أحمد الأحمد

إذا اقتصرنا الحديث على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل الشرق الأوسط فلأن الحديث عن موقف الدول العربية ببعضها من بعض حديث ذو شجون بداية معروفة أنها لا حدود لها، والمواطن العربي هو الذي يدفع ثمن التناقض والتباين والحقائق المبتورة جراء هذه الخلافات بين دولة وأخرى.

ولكن أهم ما في هذه الظاهرة على اختلاف الاتجاهات الإقليمية والسياسية والحزبية هو الكلام عما يجري في العالم وماله صلة مباشرة بأوضاعنا العربية، والإسلامية دون الكلام عما يجري في عالمنا نحن.

فالذين يتحدثون عن المواقف والمبادرات الشرقي منها والغربي لا تنقصهم النيات الحسنة فيحملون المصباح بحثا عن مبادرة عربية أو موقف عربي يخدم قضايا السلام أو عن قرار عربي معد للتنفيذ لا للإعلان فقط فلا يجدون إلا خلافات ونزاعات وصراعات ولا يجدون من ثم مفراً من معالجة ما يواجهون إلا من خلال الرؤية الجغرافية المجزأة ومن خلال الانتماءات المتنافرة سواء كانت ناتجة عن الاقتناع أم عن القهر.وهكذا يبدو أن قدرنا يفرض علينا أن نغرق بشبر من الماء، وأن نتيح للعالم استغلال هذا الشبر فيصوره لنا محيطاً لجيا فكان من البديهي أن نتصور مع الأيام أنه لا خلاص لنا إلا إذا تحرك غيرنا لإنقاذنا.. وأننا عاجزون وهاهنا قاعدون، وفي أحسن الأحوال متشاجرون.الملك عبدالله شفاه الله ينادي بوحدة الصف العربي ونبذ الخلافات في العراق وفلسطين، وكلما ظهرت بوادر أزمة في عالمنا العربي على السطح. فإذا كان الشجار طبيعة فينا ألا يمكن أن نفرغ ما في طبيعتنا في اتجاه آخر فنستبدل بشجارنا مع بعضنا شجاراً عربياً شاملاً مع إسرائيل التي ضربت عرض الحائط قضايا السلام.لقد قال أحد الشيوخ في الكونجرس الأمريكي يجب أن يكون للفلسطينيين أرض ودولة ثم أردف قائلاً أنه يعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية ما دامت لا تعترف بحق إسرائيل في الأراضي التي احتلتها في حرب 1967م.وإذا أخذنا الأمور من الزاوية الفلسطينية نجد أن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم وإسرائيل جعلت من قضية السلام مع الفلسطينيين ألعوبة يتوارثها حكام إسرائيل الواحد تلو الآخر، والنتيجة هي جني الأرباح والمكاسب من قبل إسرائيل للإسرائيليين على حساب المقدرات العربية والفلسطينية.

إن أمريكا تدفع الغالي والنفيس في سبيل إرضاء إسرائيل وقرأنا في الصحف الصادرة هذه الأيام أن أمريكا منحت إسرائيل طائرات بلا طيار وهي دائماً تقف إلى جانب إسرائيل سواء في مجال التسليح أو المواقف الدبلوماسية.