة، وعلى الرغم من أننا سمعنا عن ميثاق شرف لكن لم نشاهده نهائيا، نحن نفتقد التقاليد الإعلامية، كما هو الحال في بريطانيا وأميركا، بالإضافة إلى أن الواسطة تلعب دورا مهما في عدم وضوح صورة الإعلام العربي فأحيانا بل كثيرا نجد أناسا غير مؤهلين نهائيا للعمل في الحقل الإعلامي.
bull; إذن ما الحل من وجهة نظرك؟
- اعتقد الحل المؤقت هو تفعيل مراكز وجامعات لتأهيل الأفراد للعمل في المجال الإعلامي، وألا نعتمد فقط على الشهادة الجامعية، ونبتعد عن العادات التي لا أحبها شخصيا مثل الواسطة.
حرية إعلامية
bull; دعنا نقترب بالحديث في موضوعنا هذا عن الكويت حيث يرى البعض أنها تنعم بالمزيد من الحريات الإعلامية كبلد خليجي فما رأيك؟ وهل الكويت تغيرت كثيرا عن زمان بما أنك زرتها في السابق وأيهما افضل لها ولشعبها من وجهة نظرك؟
- بالنسبة للتطور (يضحك) حقيقة على حسب ما ادخلها من قاعة الشرف أولا، للأمانة اعشق الكويت كثيرا، الجميلة بناسها وشعبها، ولابد أن أتكلم الحقائق عنها لأنها مرت بظروف صعبة جدا وقت الغزو الغاشم عليها، لكن مع ذلك عادت من الأزمة بسلام وأستطاعت أن تبرز نفسها على خريطة الوطن العربي، وتتبعوا معي تاريخها الإعلامي لتتأكدوا من ذلك فهي أول من سبق بتأسيس إذاعة عام 1953 كذلك التلفزيون عام 61، في وقت لم تكن فيه الكثير من الدول العربية موجودة في هذه المنطقة إذن فهي منارة كبيرة، أما بالنسبة لموضوع الحرية فأنا أؤكد كلام زملائي بأنها تنعم بالمزيد من الحريات يمكن أكثر من مصر لأنه ليس بها تهيب في الاعلام من ناحية المسؤول مع أن له مكانة اجتماعية معينة وليس من عامة الشعب، كذلك تمتلك برلمانا قويا يستطيع تغيير حكومات على عكس برلمانات البلدان الأخرى التي أراها صورة فقط.
مهاترات رياضية
bull; ما رأيك في مستوى البرامج الرياضية التي تقدم الآن عبر المحطات الفضائية؟
- للأسف نحن نعيش في عصر انحطاط إعلامي رياضي عربي بما تحمله هذه الكلمة من معنى، عصر تحظى فيه البرامج الأكثر زعيقا بنسبة مشاهدة عالية، عصر نرى فيه الشعوب تتقاتل من أجل مباراة كرة قدم، وتسحب بسببه سفراء الدول، برامج تتوقف بقرارات من القضاء.
bull; ما رأيك في اقتحام المرأة للمجال الرياضي وتقلدها لوظيفة تحليل وتقييم المباريات بعد أن كانت حكرا على الرجال؟
- على الرغم من أن الإعلام ذكوري في الإساس، تحديدا في ما يخص مجال الرياضة، لكون الرجل هو المهيمن عليها طوال السنوات الماضية، فان المرأة استطاعت أن تنافسه وبجدارة في هذا المجال وذلك بسبب كثرة وجود بطلات الرياضة في كافة أنشطتها، وعن نفسي اشجعهن على هذه التجربة، لكن حقيقة لديّ تحفظ بسيط الا وهو انه يجب عليهن أن يمتلكن الحد الأدنى من الثقافة الرياضية، وللعلم كل مراسلينا سيدات حتى مخرج البرنامج.
سر العلاقة
bull; ماسر العلاقة في برنامجك بين الرياضة وأهل الفن والفنانين؟
- حقيقة هذا الأمر انفرد به برنامج صدى الملاعب وبدأت تتداوله البرامج الرياضية الأخرى، والعلاقة سببها بسيط هو ارتباط الناس بالأغنيات الوطنية وغيرها للتعبير عن فرحتهم بعد فوز فريقهم، إذن الكل يدور في حلقة واحدة، كذلك حينما كنت في مصر أثناء بطولة افريقيا 2006 وقبل انطلاق برنامجي كنت أرى يوميا المطربين إيهاب توفيق ومحمد فؤاد في الملعب، فهؤلاء الناس جزء من المجتمع ويفهمون جيدا في كرة القدم وبعضهم يمارسها.
bull; لو لم تكن مذيعا للرياضة فأين تفضل أن تكون؟
- أنا لا أحب حكر نفسي في المجال الرياضي، فلا ثقافتي ولا دراستي ولا تعليمي ولا بيئتي تجعلني أحصر نفسي فيه، وكلامي هذا لا يقلل من شأن الرياضة شيئا ولا العاملين في حقلها، لكني أتمنى أن يكون لي برنامج حواري أمزج فيه كل مايحدث في المجتمع.
bull; هل هناك نوع من الغيرة بينك وبين زوجتك المذيعة مي سليمان خصوصا أنكما تعملان في المجال نفسه؟
- لا.. نهائيا لأنني أحظى بزوجة متفهمة لظروف هذا العمل، لكن هذا لايعني أنها لا تغضب ولا تعكر حياتي ومزاجي في كثير من الأحيان، إنما أيضا الرجال ليسوا كاملين، لكن عموما نحن نعيش حياة حلوة هادئة ومستقرة في حضن ولدينا كرم وناتالي.
bull; ما هواياتك؟
- للأسف لا يوجد الآن متسع من الوقت لممارسة هواياتي المفضلة وهما القراءة والكتابة اللتان شغفت بهما منذ صغري، كذلك أحب المشي لكن بسبب حرارة الجو اضطر أن امشي في غرفة مغلقة داخل المنزل