بعضهم لا يمانع ذلك والبعض الآخر يرفض ذلك بشكل تام


الرباط ـ من سعيد فارضي

لأنهم تحت الأضواء ولأنهم نجوم تظل أخبار الفنانين الشغل الشاغل للصحافة والناس، والمواطن المغربي كغيره من المتتبعين في العالم، يهمه متابعة أخبار الفنانين المغاربة وتغريه كثيرا فكرة تتبع الحياة الشخصية للفنان أولا بأول، لكن التساؤل الذي يطرح:
هل حياة الفنانين الشخصية تعتبر ملكا للعموم يمكن للكل الاطلاع عليها أم هي فقط ملك خاص للفنان؟
هل الخوض في الحياة الشخصية للفنانين يعتبرا مسا بالحقوق الخصوصية في حالة ما إذا تعدى الأمر الأخبار العادية والشائعة؟
هل يؤثر فضح الحياة الشخصية للفنان المغربي على مساره المهني؟
وهل يقبل الفنان الحديث عن شأنه الداخلي؟
في الاونة الأخيرة برزت العديد من البرامج في القنوات العربية، تتناول الحياة الشخصية للفنانين، كبرنامج الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني على القناة اللبنانية 'بدون رقابة' الذي تستضيف فيه شخصيات أثارت جدلا، بالإضافة إلى فنانين معروفين تناقش معهم مواضيع غالبا ما تمس حياتهم الشخصية والحميمية، نفس التجربة تلامس مع برنامج 'دارك 'على القناة الفضائية المصرية 'الحياة'، البرنامج من تقديم الممثل المصري أشرف عبد الباقي الذي يفتح حوارات في طابع هزلي مع الفنانين حول مواضيع اجتماعية وحول حياتهم الشخصية. وكذلك في البرنامج المثير للجدل 'الجريئة والمشاغبون' للمخرجة المعروفة إيناس الدغيدي، على شاشة قناة 'سينما' المصرية خلال شهر رمضان.
ترى هل يعرف تلفزيوننا المغربي مثل هذه التجارب الإعلامية والبرامج المثيرة كما في الفضائيات العربية، سواء القنوات المصرية أو اللبنانية؟
التلفزيون المغربي لا يخلو من بعض هذه التجارب المماثلة لكنها تبقى قليلة وحتى وإن وجدت فلا يكتب لها العيش طويلا كما هو الحال مع البرنامج 'عتاب' للإعلامية فاطمة الافريقي، البرنامج يستضيف فنانين يملكون نقاط القوة لكنهم في الآن نفسه لا يخلون من نقاط الضعف وارتباطا بهذه النقاط يفتح البرنامج النقاش ليس للانتقاد وإنما يأتي العتاب على لسان أشخاص مقربين منه يتم تسجيل تصريحاتهم ويرد عليها الضيف من وجهته الخاصة هذا البرنامج كان يحظى بمتابعة مهمة لكن توقيفه المفاجئ خلف فراغا في نوعية هذه البرامج.
البرامج التي تخوض في الحياة الشخصية للفنانين لا تعمر طويلا لأن المغرب لا يتوفر على صناعة تلفزيونية تخصص لها ميزانيات كافية كما أن الفنان المغربي غالبا ما يتكتم عن أخباره الشخصية.

نزهة الشعباوي
شيء جميل

ليس لدي مشكل في أن يكون الجمهور والمحبون على علم بالحياة الشخصية للفنان لأنه شيء جميل أن يتقاسم الفنان حياته الشخصية وأفراحه وأحزانه مع الجمهور، وأظن أن هذا الأمر يِؤثر بشكل إيجابي على الفنان، فالجمهور سيساند الفنان في أحزانه وأفراحه وشخصيا أحبذ تقاسم حياتي الشخصية مع جمهوري.

نجاة الوافي
موضوعا للنقاش

بالنسبة لي التطرق لحياة المشاهير سواء كانوا سياسيين أو رياضيين أو فنانين هي مسألة تصعب التعايش بين هذه الأطراف والجمهور.
وفي العالم العربي أصبح الحديث في الحياة الشخصية للفنانين أمرا شائعا، لكن أظن أن الفنان المغربي لا يخضع لمقاييس الشهرة العالمية كالفنان الأمريكي أو الأوروبي الذي يكون متعودا على هذه الأشياء، لهذا التدخل في الحياة الشخصية للفنان يكون مزعجا بالنسبة له ويؤثر عليه ويخلق له مشاكل في محيطه.

حنان الإبراهيمي
معرفة الجوانب العملية

أعتقد أن من حق الجمهور معرفة بعض الجوانب العادية في الحياة الشخصية للفنان زواج، طلاقocirc; لكن الأمور الشخصية جدا والحساسة يفترض عدم التطرق لها لأن ذلك يؤثر على الفنان، فالجمهور يمكن أن يحكم سلبا على الفنان من خلال بعض تفاصيل في حياته الشخصية التي قد تكون ظرفية.

عادل بلحجام
ليست ملك الفنان لوحده

رأيي في هذه القضية واضح أولا من يلج المجال الفني يجب أن يكون له استعداد أن يعرض جميع تفاصيل حياته أمام الملأ لأنه عندما تكون شخصية عمومية ومشهورة حياتك الشخصية لا تصبح ملكك بل ملك الجمهور والصحافة والنقاد، بالتالي إذا كان للفنان تحفظ حول البوح بحياته الشخصية فلا يجدر به التواجد في الميدان، الأمر لا يقتصر على الفنانين فقط، بل حتى الإعلاميين والسياسيين أي المشاهير بغض النظر عن المجال الذي ينتمي إليه.

ليلى البراق
في حدود

المعروف أن الحياة الشخصية للفنان تكون محط أنظار الصحافة والجمهور، وذلك حبا في الاطلاع والمعرفة، لكن من المفروض أن تكون هذه الحياة ملكا للفنان، لأن الفنان قبل كل شيء إنسان عادي، ويستحق حق الحفاظ على خصوصيته، لأن الأمر إذا تعدى الأخبار العادية والرائجة يصبح مسا بحق الخصوصية، خصوصا إذا كان الخبر كاذبا، والملاحظ اليوم أن الفنان المغربي يتقبل نوعا ما الحديث في حياته الشخصية، نظرا لتطور الوسائل الإعلامية، وظهور أخرى جديدة، لكن هذا لا يمنع أن من حق الفنان المغربي البوح أو عدم التحدث عن حياته الشخصية، بالنسبة لي أتقبل الحديث في حياتي الشخصية لكن في حدود، لأننا حتى في محادثتنا مع الأصدقاء تكون هنالك خطوط حمراء من غير الممكن تجاوزها، وتبقى للفنان وحده حق التصرف فيها.

مريم بلمير
ملك للفنان

أظن أن من حق الجمهور معرفة جديدي الفني ومساري الإبداعي، لكن ليس من حقه الخوض في حياتي الشخصية، لأنها ملك للفنان، ولأن التدخل يخلق مشاكل له ويحرجه، يمكن للجمهور معرفة ما هو سطحي وعمومي عن الحياة الشخصية للفنان، لكن التعمق أكثر يصبح تطفلا وإزعاجا.
الحديث عن الحياة الشخصية للفنان يؤثر على الفنان، لأن الجمهور يصبح مهوسا بالحياة الشخصية للفنان أكثر من إبداعه الفني، واعتقد أن الفنانين المغاربة لا يتقبلون الحديث في شأنهم الداخلي، لأننا أسر 'محافظة' وللبيوت المغربية حرمتها وتقاليدها عكس بعض الثقافات الأخرى.