عبدالله زمان

من الكويت انطلاقاً إلى إقليم كردستان العراق وعاصمته أربيل، كأول محطة ثم بغداد العاصمة وبعدها زيارة مدينة النجف الأشرف، وأخيراً التشرف بزيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة. تلك كانت رحلتنا والوفد الإعلامي الكويتي الذي زار العراق في الأسبوع الماضي. وقبل أن نسبر أغوار الرحلة ما استطعنا، وجب الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الرحلة من الأخوة والأخوات الزملاء وعلى رأسهم رئيس جمعية الصحافيين الكويتية السيد أحمد بهبهاني ومنسق الرحلة الزميل النشط والقائد المرح الأخ عدنان الراشد.

رسالة ضمان من رؤساء العراق
لقد تلقينا رسالة واضحة من مختلف قادة العراق، وإن تعددت المفردات والنصوص إلا أن المضمون كان واحداً وهو الدفع تجاه تعميق وترسيخ العلاقات بين البلدين وطي صفحة الماضي إلى غير رجعة. ولعّل من أبرز ما أتذكره هو كلام رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، الذي أكد أن الشعب الكردي يتلمس ألم الشعب الكويتي، وما عاناه من ظلم وإجرام النظام الصدّامي البائد، كما أكد بعد ذلك أن الشعب الكردي يشعر بأخوة صادقة تجاه كل
الكويتيين ان ما حدث من غزو الكويت لن يقع في المستقبل، لأنه شخصياً والشعب الكردي لن يرضى بذلك. وفي ذات الإطار أكد رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي بأن العراق
الجديد لن يستعمل السلاح في أي خلاف سياسي مع دول الجوار وتحديداً الكويت، وإن العراق قــد طـــلّق الرصـــاص بالمـــطلق في أي عمـــل ســـياسي.

مرونة عراقية مع الملفات الكويتية
خلال لقائنا مع بعض المسؤولين العراقيين ومنهم وزير الخارجية على سبيل المثال، أكد هوشيار زيباري بأن العراق قد أنهى كل الملفات العالقة بين الكويت والعراق، بل وانهم في سعي دائم لإغلاق الملفات بالطريقة المرضية للطرفين، مع مراعاة حقوق الكويت كدولة مستقلة وذات سيادة وان حقوقها يجب أن تعطى بشكل مرن، كل ذلك في سبيل تأكيد رسائل التطمينات المبعوثة من العراق لكل دول الجوار. من خلال كلام وزير الخارجية العراقي شعرنا بصدق الأخوة لدى السلطات العراقية في الانتهاء من الملفات الخارجية لأنهم على موعد بالانصراف لشؤونهم الداخلية وتطوير العراق من الداخل.

الكرم العلمائي في النجف الأشرف
كانت وجبة غداء شهية، لذيذة، أجواء أخوية رائعة، وبيتاً عامراً بأهله الطيبين وقلوبهم الصافية وصداقتهم الأصيلة مع الكويتيين إن كانوا من أسرة الحكم أو الشعب. أتحدث هنا عن وليمة الغداء التي دعانا إليها سماحة السيد محمد بحر العلوم أطال الله في عمره، وهو والد سعادة السفير العراقي في الكويت السيد محمد حسين بحر العلوم. في هذه الزيارة استعرض سماحة السيد مسيرته التاريخية وذكرياته في الكويت، وتحديداً مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وأخذ يعدد مواقف الكويت معه. اللافت أن سماحة السيد متابع بشكل دقيق لكل ما يدور على الساحة الكويتية وبأدق تفاصيلها. ولعمري بأنه يملك من مشاعر الحب، بل العشق، للكويت الدولة والأمير والشعب. في منزله العامر انتشينا بالشعور الذي تولد لدينا بأن للكويت أحباباً ومخلصين بهذا الحجم وتلك الكيفية.

أربيل الجميلة
إقليم كردستان العراق عبارة عن 4000 مدينة وقرية، وكي أمضي على ما أود قوله بعجالة، سأقول لكم إن صدّام المقبور دمّر 3500 قرية ومدينة عن بكرة أبيها بمساكنها وشعبها، وهذا الدمار أثّر على تخلف تعداد الشعب الكردي إلى جيلين كاملين بالنقصان. فعلى الرغم من ذلك، إلا أن أربيل رأيتها مدينة ذات عمران وتطور مذهلين. ويعزى ذلك لسبب إصرارهم على العيش والرقي والنهوض بمدنهم وقراهم إلى الازدهار. أربيل مدينة جميلة بمناخها laquo;اللندنيraquo;، ومبانيها الحديثة وشوارعها العريضة ومصايفها laquo;اللبنانيةraquo;... كل ذلك بقلوب طيبة وترحيب مستمر لأنهم شعب كردي مسالم.