أعد كل من هوما امتياز وتشارلوت باشين تقريراً، نشرته صحيفة نيويورك تايمز، استهلاه بالحديث عن المذهب الصوفي، الذي يتبعه أغلب المسلمين في باكستان. حيث يحتشد المتصوفة في عدد من الاحتفالات سنوياً، التي يصلون فيها ويرقصون ويأكلون في سلام. ورغم ذلك، تعرض هؤلاء المسالمون لهجمات المتطرفين خلال عام 2010، الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجمات الخمس على أضرحة صوفية، التي اسفرت عن مصرع 64 شخصاً. علماً بأن الهجمات التسع التي تعرضت لها الاضرحة الصوفية في الفترة من 2005 إلى 2009 اسفرت عن مصرع 81 شخصاً.
الهجمات الارهابية في ما سبق كانت تحدث في منتصف الليل أو في اوقات غير أوقات الصلاة، فيما بدا محاولة لتقليل أعداد الضحايا. أما خلال عام 2010، فتعمد الارهابيون تنفيذ العمليات الارهابية وقت تجمع آلاف المصلين، واستهدفوا مدناً كبيرة، مثل كراتشي ولاهور. وزيادة الهجمات التي تستهدف المتصوفة مزقت نسيج العبادات في باكستان. ورغم ذلك فلا يزال المصلون يزورون الاضرحة الصوفية ويحضرون احتفالاتها في تحد للارهاب وإثبات لبقاء الاسلام المعتدل. جدير بالذكر أن أعداد المتصوفة في باكستان تُقدر بالملايين، لكن المتشددين يصفونهم بالكفر لأنهم يرقصون ويزورون أضرحة الأولياء. أما الولايات المتحدة، فتنظر إلى المذهب الصوفي كقوة مضادة للتيار المتشدد والارهاب، لذلك قدمت منذ عام 2001 أكثر من 1.5 مليون دولار لإصلاح وترميم الاضرحة الصوفية. هذا، ويرى بعض الخبراء أن الجماعات المسلحة في باكستان خرجت عن السيطرة، وبدأت في استهداف الاضرحة الصوفية، كوسيلة لتأكيد قدراتها وفكرها داخل باكستان، بعدما كانت تركز أنشطتها في افغانستان وكشمير من قبل. ويُرى المتشددون المتصوفة موالين للحكومة، لا سيما أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية ينتميان إلى أسر صوفية عريقة مشهورة بخدمة أضرحة الأولياء، ويعتمدون على تلك الاصول في الفوز بأصوات الناخبين.
واستجابت الحكومة الباكستانية للمتصوفة وبدأت في فرض حراسة أمنية مشددة على اهم الاضرحة الصوفية، وفي إضافة بوابات تفتيش وفحص للمعادن، لمنع دخول المسلحين، رغم أن مقاتلي laquo;طالبانraquo; الباكستانية لا يرتدعون بهذه الإجراءات الامنية.

نيويورك تايمز