محمد السحيمي

يقول الخبر المتواتر منذ نهاية الأسبوع الماضي: laquo;رغم الإعلان المكثّف في وسائل الإعلام، وعبر الجوّال والإنترنت عن تنظيم laquo;هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرraquo; لقاءً مفتوحاً للمواطنين مع رئيسها بمنطقة الرياض الدكتور/ laquo;عبدالله الشثريraquo;، إلا أن الحضور لم يتجاوز أصابع اليدين! وربما كان من رجال الهيئة المنظمين للقاء فقط؛ مما دفعهم لإلغاء مكان إقامته بالقاعة الرئيسية لمركز معارض laquo;الرياضraquo;، واقتصاره على الإعلاميين في البهو الرئيسيraquo; !
وأي غرابة في هذا؟ وماذا كان يتوقع الناس وraquo;مسؤولو الهيئةraquo; على حدٍّ سواء؟ لنكن واقعيين صرحاء ـ بمناسبة عام laquo;ويكيليكسraquo; الجديد ـ وعيني في laquo;عيونكمraquo; فقط ـ بدون laquo;كُنَّraquo; ـ فأنا لا أحتمل طعنة laquo;ظفر الخنصرraquo;، فكيف بـraquo;مقراض أظافرٍraquo; صقيل! وقولوا لنا: لو كنا مجتمعين في مقهى laquo;ماraquo;، في شارع laquo;تحليةٍ ماraquo; ـ وهل هناك تحلية هواء؟ ـ وصرخ أحدهم: الهيئة الهيئة ياشباب! هل سنظل مركِّزين في laquo;المقاطعraquo; إياها، ثم نسفهل ونقول: ياهلا والله بـraquo;جمس بوندraquo;! laquo;تَوْraquo; ماتبارك شارع التحلية كله! laquo;تَوْraquo; ما تعطرت الأشجار البلاستيكية بدهن العود والمسك والعنبر! laquo;تَوْraquo; ما نوَّرت ليلتنا بضوءٍ رومانسي خافت! laquo;تَوْraquo; ماتوشحت laquo;البارتيشناتraquo; بقصب laquo;البشوت الحساويةraquo;! laquo;تَوْraquo; ما فاح laquo;البنraquo;، وتحمَّص laquo;اللوزraquo;، وraquo;نِدْبِكْraquo;، وتغني laquo;فيروزraquo;؟ هل سنثبت، ونستقبل وفد الفضيلة المبارك بأريحيةٍ طبيعية؛ لأننا لم نقترف مخالفةً ولا تجاوزاً؟ أم أننا سنهرب، وأولنا الزميل/ laquo;عنترة بن شدادraquo;، الذي كان في لقاءٍ عفيفٍ مع الزميلة/ laquo;عبلةraquo;، على ضوء القمر، تحت صخرة laquo;عيون الجواءraquo; الشهيرة في laquo;قصيم الزمانraquo;، وما إن لمح laquo;الجمسraquo; مقبلاً من laquo;المذنبraquo;؛ حتى ولى هارباً، غير آبهٍ لصراخ الزميلة/ laquo;عبلةraquo;: ويحك! أتهرب وتتركني laquo;بذاraquo; لحالي، وأنت laquo;عنيترانraquo; ماغيرُه يا laquo;الْمُهُونraquo;؟ فقال لها: ويحك أنت وأمٍّ laquo;جَابِتِتْسْraquo;! من يفهِّم laquo;جمس بوندraquo; أنني laquo;عنترraquo; يا laquo;عْبَيْلُوه الدُّبِّيَّةraquo;؟ فما كان منها إلا أن أسرعت إلى الجمس؛ طالبةً إنقاذها من هذا الفاسق، الذي صوَّرها وهي في الحرم الشريف، ليلة laquo;الختمةraquo;، ثم دبلج الصور وكأنها تنتظره في سوق laquo;قبة رشيدraquo;؛ حسبي الله عليه laquo;حسيبٍ كافيraquo;!
وماذا كان يتوقع مسؤولو الهيئة، بعد أن دمغوا المجتمع كاملاً بالرذيلة، وبأرقامٍ لا يستوعبها إلا laquo;المتفيزقونraquo; في laquo;كوكب مؤسسة النقدraquo;؟ كيف تتوقع أن يحضر laquo;للفضيلةraquo; غير القائمين عليها، في مجتمعٍ رصدت الهيئة فيه نحو (251) ألف مخالفة في عامٍ واحدٍ؟ وهو لايمثل إلا (5%) مما ستروه، فيما أحصاه منسوبوها الرسميون، ناهيك عن التجاوزات الفردية، من المحسوبين عليها! كيف وجدوا ـ إذن ـ وقتاً لهذا اللقاء الطيب، والرذيلة ـ حسب أرقامهم ـ هي شغلهم وشغل مجتمعهم الشاغل؟ وبأية تحية كان المسؤولون سيخاطبون من يحضر: أيها الأحبة في الله؟ أم : أيها الفجرة الفسقة الكرام؟
أما السؤال الحقيقي الآن فهو: ألم يأنِ لمسؤولي الهيئة أن يستمعوا لهذا laquo;الصمتraquo; الجماهيري المدوِّي؟!