باسل الزير

الفتنة اشد من القتل، ونحن في هذه الأيام تمر على دولة الكويت، فتن كقطع الليل المظلم، بدأت تشتعل وتهب على جميع الأصعدة الداخلية، بعد التهديد بالقتل الذي أطلقه (مبارك البذالي) بقتل عضو مجلس الأمة حسين القلاف وطائفة الشيعة، تنديدا بتصريح المدعو ياسر حبيب (بسب أم المؤمنين سيدتنا عائشة عليها السلام) الذي هرب من الكويت قبل سنوات، مما أثار الحفيظة في شارعنا الكويتي على جميع الأصعدة، وتفاقم الأمر بالتهديد بالقتل من هذا المدعو (مبارك البذالي) ـ الذي عرف بتعصبه الشديد ـ بقتل الشيعة مع أنهم تبرأوا ونددوا بقول (ياسر الحبيب) ـ مشعل الفتنة ـ وكذلك أسرته الكريمة أصدرت بيانا بالتنديد والاعتراض على هذا القول الشنيع، ومع ذلك وعلى قوله تعالى' ولا تزر وازرة وزر أخرى' قامت الفتنة ولن تنطفئ نارها بين منع الدولة إقامة الندوات ذات النفس الطائفي بين كل من الشيعة والسنة، وما دام التعصب والجهل بأولئك ألصق وبعقولهم اعلق من فهم سلامة الدين وأنه دين سلام وإنا نبدأ الناس بكلمة (السلام عليكم )،لا (الحرب عليكم) وكل شيء بحياتنا يصبح ابتر من دون بداية (بسم الله الرحمن الرحيم )لا (بسم الله الجبار القهار المنتقم)...
لن تصبح هناك وحدة وطنية مع فهم كهذا للدين، فقد جعلنا الدين مطية لأهوائنا ومركبا لرغبتنا ووسيلة لشهرتنا بعدما انفرط عقد علمائنا الراسخين واتوا لنا صغار الجاهلين يقولون ما لا يعلمون ..ويبحثون على نقاط الخلاف لا نقاط الائتلاف... ما الحل...؟
الحل بأن كُلا يصبح من الداخل ما شاء له أن يشاء 'شيعيا سلفيا صوفيا أشعريا' ونجعل الحل المدني العقلي القانوني هو الحل الخارجي ...
'فالعقل اعدل الأشياء قسمة بين الناس' كما قال الفيلسوف ديكارت ..
مع إنني مؤمن بتعاليم الدين مدرك كل الإدراك بأحكامه..لكن كيف بالمقدس الكامل أن يحكمه الغبي الناقص؟ وعلى أي مذهب يتم تطبيقه؟
دلني على ولي كامل يفهم روحه ويعي عصره ويطبق أحكامه، على الرأس والعين.. ولكن أن نظل لألف وأربعمائة نتقاتل ونريق الدماء من أجل السياسية باسم الدين، وبأنانية شريعتها الهوى، وببهيمية تحكم لمن غلب، وبعصبية تقطع أوشاج البشر شتى فهذا- وربي- ما تعم به البلوى!!..
فمشكلتنا أن كل حزب بما لدينا فرحون وكل يقول إنه الحق وغيره يغط في الضلالة مبين..
إننا لنعلم عنكم وعن تفكيركم كل شيء وانكم تجهلون عنا كل شيء
المشكلة ليست في الدين إنما في فهم الدين..
(فكم من عائب قولا صحيحا ......وآفته من الفهم السقيم)
لا ريب إنكم لا تفهمون من الدين سوى تطبيق الحدود، وتغيبون عن تطبيق مفهوم العدالة المالية بين الشعوب..خذ على سبيل المثال دولا من الجيران، أناس يعيشون باسم الدين في السماء، والآخرون يعيشون تحت خط الفقر في السماد..
لا جرم أنكم تظنون أنكم ملاك الحقيقة وتقاتلون البشر على الدين بخراب الأرض والله يدعو لعمارتها وتطويرها..كم انشغلنا بنظام الحكم وتطبيق الدين واختلاف الملل وقتل بعضنا البعض وتأخرنا عن ركب الحضارة والاختراع..مع انه المقولة تقول: (لا خير في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع).
واختم قولي بشاعرنا العربي نصر بن سيار:

أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تذكى
وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم
تكن حربـاً مشمرة يشيب لها الغلام
فقلت ياليت شعري
أايقاظ امية ام نيام